حديقة الشعراء

بقلم
عبداللطيف العلوي
حطب الثورة
 هل جُعتَ يوما ، ثمّ نِمتَ وفي الخيالِ رغيفُ خبزٍ يابسٍ 
ومرارةٌ في الحلقِ تأبَى أن تنامْ ؟
هل بِتَّ مقرورا كقطٍّ مُهمَلٍ فوق الرّصيفِ 
وأيقَظَتْكَ خطى البغايا والسّكارى في الظّلامْ ؟
هل مرّ عيد وانتظرتَ يدًا تُكفْكِفُ دمعتَكْ 
ثمّ احترقْتَ مع الفراشةِ دونَ شكوًى أو مَلامْ ..؟ 
هل ذُقتَ يوما ما يكون الانكسارُ ؟
وأنتَ تنظرُ في عيونِ صغاركَ المتكسِّرَهْ 
وتقول : يا لَأَبٍ ذليلٍ يا أنا ، ما أَصْغَرَهْ !
وتُدِيرُ وجهكَ حينَ تَلْقاهمْ ..
وتَبْكي عند أرجلهم إذا ناموا..
على كَتِفِ اللّيالي الغادِرَهْ 
هل هُنتَ يوما في بلادكَ ؟؟
واستباح المُخبرون طريق بيتِكَ ، صدرَ أُمّكَ ، 
عُشَّ نجمتِكَ الصّغيرةِ والحَمَامْ ؟؟
هل فتّشوا بينَ الكراريسِ القديمةِ ، والثّيابِ الدّاخليّةِ ، 
والخزائنِ والرُّكامْ ؟؟
عن صورةٍ مَحظُورةٍ ، أو نِيَّةٍ مَنْسيَّةٍ ، 
أو خيطِ أحلامٍ دفينٍ في التّرابِ أو الغمامْ ؟؟
هلْ عِشتَ عصرَ الخوفِ ، عصرَ الجوعِ والتّرويعِ 
عصرَ الخارجين عن النّظامْ ؟؟
وسقوكَ من كأسِ المذلّةِ مرّةً ..
فبقيتَ تنزفُ ماءَ وجهِكَ ألفَ عامْ 
هل طاردتْكَ كلابُ أَمنِ الدّولةِ المُتَحضِّرَهْ ؟؟
وتَربَّصتْ بِمَنِ استجارَكَ أو أجارَكَ أو دعاكَ إلى حديثٍ عابِرٍ 
فغدوتَ بين النّاس منبوذًا ذميمًا كالْجُذامْ 
هلْ عذّبوكَ و غرّبوكَ وشرّدوك على الخرائطِ كُلِّها 
فتركتَ كفَّ حبيبةٍ ممدودةً عبر البحارِ ، 
تركتَ أُمًّا خلفَ ظهرِكَ لا تنامْ ؟؟
هل ْ كنتَ مِمّنْ عاشَ حرًّا رغم أوجاعِ الحياةِ ، 
ولم يكن في السّركِ قِرْدًا جُمهورِيًّا ، 
لمْ يضيّعْ في تمام الوهمِ عُمْرَهْ ؟
ّ............
تعالَ إذَنْ ، وحدّثنِي عن الثّورَهْ !!