في الإصلاح التربوي

بقلم
حسن الجمني
تعلّم وتعليم اللّغات والعلوم بالمسرح، 2
 توطئة
بعد أن تحسسنا في المقال السابق موقع المسرح المدرسي في الواقع التعليمي في بلادنا واستكشفنا ما يعشيه من إهمال نتيجة اعتباره وسيلة تعليميّة ثانويّة أو هامشيّة وهو ما ينمّ عن جهل لدى كثير من المدرّسين بما تطلبه المقاربات البيداغوجيّة الحديثة التي - على عكس أنظمة التعليم التقليدي - تعطي أهمّية للمتعلّم فتجعله محور العمليّة التّعليمية، تطرقنا إلى حاجة المدرّسين والمتعلّمين في آن إلى المسرح المدرسي كوسيلة ضمن تلك المقاربات،مع ضرورة تغيير شكل الفضاء المدرسي واعتماد شكل محفّز على التّعلّم يساهم في صقل شخصيّة الفرد من مختلف جوانبها. ثمّ تطرّقنا إلى بعض الدوافع الاستراتيجية لاعتماد المسرح المدرسي في تعليم العلوم واللّغات واستعرضنا الأساليب التعليميّة كالاستكشافي والمنهجي والاندماجي واستخلصنا بأنّ المسرح المدرسي لا يمكن أن يكون فاعلا بالقدر المرضي في الحصص التعليمية-التعلّمية التي تعتمد الأسلوب الاستكشافي أو المنهجي، لكنّه مفيد جدّا في مرحلة التعلّم الاندماجي (أو المدمج). وهو ما سنتعرّض إليه في هذا الجزء الثاني من المقال 
 (ΙΙΙ) التعلم الاندماجي والمسرح المدرسي
تمثلّ مرحلة التعلّم الاندماجي محطّة تدمج فيها مكتسبات المتعلّم الحاصلة في الكفايات الخاصّة بالأنشطة وتمنحه فرصا جديدة تتوفّر فيها وضعيّات تعلّم تهدف أساسا إلى جعل المتعلّمين يقومون بتعبئة معارفهم السّابقة التي تمّ تعلّمها في سياقات مجزأة وذلك قصد إدماجها وتوظيفها في حلّ وضعيات مشكل أو تواصل دمج تلك المعارف. وتهدف أيضا إلى إعطاء التعلّم معنى. فهي وضعيات اندماجية تجد من خلالها التّدريبات المنجزة في مرحلة التعلّم المنهجي فرص التّوظيف في وضعيات مشكل أو في وضعيات تواصل دالّة بالنّسبة للمتعلّمين. 
والمسرح المدرسي يتيح الإدماج بما يوفّره من فرص عديدة ومختلفة للتدرّب على كفايات تعليميّة متعدّدة لغويّة وعلميّة واجتماعيّة. بعضها له علاقة بالقراءة والكتابة ومعرفة قواعد اللغة وتراكيبها ومعجمها، وبعض آخر له علاقة بمفاهيم علميّة متّصلة بالطّاقة والضّوء والبيئة والتّكاثر وغيرها، ويوفّر المسرح للمتعلّمين فرصا للتّدرب على ممارسات اجتماعيّة تبدأ من التّحية والإصغاء وتبلغ مدى بعيدا من تمثّل القيم الاجتماعيّة. 
 البحث عن أساليب لضمان رغبة المتعلّم في التعلّم
نسمع أحيانا تلميذا يقول «أنا أكره المدرسة»، وهي جملة يردّدها بعض المتعلّمين جهرة ويردّدها الكثير منهم سراً. هذه الجملة الصّغيرة في محتواها، الكبيرة في معناها، تعكس إحساسَ المتعلّم السّلبي تجاه المدرسة التي كان من الأجدى أن يحبّها ويستمتع بوجوده فيها لا أن يكرهها وينتظر بشوق لحظة الخروج منها. ويفترض أن تكون المدرسة محبّبة عند المتعلّم وإلاّ لن تحقّق أهدافها الرّامية لصقل شخصيّته وتنمية معارفه. 
الإشكال الخطير الذي قد يفرزه كره المتعلّم للمدرسة هو عدم رغبته في التعلّم ممّا يؤثّر سلبا على نتائجه الدراسيّة. 
فالرّغبة حجر الزّاوية في عمليّة التعلّم، وإذا لم يرغب المتعلّم في التعلّم فإنّ مهمّة المدرّس في المدرسة ستكون شبه مستحيلة ولذلك نجد أنّ المدرّس النّاجح يطبق الكثير من استراتيجيات التّحفيز لاستثارة رغبة تلاميذه في فهم المادّة التّعليميّة وتمثّلها.
سنحاول أن نلقي الضوء على هذه الظّاهرة التّعليمية-التعلّمية ونتعرف على بعض أسبابها وآثارها السّلبية ونقترح بعض الحلول المناسبة لها. 
أ- المادّة التّعليميّة:
 الدّافع الأول الذي يمكن أن يؤثّر على رغبة المتعلّم في التّعلّم يتعلّق بمحتوى وطريقة عرض المادّة التّعليمية في الفصل. فالموضوع المثير يشدّ انتباه المتعلّم ويسهل عمليّة التّقديم على المدرّس في حين أنّ الموضوع الممل يحتاج إلى جهد مضاعف من المدرّس لعرضه بشكل مشوّق. والتّشويق مهمّ جداً لتسهيل فهم المادّة التّعليمية على المتعلّم لأنّ غياب التّشويق سيؤدّي إلى عدم الفهم وبالتّالي العزوف عن تعلمّ المادّة. فابتكار أساليب تشويق جديدة لجذب المتعلّم نحو مادّته يمثّل تحدّيا صعبا أمام المدرّس، فالمتعلّم يحتاج الى وسائل تعليميّة جذّابة تنافس ما يراه يوميّا على شاشة الحاسوب من صور وشرائح ملوّنة ومتحرّكة وذات أبعاد ثلاثيّة تصاحبها مؤثّرات صوتيّة تتناسب المادّة التي يشاهدها. 
والنّص المسرحي، بما فيه من حركة وديكور ومؤثّرات صوتيّة وتنوّع في الشّكل ( شعر وحوار وتفسير وسرد) قد يكون مشوّقا وجاذبا لانتباه المتعلّمين ومحفّزا لتعلّمهم ومدغدغا لمشاعرهم فتتحسّن بذلك بيئة الفصل.
ب -بيئة الفصل:
تؤثّر بيئة الفصل كثيرا على رغبة المتعلّم المؤثر. فالتّلميذ يمضي ما لا يقلّ عن أربع ساعات يومياً في المدرسة وأكثر من 50% منها داخل قاعة الدّرس وهي نسبة عالية ممّا يمضيه الطّفل يقضا من غير وقت النّوم. فما يحدث داخل المدرسة وتحديدا داخل قاعة الدّراسة يحدّد الكثير من مدى رغبة الطّفل أو الشّاب في التعلّم.
ومن الأشياء التي تؤثّر على بيئة الفصل، الجانب الصّحي المتمثّل بالتّهوئة الجيدة لقاعة الدّراسة والإنارة المناسبة وكذلك الأثاث الذي لا يؤذي المتعلّم في بدنه وذوقه ويسهل استعماله والتحرّك بجانبه دون خوف، ونضيف الى كلّ ذلك تعامل المتعلّمين مع بعضهم البعض. هذه العناصر من بيئة الفصل وإن كانت متوفّرة في مدارسنا بشكل نسبي لكنّها لا ترتقي في أهمّيتها إلى ما تكون عليه قاعة مسرح مدرسي فسيحة وبها تهوئة جيّدة وإضاءة رفيعة وظروف تواصل وتفاعل جيّدة.
وتشير الدّراسات التّربوية (مارسال بوستيك وغيره) إلى أنّه كلّما شعر المتعلّم أنّ المدرّس يرعاه ويحترمه ويستمع إليه ويساعده على حلّ مشاكله، كلّما كان تقبل المتعلّم لما يعرضه المدرّس أفضل، والعكس صحيح فكلّما ساءت علاقة المتعلّم بالمدرّس كلّما قلّ اهتمام المتعلّم بالمادّة التي يقدّمها هذا المدرّس وفي بعض الأحيان تصل درجة السّوء في العلاقة إلى درجة أنّ المتعلّم يكره كلّ ما هو متعلّق بالمدرسة. 
واستخدام المسرح المدرسي كوسيلة تعليميّة أو المحاكاة ولعب الأدوار قد يحسّن من علاقة المدرّس بالمتعلّم، وذلك لما يمنحه المسرح للمتعلّم من فرص تسمح للطّفل بالمدرسة الابتدائيّة والشّاب في المدرسة الإعداديّة أو المعهد الثّانوي بالتّعبير عن وجهات نظره بطلاقة ووضوح والتّنفيس عن الكبت بالكلمة والحركة. خاصّة وأنّه مطلوب من المدرّس، عند استخدام المسرح، تشجيع المتعلّمين وجعلهم ينظرون إلى أنفسهم نظرة إيجابيّة وأن لا يترصّد عثراتهم بل يجب عليه إبراز الجوانب الإيجابيّة لديهم وإن كانت بسيطة. كذلك ينبغي ألّا يغيب عن ذهن المدرّس أنه لاعب رئيس في صناعة حياة المتعلّم فلا يبخل عليه بأيّ شيء يبعث فيه روح الأمل.
البحث عن استراتيجيات تضمن تكوينا شاملا 
لمختلف جوانب شخصية المتعلم 
يجب أن يقوم التعلّم على الشّمول كي تؤدّي التّربية وظيفتها في تكوين شخصيّة الفرد المتوازن والمجتمع المتعاون. وذلك يستوجب تحاشي تفتيت المعارف وتجزئتها إلى اختصاصات يغلب عليها فصل المواد الدّراسية بعضها عن البعض أو إغفال ما بين مفاهيم المادّة التعليميّة الواحدة من ترابط. ويتطلّب الشّمول الاستفادة ممّا توفّره مختلف المواد الدّراسية وتوظيف المكتسبات على اختلافها والتّنسيق بينها. لذلك وجب أن يقوم التّعلّم على المنفعة الفرديّة والاجتماعيّة، فيستجيب لحاجات المتعلّمين كأفراد ويستجيب لمتطلّبات المجتمع ككلّ، وهو ما يستدعي من المدرّس أن ينتقي من الوضعيّات والمواقف ما يناسب قدرات المتعلّمين ويلائم رغباتهم.
وهو ما يفسّر دعوات المقاربات البيداغوجية الحديثة إلى استعمال وضعيات تعلّم اندماجيّة في التّعليم. ويعتمد المنظّرون في تفسير ذلك مبدأ أنّ الكلّ يفوق مجموع الأجزاء، والنّشاط الاندماجي هو نشاط تعلّمي يقوم على الإدماج بين عناصر منفصلة حتّى تصبح وظيفيّة وذات معنى ويستهدف الوصول بالمتعلّم إلى استثمار مختلف الموارد لحلّ وضعيّة إشكاليّة ذات دلالة، ويشترط في النّشاط الاندماجي ما يلي:
-أن يكون المتعلّم فاعلا ومحورا للنّشاط.
-أن يمكّن المتعلّم من توظيف مكتسباته وإعادة هيكلتها مع الجديد المكتسب.
-أن يتّسم النّشاط بالدّلالة أي يعتمد وضعيّات قريبة من مشاغل المتعلّم ومثيرة لاهتمامه.
-أن يكون نشاطا جديدا ومستساغا وقريبا من ذهن التّلميذ.
وتوصي البرامج بضرورة «أن يجرى التعلّم في إطار أنشطة اندماجيّة ذات دلالة والمدرّسون مدعوّون إلى الاستفادة من الثّراء والتّنوّع في أساليب التّدريس وطرقه المختلفة ويمكنهم استعمال ما يرونه مناسبا لمساعدة تلاميذهم في بناء الكفايات المقرّرة، وبإمكانهم توخّي تعلّم قائم على المشاريع ممّا يجعل المتعلّمين يتعلّمون من خبراتهم الشّخصيّة والعمليّة».
ووضعية المسرح تشمل الحركة ومهاراتها والوجدان بتفاعلاته والذّهن باللّغة والمعارف العلميّة والاجتماع بالتّواصل والقيم. فلعلّها أشمل وضعيّة يكون فيها المتعلّم فاعلا ومحورا للنّشاط، يوظف فيها مكتسباته السّابقة ويعيد هيكلتها مع المكتسبات الجديدة. وفي المسرح تتوضّح دلالة النّص ويصرّح التّلميذ بمشاغله  نظرا لقربه من اهتماماته. فالنّص المسرحي شامل ويضمن الشّمول.
وفي بناء النّص المسرحي وإنجازه عمل تعاوني يجري بين المتعلّمين بمختلف مستوياتهم المعرفية والاجتماعية. فلعلّ في ذلك منفذا جيّدا للتعلّم التعاوني الذي تؤكد عليه عديد المقاربات البيداغوجية الحديثة.
(VΙ) المسرح المدرسي سبيل لتفعيل التعلّم التعاوني بين المتعلّمين
كانت الحاجة إلى مسايرة التّطور السريع والتّسارع المعرفي الكبير وراء ظهور أساليب التّدريس وطرقه الحديثة، فصار ينتظر من المؤسّسة التّربوية أن تقدّم مخرجات علميّة وإنسانيّة قادرة على تيسير اندماج المتعلّم في الواقع الاجتماعي، وتيسير وتوسيع طرق تمثّل المفاهيم وتخطّي الصّعوبات والإبداع، فتعالت صيحات النّداء بإلحاح لضرورة التّعلم مدى الحياة (التّربية المستدامة أو التكوين المستمر) وضرورة التعلّم الفعّال وضرورة التعلّم بالمشاركة وغير ذلك. فلم يعد يكفي المتعلّم أن يتعلم بل لا بدّ من تعليمه كيف يتعلّم.
وبالوقوف عند ما يسمّى التعلّم التّعاوني الذي فرضته ضرورات كثيرة منها، ضرورة التّواصل وتبادل المعلومات لنيل خبرات تعود على الجميع بفائدة عظيمة في وقت أقصر وتنمي لدى المتعاونين مهارات وقيماً يصعب على الطّرق التقليدية تأديتها وخصوصاً بعد التّطور التّكنولوجي الهائل في مجال الاتصال، هذه التّقنية التي جعلت المهتمين في العالم ينظرون إلى إمكاناتها على تقدير أنها فرصة سانحة ينبغي استثمارها لإحداث تحول نوعي في العملية التربوية بجميع مدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها. 
إذاً لا بد من التّعلم التّعاوني أمام ما ذكر ليكون التّعليم للتّغييــر وتطوير الوعـــي، ولجعل التّعليم أكثر واقعيّة وجاذبيّـــة وقبول وفائدة، ولاكتشـــاف مهارات وإمكانيات متنوعــة وليكون الترغيب أكثر فاعلية وشموليـــة. ثم إنّ هناك مميّزات كثيرة تعطي هذا الأسلـــوب من أساليب التّعلـــم أهمّية كبيـــرة، من هذه المميّــزات اشتراك المتعلّمين وتفاعلهم فيه بشكل إيجابي نشط مثيرين الأسئلة مستكشفين باحثين عن إجابات، عاملين ومتأمّلين ومتفاعلين، ومعلّلين مفكّرين ومستنتجين وصولاً إلى المعرفة.
كلّ هذا يتحقّق من خلال التّعاون الفعلي والتّفاعل الإيجابي المتبادل لتحقيق أهداف مرسومة في إطار اكتساب معرفي يعود على المتعاونين بفوائد تعليميّة جمّة متنوعة أفضل ممّا يعود عليهم تعلّمهم الفردي، وقد يضيق مجال هذا النّمط من التعلّم أو يتّسع تبعاً للإطار المرسوم للهدف المراد تحقيقه، فقد يقتصر التّعاون على مجموعات صغيرة في قاعة دراسيّة تتعاون مع بعضها في نشاط تعليمي قائم على البحث والتّجربة وتوليد الخبرات، وقد يتّسع أكثر لتتشارك فيه أقسام مختلفة في مدرسة واحدة أو مدارس قريبة من بعضها. وقد يتّسع أكثر وأكثر لتتشارك فيه مجموعات متباعدة مكاناً وزمانا. وهذا ما يسمى التعلّم التّعاوني عن بعد أو «مشروع تعاوني عن بعد». هذا النّمط الذي يقوم على رسم هدف أو إطار مرن لتحقيق خبرة أو خبرات متنوّعة ويوضح هياكل أنشطة يتمّ من خلالها ذلك. وعناصر هذا النمط مجموعات وأفراد متباعدون يتواصلون عبر وسائل وأدوات الاتصال الحديثة: (البريد الإلكتروني، المسنجر، المدوّنة، الرّحلات المعرفيّة، جلسات الحوار، والمنتدى). ومن خلاله ينهمك المتعلّمون في قراءات وكتابات ومناقشات لكتابة نصّ مسرحيّة أو سيناريو أو حلّ مشكلة أو عمل تجريبي، متطلّباً منهم استخدام مهارات تفكير عُليا كالتّحليل والتّركيب والتّقويم. فالمتعلّم قد بات مشاركاً نشطاً في العمليّة التعليمية، يتعلّم أكثر من المحتوى المعرفي، إنّه يتعلّم كيف يعمل مع آخرين يختلفون عنه، كما يتعلّم أيضاً استراتيجيات التعلّم نفسه وطرق الحصول على المعرفة. 
المقاربة التشاركية التعاونية عند استخدام المسرح المدرسي في التعليم 
(المبادئ وبعض التّقنيات) 
أي عمل، يجب أن يحقّق مجموعة من المعايير حتّى يصبح عملا تعاونيا:
-التّفاعل الإيجابي الخلاّق وجها لوجه. وهو ما نرى العمل المسرحي يوفّره بإحكام خلال بناء النّص والتّدرب على الأدوار وإنجاز المسرحيّة.
-الاعتماديّــــة الإيجابيّـــة: والتي تعنــي أنّ أيّ فرد لا يمكنــه الوصول منفرداً إلى هدف المجموعة، والمجموعة لا يمكن أن تصل إلى هدفها عند الاستغناء عن مجهــود أي فرد في الفريــق. ففي العمل المسرحي، مثلا، لا يمكن  لأيّ فرد أن يتخلّى عن دور من الأدوار، ويختلّ العمل الجماعـــي إن تخلّى فـــــرد عن أداء دوره. 
- المسؤوليّة الشّخصيّة: وفيها يجب على كلّ فرد أن يشعر بالمسؤوليّة تجاه الأفراد الآخرين ضمن المجموعة.
- تنمية مهارات التّواصل. وهو شرط أساسي لنجاح العمل المسرحي.
-وضوح آليّة العمل بالنّسبة لجميع أفراد الفريق.
مراحل العمل التّشاركي 
يتمّ في بداية العمل التّشاركي، والتعلّم التّعاوني شكل من ذلك العمل، تجميع المعلومات الضّرورية عن التّلاميذ المستفيدين (الخصائص الثقافيّة، الاجتماعيّة، الاقتصاديّة,..) وعن الوسط الذي يعيشون و/أو ينتجون فيه (التّجهيزات الأساسية، الطّبيعة، الموارد...). 
كما يتمّ خلالها وضع وتحديد الآليات الأوليّة للعمل مع الزّملاء من المدرّسين وإدارة المدرسة فيما يخصّ: 
أ- تحديد هدف/أهداف العمل التّشاركي (إنجاز مسرحيّة مدرسيّة في قضيّة الحال) وذلك بالإجابة عن الأسئلة التّالية: 
-  من نحن؟ (مثال للإجابة: تلاميذ قسم السّنة السّادسة من التّعليم الابتدائي من مدرسة ...)
-  ماذا نريد؟ (إنتاج مسرحيّة حول ...، ويذكر التّلاميذ الكفايات التعليميّة والمحاور الدّراسية...) 
- مع من سنعمل؟ (مع كورال الأطفال/ نادي موسيقى/ إلخ)
- لأجل ماذا؟ (المشاركة في مسابقة / المشاركة في احتفال وطني/ المشاركة في مهرجان/إلخ)
- ماذا يمكننا عمله؟  (توفير رسوم ودمى وأزياء .../   إدخال أناشيد ضمن النّص/ ...)
ب-وضع خطّة عمل (ولو تقريبيّة ومؤقّتة) لإجراء المسرحيّة وذلك بتحديد: 
- نقطة الانطلاق، 
-  نقطة الوصول، 
- تحديد أنواع الأدوات التي ستستعمل في إنجاز العمل، 
- توزيع الأدوار و المهام داخل المجموعة توزيعا أوليّا، تليه توزيعات أخرى في ما بعد.
- تحديد الوسائل و الموارد اللاّزمة لإنجاز المسرحيّة (البشريّة، المادّية...) 
 ج-التّدريب على إنجاز العمل 
يتمّ التّدريب وفقا لخطّة العمل المتّفق عليها وتجب مراعاة مشاركة كلّ متعلّمي القسم في عملية التدريب (ذكور، إناث، ذوو الحاجيّات الخاصّة,..) خصوصا الفئات التي لديها عوائق والتي كثيرا ما تواجه صعوبات للولوج إلى قنوات التّعبير.
د-إنجاز العمل في شكل عروض أو غير ذلك.
الخاتمة
لمزيد التعرّف على آليات استخدام المسرح المدرسي كوسيلة بيداغوجية في الفصل لتعليم العلوم واللغات والترغيب في تعلّمها أرجو من القارئ الكريم الاطلاع على كتابي الذي نشرته في هذا العام (2017) تحت عنوان «أتعلّم بالمسرح، توظيف المسرح المدرسي في تعليم وتعلّم العلوم واللّغات»، المطبعة المغاربية، تونس.