الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
الافتتاحية
 بهذا العدد تكون مجلّة الإصلاح قد أطفأت شمعتها السادسة. كان الأمر في البداية حلما جميلا صعب التحقيق نظرا لغياب عناصر القوّة في باعث المشروع،فهو لم يكن أديبا ولا مفكّرا ولا حتّى مختصّا في ميدان الصّحافة. لكنّ الحلم تحوّل إلى محاولة تلو المحاولة وبمرور الايام وصدور الأعداد اشتدّ عود «الإصلاح» وأصبح لها منهج خاص وطابع يميّزها عن غيرها من الدوريات الورقية والألكترونية.
 لقد تحوّلت «الإصلاح» بتدرّج من ردّة فعل على الوضع الرديء للسّاحة الصحفيّة والثقافية، إلى مشروع دوريّة فكريّة سياسيّة ذات منحى إصلاحي تكون«حاضنة لأفكـار ورؤى تناضل من أجل بناء دولة فلسفتها خدمة المواطن، ومجتمع يبنى علــى التعاون والتآزر والعيش المشترك في كنف الحريّـة والمساواة». 
ولا أفشي سرّا إذا ذكّرت أنّ «الإصلاح» تصدر عن خلفيّة عروبيّة إسلاميّة تجديدية وتنويريّة، ترى أنّ بناء الإنسان الحرّ القادر على الابداع لا يكون بالتنكّر لهويّته والانسلاخ عنها وإنّما بالانطلاق منها والاستفادة من مخزونها الثقافي والفكري الغني بقيم الإسلام الخالدة وتعاليمه السّمحة باعتبارها القاعـدة الأساسية للصمود ومواجهة التحديات.
لم تكن «الإصلاح» في يوم من الأيام لسان حزب أو مجموعة إيديولوجيّة بعينها  بل كانت طيلة ست سنوات وعلى امتداد 128 عددا منبرا حرّا يستقطب الجميع من مختلف التّيارات الفكريّة والسّياسية إلاّ من أخذ عهدا على نفسه بمقاطعتها منذ البداية. استطاعت المجلّة في فترة وجيزة نسبيّا أن تجمع حولها كتّابا وشعراء متطوّعين من عدّة دول عربيّة من بينها المغرب والعراق وسوريا ومصر والجزائر واليمن وآخرين من العرب والتونسيين المهاجرين في كندا وفرنسا وألمانيا والنرويج وإيطاليا 
لقد حاولنا طيلة ثلاث سنوات الاستفادة من التكنولوجيّات الحديثة في مجال الاتّصال لتصل المجلّة إلى أكبر عدد ممكن من القراء، لكنّ الطريق مازال طويلا، ومازالت رائحة أزهارها العطرة ضعيفة حتّى تتغلّب على روائح الرّداءة المهيمنة على السّاحة الثقافيّة والفكريّة ومازال أمامنا عمل كبير وعلينا بذل جهد أكبر من أجل توفير المضمون الجيّد المفيد وتحقيق ما نحلم به وأهمّه إرضاء قرائنا الأعزّاء. 
ولأنّ هذا العمل صعبٌ ويتطلّب مجهودات إضافيّة، فإنّنا ندعو كل من يطمح إلى المساهمة في هذا المشروع، أن يساندنا بالقراءة أو بالكتابة، أو بالتّوزيع عبر الوسائل الالكترونية المتاحة في مجال الاتّصال، لنواصل معا ما بدأه المصلحون، دون تقديس لهم أو اجتـرار لأفكارهم من أجل تحقيق أحلامهم وأحلامنا وأحلام هذه الأمّة في التنمية الشّاملة والازدهار حتّى تحتلّ الموقع الذي يليق بها بين الأمم.