الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحية العدد 141
 نفتتح على بركة الله بهذا العدد سلسلة جديدة من مجلّة «الإصلاح» نؤثث بها السّنة الثامنة من عمر ها، آملين أن تنال إعجاب القرّاء الكرام. وبهذه المناسبة السّعيدة يسرّنا أن نتقدّم بجزيل الشّكر لكلّ من ساهم معنا سواء من تونس أو من خارجها في تأثيث أعداد السّنوات السبع التي مرّّت على ميلاد هذه المجلّة الالكترونية (140 عددا) ونشكر ونحيّي قرّاءنا الأوفياء من مختلف أقطار الأرض الذين من دونهم نفقد شرعيّة الوجود ومنهم نستمدّ الدّافع والقوّة الكافية لمواصلة المشوار وإنجاز المجلّة ونشرها في مواعيدها المحدّدة. فلا خير في مجلّة لا قرّاء لها.وكل عام وقراء المجلّة وكتّابها بخير. 
سيلاحظ القرّاء سًعينا إلى إدخال بعض التغييرات في شكل المجلّة حتّى نقدّمها للقراء في حلّة مختلفة تسرّ الناظرين وتبعث في النفس حبّ القراءة الالكترونية كما سيلاحظ أنّنا ارتأينا المحافظة فنيّا على اعتماد الألوان الثلاثة الأصليّة وهي الأزرق والبرتقالي والأخضر بالتداول باعتماد لون لكل عدد وذلك لضمان استمراريّة رمزيّة للمجلّة توحي بثبات المجلّة على المبادئ التي تأسست عليها وبعثت من أجل تحقيقها والتي تتلخص في تقديم غذاء فكري متكامل للقارئ مع التمسّك أوّلا بالهوية العربية الإسلاميّة التي يُرمز إليها عادة باللون الأخضر وهو لون يرمز أيضا للنماء والطبيعة النظيفة والسلام والتجدّد، والتأكيد ثانيا على البعد المتوسطي والذي يرمز إليه اللّون الأزرق وهو لون يرمز أيضا إلى السّلام، والوحدة، والانسجام، والهدوء، والثّقة والبقاء على العهد، وثالثا في الدفاع عن أهداف الثّورة التي يرمز إليها باللّون البرتقالي وهو لون يرمز أيضا إلى الطّاقة والوضوح .
وقد حافظنا أيضا على أهمّ الأركان التي نالت رضا القراء الذين يصلنا نقدهم باستمرار والذي بدونه لا نتطوّر،  فلا أمل في التحسّن من دون نقدهم ومقترحاتهم.
ونحن من موقعنا كقائمين على المجلّة، نعاهد قراءنا على مزيد بذل الجهد من أجل توفير المضمون الجيّد والمفيد، آملين أن نواصل معا ما بدأه المصلحون، دون تقديس لهم أو اجتـرار لأفكارهم، من أجل تحقيق أحلامهم وأحلامنا وأحلام هذه الأمّة في التنمية الشّاملة والازدهار حتّى تحتلّ الموقع الذي يليق بها بين الأمم
ولأنّ هذا العمل صعبٌ ويتطلّب مجهودات إضافيّة، فإنّنا ندعو كل من يطمح إلى المساهمة في هذا المشروع، أن يساندنا بالقراءة أو بالكتابة، أو بالتّوزيع عبر الوسائل الالكترونية المتاحة في مجال الاتّصال . وليعلم الجميع أنّ المدافعين عن الهويّة والمتمسّكين بها هذه الأيام كالقابضين على الجمر من شدّة ما يتحمّلونه من الأذى والمحاصرة بالرغم من الحرّية التي يضمنها الدستور الجديد للبلاد ولعلّ المشكل لا يكمن في المنافسين وإنّما في المنتمين إلى مشروع الهويّة أنفسهم حيث تفرّقوا بين مهتمّ بالسياسة والتحزّب فلاوقت لديه للاهتمام بالثقافة والفكر ورافض لكلّ تجديد فلا لزوم لمثل هذه الدوريات مع وجود أمّهات الكتب ومصنّفات الفقهاء الاشاوسة الذين ما تركوا موضوعا إلاّ قالوا فيه قول الفصل وبين من أصابه الارتخاء والطمأنينة فأصبح يرى في الفكر والثقافة ترفا لافائدة منه وآخر أصابه الإعياء جرّاء اللهث وراء لقمة العيش المضنية  فلم تعد لديه لذّة للقراءة أو الاهتمام بالشأن الفكري والثقافي. 
أمّا نحن فسنواصل المسيرة التي بدأناها منذ سبع سنوات ونأمل أن يلتحق بنا آخرون . والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.