حديقة الشعراء

بقلم
مختار البرني
عالم النساء
 أَنَا يَا سَيِّدَتِي
سَيءُ الحَظِ فِي الغَرَامِ
أَنَا كُلَّما دَخَلْتُ تَجْرِبَة
تَبْدَأُ مِنْ نِهَايَتِهَا
أَنَا كُلَّمَا
دَقَّ الحُبُّ بَابِي
تَبْدَأُ
سُخْرِيَةُ الزَّمَانِ
وَيَسْتَقِيمُ مُنْتَصِبًا
أَمَامَ عَيْنَاي
عَذَابِي
وَتَتَحَوَّلُ حَوَّاءُ
مِنْ أُنْثَى مَلاَك
إِلَى حِرْبَاء
تَسْعَى جَاهِدَة
لِقَتْلِ الوَفَاءِ
إِلَى وَئْدِ حُبِّي
وَرَغْبَتِي
فِي العِشْقِ وَالحَيَاة
          ***
أَنَا يَا سَيِّدَتِي
سَيءُ الحَظِّ مَعَ النِّسَاء
هُنَّ كَيْدَهُنَّ عَظِيم
وَأَنَا لاَ حَوْلَ لِي 
وَلاَ مَعْرِفَة
بِعَالَمِهِنّ
وَبِخَبَايَا
وَمُرَاوَغَاتِ
وَأَسَالِيبِ
بَنَاتِ حَوَّاء
هُنّ عَالَمٌ شَاسِعٌ
شُيِّدَ بِمَتَاهَاتٍ مُعَقَّدَةٍ
وَأَبْرَاجٍ ضَخْمَةٍ...
وَشَوَارِعٍ كَبِيرَةٍ...
طَوِيلَةٍ...
خَطِيرَةٍ...
كَثِيرَةُ الاِلْتِوَاءِ
مَنْ سَلَكَ عَالَمَهُنَّ
قَلَّمَا يَنْجُو
أَوْ يَفُوزُ بِنَظْرَةٍ
أَوْ حَتَّى شعرةٍ
مِنْ شَعْرِ النِّسَاءِ
         ***
أَنَا يَا سيدتي
سَيّءُ الحَظِّ مَعَ النِِّساءِ
كُلَّمَا اِقْتَرَبْتُ مِنْهُنَّ
دَخَلَتْ عَلَى الخَطِ
لَعْنَةُ الشَّقَاءِ
كَرِهْتُ الحُبّ...
مَلَلْتُ التَّجَارِب...
وَخُزَعْبَلاَتِ حَوَّاء
فَمَاذَا لَوْ لَمْ 
تَكُنْ حَوَّاءُ
جِنْسٌ لَطِيف
يَا مَعْشَرَ النّساء؟
         ***
أَنَا يَا سَيّدتي
ضَحِيَة عَالَم
غَرِيب... عَجِيب...
غَامِض الأَجْوَاء
اِسْمُهُ لُغْزُ حَوَّاء
أَنَا يَا سَيّدتِي
سَيءُ الحَظِ مَعَ النِّسَاء