كلمات

بقلم
صفاء بن فرج
نحن اللذين نتقن الكتابة
 (1)
نحن اللذين نتقن الكتابة... 
نحن اللذين نتقن الكتابة... 
نمتهن المتاجرة بالوطن و أوجاعه... نصنع من جرحه رغيفا يسد رمق جوعنا...و نبني من أحجار سقوطه بيوتا تأوينا.
نحن اللذين نتقن الكتابة...
نحتفل بكل عيد للرئيس فنستهل مقالاتنا بزار الرئيس، عاش الرئيس، دام الرئيس ...
و بين السطور أخبار يخفيها الرئيس «مات جوعا فلان و مات بردا فلانا و مات قهرا فلان»
نحن اللذين نتقن الكتابة.. .
نبكي فعلتنا ليلا لنعود إليها صباحا... نراود الحكومة جهرا و نحب شعبها سرا
نحن اللذين نتقن الكتابة...
قد نعرض حرفا للبيع  و قد نقايض وطنا برغيف ..
 
(2)
وطن للبيع...فهل تقبل
تقول الفتاة: «وطن للبيع فهل تشتري؟»... يقول السيد: «وأي ثمن هذا قد أدفع؟»
تقول الفتاة: « قد أبيعه مقابل معطف قطني أو أكثر... ربما أطلب معه حذاءا جلديّا وقميصا صوفيّا أو أكثر... قد أسألك ثمنا أكبر.. بل قد أضيف أكلا وشربا ثلاثا في اليوم أو أفضل.. لا ...لا... أرجوك أنا لا أطمع..فالوطن غال يا سيدي ولا تناقشني في ما أفقه أكثر.. إذ سمعتهم يقيّمونه و يقلّبونه  و الله كان يساوي هذا و أكثر... و أنا لن أبيعه بأقل من هذا لو تسمح.... يبدو أنك غير مهتم بالعرض فهل أمضي لغيرك اسأل؟» 
تقول الفتاة: «وطن للبيع مقابل.... لا شيء... فهو سبب للجرح و الدّمع لا أكثر.. وطن للبيع فمن يقبل ... حرب هنا و خراب هناك... جوع مميت و برد الشتاء أيضا مميت ... فهل تقبل؟»