الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
الافتتاحية
 يصدر العدد 138 وقد حلّ علينا عام إداريّ جديد ورحل عنّا آخر ترك فينا ما ترك من آثار سلبيّة وأخرى إيجابيّة. انقضت سنة 2018 وقد اقتلعت أحلاما وأنبتت أخرى وأسقطت من حساباتنا مشاريع عديدة وبنت في أذهاننا أخرى. ومهما يكن حجم الآلام التي نعيشها من جرّاء ما يحدث في ربوع بلادنا وبلاد المسلمين جميعا وحجم الخوف الذي نستبطنه عندما نفكّر في مستقبل ثورتنا التي أنهكتها المصاعب وحاصرها الأعداء بوجوه مكشوفة وأخرى مخفيّة من كلّ جانب، وبرغم المتاعب والأزمات التي تعاني منها شعوبنا، فإنّ الأمل مازال قائما مادامت ثقتنا في الله أوّلا ثمّ في المقاومين من أبناء هذا الشّعب - وإن قلّ عددهم - كبيرة.
وبهذه المناسبة التي تلازم فيها الاحتفال بالعام الجديد مع الاحتفال بالذكرى الثامنة للقضاء على عدد من رموز الاستبداد في وطننا العربي، تتقدّم أسرة المجلّة بأحر التهاني لقرّائها الأفاضل راجية من الله العلي القدير أن ييسّر في العام الجديد عودة الرّوح لزهرة الثورة حتّى يتواصل نموّها وانتشار رحيقها ليعمّ كلّ بلاد العرب والمسلمين ويبعد عنها كيد الأعداء الذين لا همّ لهم سوى وأدها.
نرجو أن يكون العام الجديد مليئا بالأحداث التي من شأنها أن تدمّر قيود اليأس التي كبّلتنا وتفتح لنا نافذة صغيرة في سرداب الظّلام الذي دخلناه بإرادتنا وبفعل الآخر فينا. نافذة يتسرّب منها نور يجعلنا نرى الاشياء على حقيقتها و يعيد لنا البصر بعد أن فقدناه  حتّى نحاول النهوض من جديد. 
سنظلّ من خلال هذا المنبر الفكري الثقافي عاملين على الإصلاح رافضين كلّ أشكال الفوضى والتخريب، لأنّنا مؤمنون بأن شعوبنا لا تستحقّ كل هذه المتاعب وأنّ من حقّها أن تعيش في كرامة وحريّة ورغد من العيش. لسنا دعاة حرب إلاّ على بني صهيون ولكّننا دعاة إلى مقاومة سلميّة من خلال تنوير العقول وفضح الفساد والمفسدين والضغط في اتّجاه «تمكين» الشّباب وتشريكه في كلّ المجالات، فلا مستقبل لوطن لا يفكّر شبابه إلاّ في الهجرة مهما كان الثّمن.
خطّ «المقاومة»  في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى رجال صادقين ونساء صادقات، مثقفين ومثقفات، مهما اختلفت خلفياتهم الفكرية، لا تحرّكهم مصالح ولا حسابات تجمعهم فكرة «للإصلاح » تنبع من الإنسان وتعمل بالإنسان من أجل الإنسان. تعبّر بمختلف الأشكال والوسائل الثقافية المتاحة عن تطلّعات المحرومين والمهمّشين والكادحين والثّائرين على أنظمة الاستبداد والفساد، تناهض كلّ أشكال التمييز وتجعل من الحرية والمساواة شعارا لإرساء ثقافة تكون عمادا وأُ سّا لبناء الوطن.