حديقة الشعراء

بقلم
د.خالد بنات
جرعة علقم
 كأطفال مراح نفتش أسرارنا عن مزاج نظيف
لا نحلم! و في عورة المستحيل نحاور واقعنا
أطفالنا أيها السادة لن تزعجكم بربيع أسلافنا
أزليون أنتم بدعاء مساجدنا! فلم تذلون أمجادنا؟
كيف يحيرنا تصدع عروشكم؟ فن اياد غُيُمَ آفلون
و  لملمتم  من  صنع  أوامرهم  الخبث  لقوافينا
ألم  نرتشف  طهر  المسيح  من  ينابيع  فقهنا؟
و الصفاء عن وجه القدس نزع اللثام محمدٌ نبينا
إيهِ أوطاننا بحكمكم كؤوس بؤس علقما تتجرع!
و تحت ظل تعنتكم  أبديا  يأوي  الحلك  أقدارنا
فهي  أحضان  هروب  الليل  عبر  غابات  الأرق
كما قائمة الموت في السراب هي مرتهن للقلق
و من جلاديكم رائحة صعود الروح أنوفكم تشيط
آه من زمن أكوان دوننا ينثر عبق الأزهار  نوافلا
أمطار الربيع يرتدون  و  عبائاتكم  تهرب  الرصاص
فهل  أحلام  الصراخ  الصخب  تبهر  أطفالكم؟
ترنو  عو  أحضان  تشكو  لإنسانية صدر  رحب
أم بعد تدفق عقارات المقابر  من تلابيب أمل؟
نجتر  خضارنا و حيرتنا  تذرى  من  غمر  بيادرنا
و  تشرق  تباريج  الجوى من حلم يفوح بيارقنا
رب  يوما  نتلذذ  تحت عرشكم  بعناقيد  أعنابنا
أو  رب  للجني  صولات  نقطف كرزات أحكارنا
أم  للرياح  جولات  ننسف  عبق  السباسب؟
حين  شعوبكم  تعرش أجنحة الشرود تثيرها
يتبقى قيعان التيه جنون ترحل لرحم الصمت
و  بالهوس يتقمص  عبور  سراديب  التشظي
فكم  سيعبث  أكثر  بتجلي  السلام  ذباحوكم،
و كم ببرود زيتكم تبقى جبائن الأبرياء تصفعا؟
صراط  ضحاياكم  يطمس  ظلكم  و  لا  ظل لها
هي المترحلة بين أزقة الشغف لعودة الأطلال
تحتسي  النخب حول  ضجيج  أرق حلم التمرد
و  تتجرع  العلقم  عبر  أوطان غادر الحب ظلها.