باختصار شديد

بقلم
محمد بن نصر
رُسمت الطريق وانتهى الأمر
 لئن عجبت من أمر فإني أعجب من قوة يقين المؤمنين بالحتمية التاريخية أو بموازين القوى صحيح أن عجلة الإلتفاف على الثورة لم تتوقف عن الدوران ولعلها تكسب كل يوم مواقع جديدة ولكن بالرغم من صراخها وعلو أصواتها فهي مذعورة لأن الثورة رسمت الطريق وسطرت قاعدة التأويل بتعبير أستاذنا الفاضل أبويعرب. شعبنا لم يعد يطمح في الحد الأدنى من الديكتاتورية ولكن أصبح، ولا رجوع في ذلك، يطمح في الحد الأقصى من الحرية وفي الحد الأقصى من الكرامة وفي الحد الأقصى من العدل. كل من ظن من شيوخ التوافق مع الدولة العميقة أو من تلامذتهم أنه من الممكن الخروج عن منطق الثورة فهو واهم و سيجدون أنفسهم خارج منطق التاريخ. صحيح أننا نحرص على تعليم أبنائنا النطق فإذا تكلموا قلنا لهم اسكتوا ولكنهم لن يسكتوا فكذلك الثورة 
أدخلت الشعب في منطق جديد ومهما حاولوا 
بإعلامهم و بأموالهم و بخطابات التخويف  
الدينية والعلمانية لن يفلحــــــوا 
في إخراجـــه مــن هــذا المنطــق. 
نعم أهداف الثورة لم تتحقق 
ولكن الثورة حققت شيئا 
مهما، لقد زرعت الأمــــل 
وحطمت حاجز الخـــوف 
وذلك لعمري ليس بالشيء 
الهين، بل إنه النبأ العظيم.