الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
الافتتاحية
  يصدر العدد 133 من مجلّة «الإصلاح» في شهر مليء بالمناسبات من أهمّها حلول عيد الأضحى المبارك أعظم عيد لدى المسلمين. فبالإضافة إلى أهمّيتها الدينيّة، فإنّ لهذه المناسبة انعكاسات اجتماعيّة واقتصاديّة مهمّة على مستوى الفرد والمجتمع، فمازال الناس يستغلّون حلول هذا العيد للتواصل وتبادل الزيارات بعد أن فرّقتهم ظروف العمل وباعدت بينهم كثرة المشاغل والهموم. وبالرغم من الصعوبات الاقتصاديّة الجمّة وشحّ الموارد وغلاء الأسعار التي اكتوت بها أغلب الأسر فإنّ جلّها مازال حريصا على اقتناء الأضحية وذبحها يوم العيد سواء بدافع التمسّك بتقاليد المجتمع أو بدافع الاقتداء بسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. 
وبهذه المناسبة يسرّنا وأسرة تحرير المجلّة أن نتقدّم إلى القراء الأعزّاء وعائلاتهم وإلى كافّة الشعب التونسي والشعوب العربية والإسلامية قاطبة بأحر التهاني وأجمل الأمنيات راجين من الله العلي القديــــر أن يجعل أيام هذا العيد أيام يمـــن وبركة خاصّة على المستضعفيـــن والفقراء والمساكين ويؤلف بين قلوب من يسكن هذه الأرض الطيّبة فيتوجّهون إلى الحوار والتوافق والتآزر وينبذون العنف والكراهية والتقاتل والخصام. 
إن العيد مناسبة للتوادّ والتراحم بين الناس يستغلّها الجميع (إلا من كان في قلبه مرض) للتصالح والتناصح والتنافس في عمل الخير وهي بالتالي فرصة ليجدّد المجتمع وحدته ويشحن ماكينته الاجتماعية ليتحرك المجتمع سالكا طريق العمل والبناء في تناسق وتكامل بين مختلف مكوناته وهو ما تفتقده بلادنا هذه الأيام بعد سبع سنوات ونيف من نجاح ثورتها المباركة وطرد الطاغية.  
ترتبط مناسبة عيد الإضحى بمناسبة دينيّة أخرى لا تقلّ عنها أهميّة وهي الحج إلى بيت الله الحرام تنفيذا للركن الخامس من أركان دين الله الحنيف. ونظرا لأهمّية هذا الركن وما ارتبط به من شوائب تراكمت بمرور الأيام والعصور، فقد خصّصنا مقالنا الشهري للحديث عنه وعن مقاصده الكبرى التي لم تتحقّق على أرض الواقع نتيجة تحوّله عند الأغلبيّة إلى تقليد اجتماعي ومجموعة من الشعائر والطقوس  يؤدّيها الحاجّ  ثمّ يعود إلى موطنه.
قراءة ممتعة...