تمتمات

بقلم
رفيق الشاهد
سحابة الكذب
 بين العيدين انتظم عيد جديد وانطلقت مبكّرا الاحتفالات بكأس العالم  لكرة القدم. وليس بعيدا عن مشارف عيد الفطر وعلى مسافة أسبوع فقط خسرت مصر العربية مباراتها الثانية وغادر الفريق ومرافقوه على إثرها روسيا البلد المضيف وودعوا أحلامهم التي باتت سرابا. صدحت من مصر صيحة فزع لسائق تاكسي هز رجع صداها أركان عالمنا العربي الإسلامي. «عاوزين نفرح! لماذا استكثر علينا رؤساءنا ومسؤولونا أن نفرح؟».  ماذا حدث؟ ما علاقة كرة القدم بما يتمناه صاحبنا الذي لم يتحسس بصيص الفرح المفقود؟. 
لما أردت أن أفهم ازدحمت أمامي السبل وساد ضباب تكاثف حتى أصبح دخانا خانقا ثم انتشر سحابة غطت قبة السماء. رغم معرفتي بأنواع السحب كلها لم أجد لهذا الدخان إلا اسما جديدا أقترح إدراجه ضمن أطلس السحب عنوانه «الكذب».
يوقا
 أغمضت عيني وسددت مسامعي طبقا لتعليمات مدربي الذي علمني غلق مسام بشرتي حتى لا تتأثر نفسي بالعوامل الخارجية، وخفّضت نسقي البيولوجي وعدلته على ترددات الأثير، وشرعت أصّعّد المراتب حينا وانساب مثل الهواء البارد حينا آخر. ولما وكلما دنوت من ضالتي وكنت قاب قوسين أو أدنى من الغبطة والسرور طرق بابَ السكون صخبُ الحاضر وعصف به رعد الهاجرة وانغرزت إبر ومسامير أيقظت مشاعري من جديد ونفضت عني الراحة والسكينة. ونزلت أتدحرج في غياهب الغمّ والهمّ «سيزيف» يوميّا يدفع كربه كل يوم على أمل بلوغ قمة النجاة.
«سيزيف» أنا وكذلك سأظل على صمتي ثابت العزم حتى أقلِع يوما وأجدني حقيقة أهزأ من ظلي.