الإفتتاحية

بقلم
فيصل العش
الإفتتاحية
 بهذا العدد نكون قد بلغنا بمشيئة الله، نهاية العام الخامس من عمر المجلّة الذي حاولنا خلاله أن نوفّر للقراء الأعزّاء غذاءً فكريّا يليق بهم بعيدا عن السفسطة و الانحياز الفكري الأعمى لمقولات أو أفكار بعينها. حاولنا ضمن الأعداد الإثنى عشر التي صدرت بانتظام خلال العام المنقضي أن نتفاعل من موقع المسؤوليّة مع ما يحدث حولنا من أحداث وتطورات وقد فتحنا الباب على مصراعيه لمن أراد أن يساهم بكتاباته في مناقشة تلك الأحداث أو يقترح معالجة ما لأحد المواضيع التي فرضت نفسها على الساحة. وكنّا دوما، ونحن نتابع كلّ صغيرة وكبيرة،  نعمل على توجيه البوصلة نحو جوهر الموضوع ألا وهو «الإصلاح» في شتّى جوانبه ونبحث عن تقديم الدليل وما يشفي الغليل، غير مكترثين للحديث في الحواشي والمواضيع الثانويّة التي يعمل بعض السياسيين والايديولوجيين ومن لفّ لفّهم في عالم الصحافة الورقيّة والالكترونيّة  على إبرازها على حساب القضايا المصيريّة خدمة لمصالحهم الضيّقة فخصصوا لها حيّزا زمنيّا ومكانيّا أكثر ممّا تستحق.
«إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت» شعار اقتبسه الساهرون على هذا الصرح من القرآن الكريم،كاشفين من خلاله منذ صدور العدد الأول عن نواياهم، معلنين أهدافهم ومبتغاهم معترفين أنّ الإصلاح عمل جبّار يتطلّب كثيرا من الجهد وطريقه طويل لا يسلكه إلاّ المناضلون  الصابرون،الذين هم على مبادئهم يحافظون والذين هم يفعلون ما يستطيعون والذين هم بمحدوديّة إمكانياتهم معترفون والذين هم إلى العمل يسارعون والذين هم في المحاولة مستمرّون، لا يتوقفون إلآّ لتقييم أولنقد أولمراجعة لما ينتجون ثم يواصلون والذين هم مؤمنون بأن النتائج تحصل بعد تراكم التجارب والخبرات مثلها مثل الوديان والأنهار  تمتلئ باستمرار نزول المطر  وتراكم القطرات ومثلها مثل الجبال تتكوّن من تراكم التراب والصخور  عبر القرون والدهور.   
ولأن هؤلاء يؤمنون بأن المستقبل سيكون للنشر الالكتروني  نتيجة الطفرة التقنية الهائلة التي تجتاح العالم، فهم سيواصلون بعون الله مسيرة النشر الالكتروني على أعمدة مجلّة الإصلاح،  عاملين على طرح المواضيع التي تشغل المسلمين أينما كانوا ، معتمدين خطّا تحريريا بًوْصًلًتُه نشر الفكر الإصلاحي المستنير الذي لا يتنكر لهويته وانتمائه للوطن الصغير والكبير من جهة ويقبل التنوّع ويدعو إلى التسامح والتعارف والتعاون من جهة أخرى.