حديقة الشعراء

بقلم
عبد الحكيم خلفي
أبنـاء فلسطيـن
 رأيـتُ حمامـــاً ينـوحُ كمَــــــا ينوحُ الـمُصـــابُ على مــن دُفِــــنْ
وحِجـلاً حزينـاً كئيبَ الغِنــــا ونَسـراً شريـداً نحيـــــلَ البَـــــدَنْ
سألـــتُ الطيـــورَ: لمـاذا البُكَــــا ومـا بـــالُ ذاك الغِنَـــا قد سَكَـــنْ
ومـالي أرى في العيـونِ الأَســـــَى ومـالي أرى في العيـــونِ الشَّجَــــنْ
فقـالت: لأجـلِ التي قد سَـــــــرَى إليها الرســــولُ يَسيـــلُ الـجَفَــــنْ
لأجـلِ فلسطيـنَ نبكِي ويَــــــا لَيْـتَ البكـــاءَ يُـذيـــبُ الحَــــزَنْ
فلسطيـنُ دومـاً تُناجِــــي وقـــد كَسَتْهَـــا الدُّهــــورُ رداءَ المِـحَــــنْ
فلسطيـنُ كيفَ نذوقُ الكَـرَى وأنـتِ تذُوقيـــنَ خَطْــــبَ الزَّمَــــنْ
فلسطيـنُ كيفَ تَطيـبُ الحَيَـــا ومَهْـدُ الصِّغـارِ قُمَـــاشُ الكَفَــــنْ
فَمُـذْ حَلّ صهيـونُ بينَ الحِمَــــى وأبنــــــاءُ أرضِـــكِ بَيـــن الفِتَــــنْ
وكلّ النّسـورِ ضِعـافُ البَـــــدنْ وكلّ الأسُـودِ اعتراهَــــا الوَهَــــنْ
رَصــــاصٌ وقَصــفٌ وجَـرَّافـــــةٌ وقَتـلٌ ونهـبٌ وهــــدمُ السَّكَـــــنْ
ولو شاء ربّــــي دَحَـــرْنا العِــــدَا وكنّــا لأرضِ المـعَــــادِ الـمِجَــــنْ
وكنَّـــا وراء الأعــــادِي الـــرَّدَى وكنَّـا أبابيـلَ تفــــدِي الـوَطَــــنْ
وعَجّـــل يـــومَ النَّصـــرِ الــــذي وُعِـدْنَـــا، ونُـخــــرِجَ آلَ الـوَثَـــــنْ
ولكـــن لِيَـبْـلُــــوَ أخبارنـــــــا وتَصدُقَ في العُرْبِ بعـضُ السُّنَـــنْ