نقاط على الحروف

بقلم
أ.د انيس الرزقي
على وقع جلسات الإستماع: خارطة الخوف
 عاشت تونس منذ ما يقارب الشّهرين إنطلاق أول جلسات الاستماع لشهادات ضحايا الإستبداد في إطار «هيئة الحقيقة والكرامة» التي طالما ناضلت من أجل تحقيقها القوى الثورية وعلى رأسها طبعا رئيستها  «سهام بن سدرين». لقد جعل القائمون على الهيئة الشّهادات متواترة بين كافّة الحقبات التّاريخية لتونس، فلقد استمعنا لشهادات تعذيب في عهد الإستعمار وشهادات تعذيب تحت حكم بورقيبة وأخرى تحت حكم «المخلوع». الملفت للإنتباه في مختلف الشّهادات أنّ طرق التّعذيب كانت متشابهة إلى حدٍّ كبير، ممّا يؤكّد أنّ الإستبداد واحد سواءً كان من قبل المستعمر أو من قبل الزّعيم الأوحد أو من قبل من كان ضالعا في الفساد وفي نهب مقدرات البلاد هو وحاشيته. ويمكننا القول أيضا أنّ الفئة المستهدفة كانت، وإن اختلفت المسميات، متشابهة أيضا إلى حدّ كبير، ففي عهد الإستعمار كانت  المقاومة المسلّحة وداعميها هم الفئة المستهدفة، وبقيت هذه الفئة نفسها مستهدفة أيضا من قبل دولة الإستقلال الأولى، فقد وثق التّاريخ إستهداف «بورقيبة» لليوسفيين، على خلفيّة عقيدة المقاومة المسلّحة التي كانوا يؤمنون بها، بعد معاهدة  الحكم الذّاتي إثر لقاء «بورقيبة» و«منداس فرانس» في أوت 1954 [1].
لم يكفّ «بورقيبة» طوال فترة حكمه عن استهداف كلّ تيار يتطلّع إلى الإستقلال الحقيقي عن فرنسا أو عن الغرب بصفة عامّة سواءا كان على المستوى السّياسي أو الثّقافي أو حتّى الإجتماعي. فقد إستهدف «بورقيبة» القوميّين واليسارييّن العروبيّين في مطلع السّبعينات وشنّ حملة شعواء ضدّ الإسلاميين في نهاية الثّمانينات. نشيرهنا إلى دراسة حديثة بعنوان «التّعذيب والديمقراطية» تمّت في جامعة «برنستون» تبيّن بوضوح أنّ التعذيب تمّ تصديره من الدّول العظمى الإستعماريّة إلى الدّول المستبدة[2]!.
ثم جاء المخلوع من بعد «بورقيبة» أو جيِىء به، فعاهد التونسيين على أنّ يؤسّس حياة سياسيّة حرّة وسليمة تضمن مشاركة كافّة القوى الوطنيّة في البلاد. لكن اتّضح بعد أول إنتخابات أنّ وعوده كانت خدعة مدبّرة لتوثيق التونسيّين الوطنيّين المهتمّين بالشّأن العام ومن ثمّ إستهدافهم. وباعتبار أنّ الإسلاميين كانوا يمثّلون القوّة الصّاعدة في تلك الفترة كان إستهدافهم من قبل نظام المخلوع شرسا جدّا، فلفقت لهم التّهم المفبركة ومن ثمّ شنّت ضدّهم حملة اعتقالات واسعة شملت الكثير من التلاميذ والطلبة وكانت هناك تجاوزات عديدة للقانون ولحقوق الإنسان ضدّهم. وقد تعرّض معظم المعتقلين إلى التّعذيب أثناء التّحقيقات الأوّلية في مراكزالشّرطة وسقط منهم شهداء كثيرون. حتّى أصبحت في تلك الفترة مجرّد كلمة «خوانجي» تثير الرّعب في نفوس التّونسيين والويل لمن اتهم بأنّه «خوانجي» أو حتّى تعاطف معهم  بحقّ أو بغير حقّ!
لا شكّ أنّ التّعذيب قد أثّر بصفة مباشرة على حياة المناضلين وعلى نفسيتهم وكان واضحا أنّه عمل ممنهج يهدف إلى كسر إرادتهم وتحطيم معنوياتهم.  وقد استهدف الإستبداد أيضا عائلات المناضلين وذويهم للتنكيل بهم أكثر وبثّ حالة من الرّعب في محيطهم العائلي والإجتماعي.
لم تكن عائلات الضحايا هي وحدها مستهدفة بل كان المجتمع بأسره هدفا إستراتيجيا للأنظمة المستبدة المتعاقبة في تونس منذ الإستعمار الفرنسي إلى نهاية عهد المخلوع،  إذ أن نشر ثقافة الخوف والرعب في كافة المجتمع هي ما كانت تصبو إليه هذه الأنظمة حتى تُخضعه وتحول دون أن يحتضن أيّ شكل من أشكال المقاومة . 
لا أحد يستطيع أن ينكر أنّ هذه الإستراتيجيّة نجحت إلى حدّ ما في إخضاع المجتمع وتحقيق ديمومة الإستبداد الذي دام أكثر من مائة وستين سنة في بلادنا، منذ الإستعمار الفرنسي إلى الثورة المجيدة!. والسّؤال الذي يطرح هنا بقوّة هو: «هل زالت كل آثار التّعذيب من خوف ورعب بمجرد اندلاع الثّورة أو مرور بضع سنين على إندلاعها؟».
لا شكّ أنّ الثّورة حقّقت منسوبا هائلا من الحرّية للمجتمع التونسي ولكن هل حرّرت التّونسيين من خوفهم الدّفين القديم ؟ نحن نعتقد أنّ المجتمع التونسي بصفة عامّة لا يزال يعاني من الخوف وأنّ أهمّية جلسات الإستماع تكمن في نظرنا في أنّها خطوة مهمّة إلى الأمام في عمليّة إزالة ما تبقّى من هذا الخوف اللّعين. في ما يلي نحاول أن نرصد تمظهرات الخوف في مجتمعنا ونعتمد في ذلك على ما نعتبره «مؤشّرا» للخوف في مجتمعنا ألا وهو الموقف أو المسافة من «الإسلاميين» أو ما اصطلح على تسميتهم بـ «الخوانجيّة» سواءً في عهد «المخلوع» أو بعد الثّورة. 
في الواقع لم يكن «الخوانجيّة» وحدهم من تعرّض للتّعذيب فقد كان الضّحايا من جميع التّوجهات والفئات، شيوعيين وقوميين، يساريين وإسلامييّن، فنّانين ومثقّفين جامعيّين وأمّيين. ولقد نُشِرت بعد الثّورة العديد من الشّهادات في شكل روايات لسجناء رأي تونسييّن من جميع الأطياف الذين تعرّضوا للسّجن والتّعذيب في العهد البورقيبي وعهد المخلوع  وقد كانوا كلّهم ضحايا الاستبداد وطغيان السّلطة وإرهاب الدّولة خلال النظامين [3][4][5] .
ولكن لا أحد ينكر أن «الخوانجيّة» تعرضوا لأبشع وأكثر أنواع التّعذيب خاصّة في نظام المخلوع ونعتقد أنّ هذا التّعذيب وهذا التّخصيص «للخوانجيّة»  علق في ذاكرة ومخيال التّونسيين لذلك اعتمدنا «الخوانجيّة» كمؤشّر للخوف.
خارطة الخوف لدى التونسيين:
(1) الصّامتون
هم التّونسيون الذين التزموا الصّمت المطبق وامتنعوا إمتناعا تامّا عن أيّ شكل من أشكال الإهتمام  بالشّأن العام بغضّ النّظر عن موقعهم الإجتماعي. موقف هؤلاء من «الخوانجيّة» كان حياديّا سلبيّا أي أنّهم كانوا يتجاهلون تواجد «الخوانجيّة» أصلا ويبتعدون عن أيّ علاقة معهم لا من بعيد ولا من قريب. تتساوى في هذه الفئة من الشّعب النّخبة المثقّفة مع العامّة. تعتبر هذه الفئة هي الأهمّ من ناحية العدد وتحوي طاقات بشريّة هائلة كانت تستطيع أن تدفع عجلة التّنميـــة إلى الأمــام لو لا أنّ الخوف حوّلهــا إلى مجــرّد متساكنيـن من دون أيّ عقيــدة إنتمــاء إلى الوطن. 
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الفئة بصفة عامّة تدرك وتقرّ بخوفها ولكنّها لم تكن مستعدة أن تخاطر بأمنها من أجل حريتها ونعتقد أنّ هذه الفئة إستفادت من الثّورة وسوف تستفيد أكثر من جلسات الإستماع حتّى تتحرّر نهائيّا من الخوف وحتّى تعيش مواطنة كاملة وتساهم في بناء الوطن.
(2) المنخرطون في الإستبداد: 
هم التّونسيّون الذين إنخرطوا في الإستبداد من شدّة الخوف حتّى يثبتوا للمستبد الولاء ويتّقوا شرّه، هم بالتّأكيد أكثر خوفا ورعبا من فئة الصّامتين ويمثلون عددا مهمّا أيضا من التّونسيين. قسم من هؤلاء لم يكن مستفيدا لا مادّيا ولا عينيّا من النّظام وقسم منهم أكل من موائد النّظام ولا نعتبر هذا الإختلاف جذري. موقف هؤلاء من مؤشّر الخوف أي «الخوانجيّة» كان بصفة عامّة يتّسم بالعدائيّة المبالغ فيها في معظم الأحيان حتّى يكون الولاء لا ريب فيه. ويتساوى أيضا في هذه الفئة العامّة بالنّخبة. 
للأسف لم تستفد هذه الفئة من الثورة وهي في الواقع تتوجّس منها خشية الإنتقام والخزي ومعظم أفرادها واصلوا دعم منظومة الإستبداد حتى بعد الثورة وهذا يدلّ على أنّ هؤلاء لا يزالون يرزخون تحت الخوف وواصلوا نفس أسلوب إثبات الولاء بإظهار العدائية «للخوانجية»! نعتقد أنّ هذه الفئة سوف تستفيد من جلسات الإستماع وسوف يجرؤ أفرادها على مواجهة الخوف الدّفين شيئا فشيئأ حتّى التّحرّر منه تماما.
 تجدر الإشارة إلى أنّ منظومة الإستبداد تدرك تماما وقع جلسات الإستماع على هاته الفئة من التّونسيين وبالتّالي فهي تحاول تهميش وتشويه «هيئة الحقيقة والكرامة» من خلال عدد كبير من وسائل الإعلام حتّى يبقى هذا القسم من التّونسيين تحت حاجز الخوف وبالتالي مواليا لمنظومة الإستبداد. من المهمّ هنا إدراك أحد أهمّ ميزات التّجربة التّونسية ألا وهو الإمتناع التّام على تكريس أيّ شكل من أشكال الانتقام من منظومة الإستبداد أو من داعميها، فالعمليّة هي عمليّة تحريريّة لكل الشركاء في الوطن من الخوف حتّى يستعيدوا حريتهم ويعودوا إلى أحضان هذا الوطن العزيز علينا جميعا فهم جزء لا يتجزأ منه وإن ظلّوا !  
(3) المختلفون فكريا:
 قسم ثالث من التّونسيين يضمّ بالأساس جزءً من النّخبة المثقّفة وخاصّة منهم المتديّنون. كانت هذه الفئة تحاول - سواء قبل الثّورة أو بعدها- أن تنآى بنفسها عن «الخوانجيّة» بالنّبش في أدبياتها بحثا عن تفاصيل فكريّة أو تاريخيّة أو تصريحات خارجة عن السّياق كي تبرّر إختلافها «الفكري» مع هؤلاء، وبهذه الطريقة تتّقي بطش النّظام قبل الثورة وتهمة التّصنيف بعد الثّورة. 
بالتأكيد أنّ الإختلاف الفكري مع أيّ طرف حقّ لكلّ تونسي، سواء كان هذا الاختلاف من جرّاء الخوف أو لمجرد الإختلاف. نحن نريد أن نسلّط الضّوء على من كان اختلافهم الفكري هو نتيجة خوفهم من بطش النّظام. وفي الواقع لا يعتبر هذا استثناء في التّاريخ، فكما أنتجت المقاومة والتّصادم شعرا وفكرا فإنّ الخوف أيضا له شعره وفكره ويوجد في كلتا الحالتين مجال للإبداع والتأثير الإيجابي في المستقبل. لقد إستفادت هذه الفئة من الثورة من دون أي شكّ وهي تعتبر من أهمّ روافدها.
(4) الإيديولوجيون الحاقدون:
 يتميز هذا القسم من النّخبة بالعدائيّة المفرطة إزاء «الخوانجيّة» والتي وصلت بالبعض منهم إلى تبرير التعذيب وموالاة الجلاّدين،  بالرّغم من أنّ جزء من مناضلي هذه الفئة عانوا أيضا من التّعذيب بتفاوت. نعتقد أنّ هذه العدائيّة المفرطة التي تصل إلى حدّ الحقد هي تمظهر من تمظهرات الخوف والرّعب من الإستبداد. وتعمد هذه الفئة من النّخبة إلى التموقع الأيديولوجي في طرف نقيض «للخوانجية» حتى تتمكّن من اتقاء شرّ المستبد دون إثبات فعلي للولاء. ولكن قد تتلاقى المصالح بين هذه الفئة والإستبداد وتصبع العدائيّة «للخوانجيّة» ورقة ولاء للإستبداد والأمثلة متعدّدة قبل وبعد الثّورة. 
في الواقع نحن لا نعيب على أيّ أحد أن يتناقض فكريا أو أيديولوجيّا مع «الخوانجيّة» أو مع أيّ توجّه، فهذا حقّ مشروع، ولكن المشكل يكمن في أن يصبح هذا التناقض ذريعة للمناداة العلنية بإقصاء «الخوانجية» أو أي طرف سياسي من الحياة السّياسية والعودة بنا إلى رجعيّة «المخلوع» !.
إستفادت هذه الفئة من الثورة من دون شكّ ولكنّها لازالت تحت تأثيرالخوف ممّا يجعلها متذبذبة في مواقفها، فهي تراوح بين قطع الطّريق على رموز الثورة والتحالف مع رموز الإستبداد تارة وتارة أخرى تناصر الثّورة وتطالب بتحقيق أهدافها. وقد تساعد جلسات الإستماع في إنهاء هذا التذبذب لدى هذه الفئة أو ربّما تساهم في فتح حوار إجتماعي حقيقي يسلّط الضّوء على هذا الخوف الذي غيّر مصير «التوانسة» لعقود.
(5) الجلادون: 
في الواقع لا تعتبر هذه فئة مهمّة من التونسيين من الناحية العدديّة، هم فقط مجموعة من الأفراد ذوي مستوى تعليمي وثقافي محدود جدا ومن عائلات فقيرة ومهمشة. من المعلوم أن كل من يلتحق بالسلك الأمني في أواخر عهد بورقيبة وخاصّة في عهد «المخلوع» لا يشرّف لا نفسه ولا عائلته، فهناك نوع من الشّعور بالخزي يشعر به هؤلاء على خلفيّة مناصرة الإستبداد. 
بصفة عامّة يتمّ إستقطاب الجلاّدين من رجال الشّرطة المتورّطين في الفساد الأخلاقي والمالي حتّى تتمكّن الأجهزة الأمنيّة من السّيطرة عليهم تماما وتوريطهم في التّعذيب. ولكن المتابع لشهادات ضحايا التّعذيب يدرك أنّ الجلادين كانوا يمارسون التّعذيب وكأنّه لحسابهم الخاصّ، أي أنّهم كانوا يكنّون كرها وعداءًا شديدين إزاء الضّحايا، ولا أبالغ حين أضيف أنّ حقدهم على «الخوانجيّة» كان الأقوى، حتّى أنّ أحد الضّحايا ذكر في شهادته المؤثّرة أنّه سأل جلاّديه قائلا:«أريد فقط أن أفهم لماذا كلّ هذا الحقد؟».
والغريب أيضا هو أنّ التّعذيب كان جنسيّا بالأساس! نعتقد أنّ شخصيّة الجلاّد تشبه كثيرا شخصيّة المومس، ننوّه هنا إلى أنّ هذا التّشبيه القصد منه هو فهم الحالة النّفسية للجلاّدين وليس التّهكم عليهم، فنحن نعتبر أنّهم هم أيضا ضحايا الإستبداد. إنّ المومس بصفة عامّة حين تتورّط في الرّذيلة وتصل إلى مرحلة ألاّ عودة وتعجز عن التّوبة والخروج من بؤرة الفساد، تصبح تكنّ كرها وحقدا شديدين على كلّ إمرأة شريفة في محيطها وذلك لأنّ المرأة الشّريفة تذكّرها بقذارة واقعها وبالتّالي تزيد في إحتقارها لذاتها، وهي أيضا تحسدها على صمودها الشّيء الذي عجزت عنه هي أي المومس.
إنّ الجلاد ينظر إلى المناضل أو المناضلة من نفس الزاوية، فالمناضلون أو المناضلات هم أيضا أناس شرفاء رفضوا أن ينخرطوا في الفساد والإستبداد، بل وأكثر من ذلك فهم انخرطوا في مقاومته، ومواجهة هؤلاء المناضلين تذكر الجلاد كم هو جبان وكم هو حقير وبالتّالي تزيد في إحتقاره لذاته. لذلك فهو ينتقم منهم أي من المناضلين الشرفاء شخصيّا وكأنّه يقول لهم «أيّها الشّرفاء ها أنا أنتهك جسدكم جنسيّا وأنزع شرفكم الذي تتفاخرون به أمامي». 
نعتقد أنّ الجلادين هم أيضا ضحايا منظومة الإستبداد وهم يتألمون ربما أكثر ممّا يتألم ضحاياهم، فشعورهم باحتقار أنفسهم لا يتركهم ينعمون بأي شيء وشعورهم بالخزي والعار وخاصّة من أقرب النّاس إليهم، مثل أبنائهم، شعور قاتل بالنّسبة لهم. نعتقد أنّ جلسات الإستماع مهمّة جدّا بالنّسبة للجلاّدين ولكنّها لن تكون كافية فهم أيضا يحتاجون إلى جلسات إستماع خاصّة بهم. 
لا نعتبر هذا المقال دراسة أكاديميّة متخصّصة حول مخلفات التّعذيب وخارطة الخوف في مجتمعنا، وإنما هو فقط محاولة لتسليط الضّوء على هذا الجرح الإجتماعي العميق، نود من خلاله أن نحفّز الأخصّائيين الإجتماعيّين والأخصّائيين النّفسيين والسّينمائيّين والصّحفيين  لينكبّوا على معالجة الموضوع كلّ حسب اختصاصه ونواصل بذلك معا  تضميد جراحنا. 
المراجع:
[1]: أحمد المستيري:  «شهادة للتاريخ». دار الجنوب، 2011. 
[2] Darius Rejali: «Torture and Democracy», Princeton University Press  2007
[3]: Gilbert Naccache, Cristal, éd. Salammbô, Tunis, 1982
[4]  سمير ساسي: «برج الرومي: أبواب الموت». منشورات كارم الشريف ،2011 .
[5] كمال الشارني: «أحباب الله». منشورات كارم الشريف ، 2014 .