من وحي الحدث

بقلم
محمد العشّي
أمام مركز الاقتراع (يوم الانتخابات البلديّة)
 ضبابٌ يعمّ الفضاءْ
وجومٌ، عبوسٌ، 
سحابٌ كثيفٌ يغشّي الوجوهَ
وهرجٌ و مرْجٌ
أمامَ البناءْ 
و صوتُ الخصام يُدوّي بعيدًا
ويعلو ويعلو، يشقّ السماءْ
كأنّ الجموعَ تعدّ حروبًا
فتحمي الوطيسَ
وتذكي العداءْ
فبعضٌ يكيلُ التهمْ
وبعضٌ يزايدُ منتشيًا
بارتداء العلمْ
وبعض ينادي الشهودَ
لفضح الخصومْ
وبعض يصوّر ما لم تراهُ العيونْ
وشرطتنا ترقبُ المعركهْ
و تنتظرُ الضربةَ القاضيهْ
لتحزمَ أمرًا وتحشر أنفًا
وتنجز سبْقا لها
في تفادي النطاحِ وكسر القرونْ
فكيف نبشنا عظام الجدودْ
ولم نستعِدْ من تراثِ القبيلةِ
إلاّ النفيرَ وشحذِ السيوفْ
فلا العرسُ عرسٌ
ولا الفرحُ فرحٌ
ولا ضيفَ من بيننا كالضيوفْ!