حديقة الشعراء

بقلم
محمد العشّي
مناشدة في الوقت الضائع
 يهزّني الحنين للأب العزيز الأوحدِ
يهزّني الحنين للماضي الجميل الأسعدِ
قالوا هو لصٌّ أبوكم ‏‎!‎
فليكُنْ
كان زعيما للصوص ‏‎!‎
فليكُنْ
كان أبي لصّا وكان مستبدّا
بل رئيسا للعصابهْ
هو أبونا، لايهُمْ
أمّا وقد غادرَنا الأبُ الحنونْ
دون وصيّةٍ ودون بسمةٍ
ودون أن يمدّنا بوصفةٍ
دقيقةٍ لمسلكِ الحكمِ السديدْ
فإنّنا نرجوهُ أن يحضننا من جديدْ
نرجوه أن ينيرَنا بنورِه، ‏
فنحن دونه، فقدنا جادّة الطريقْ
ونحن دونه يتامى في متاهات النشيدْ
يا أيّها الأبُ الحنونُ عُدْ إلينا
لا تكِلنا لشماتة الحسودِ والغريبْ
أنت الذي جمّعتنا،
مثل فراخٍ ضالةٍ ... جمّعتنا
تحت ظلال عطفك ربّيتنا
هل ترتضي أن قد تحوّلنا شقوقا بعدكم؟
ومسّنا الهوان بعد العزّ والعهد الجديد ‏‎!‎
هل ترتضي أنّا تحوّلنا لمضغةٍ، يلوكُها القريبُ والبعيدْ ‏‎!!‎