باختصار شديد

بقلم
محمد بن نصر
أمة لو صبت نار جهنم على رأسها واقفة
 عندما نقرأ أخبار النّصر تبدو لنا وكأنّها غير مسبوقة، وعندما نقرأ أخبار الهزيمة تبدو لنا وكأنّها معادة. لم أر أمّة بالرّغم من كلّ أشكال الهوان، تعيش دائما على أمل النّصر كأمّة محمّد صلاة الله وسلامه عليه. 
قال لي قسيس يوما في لحظة صدق، نحن نعيش على أمل إنهائكم و في كلّ مرّة نطرب لقربه اكتشفنا أنّه مازال بعيدا. 
ما يزعج الغرب الذي لم يفقد روحه المسيحيّة أنّ جغرافيا الإسلام توسّعت في زمن ضعف المسلمين أضعاف أضعاف ما كانت عليه زمن قوتهم. لا نتحدث عن امتلاك شروط القوّة الحقيقية، التّخطيط الإستراتيجي، التّقدم العلمي والإرتقاء القيمي ولكن نتحدّث عن هذا الشّعور العام عند المسلمين، شعور القدم الرّاسخة والأرض تهتز ّمن تحتها. هذا الإعتقاد بأنّ النّصر وإن تأخر آت لا محالة. حتى وإن خذلهم من راهنوا على صلاحهم، يقرأون عليك الآية « ويستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم». قد ينضب كل ما عند المسلمين ولكن محال أن ينضب معين الأمل عندهم لأنّه معقود بوعد ربّاني يتجاوز المكان والزّمان.