وجهة نظر

بقلم
حمزة بلحاج صالحي
العربية ليست مقدسة
  القران نصّ مقدّس..قدسيّة المطلق والوحي..العربيّة لسان ولغة أُنزل بها القرآن...لاقداسة لها..هي لغة الإبانة...«إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»(1) لا لغة مقدّسة قداسة الوحي ...التّدريس بها وتطويرها وتعلّمها وفهم الدّين بها واجب الأمّة العربيّة والاشتغال بها من غير العرب محبّب لا لزوم فيه...
لغتنا الوطنيّــة العربيّــة لا تتوجّــس من اللّغـــة الأمازيغيـــة..تعايشـــا تاريخيّـــا وحقّقــــا الوئــــام... فلا غــــزو من العربيّـــة ولا توجّس يجب أن يحصل من الأمازيغيّـــة..كلاهمـــا من تراكمات التّاريخ ومن مكوّنات الهويّــة ولا فضــــــل للواحـــدة على الأخرى...
أفضال اللّغة ليست أفضالا إثنيّة عشائريّة وقوميّة وعرقيّـــة.. فقط لكونهــا أفصح لغــة تمكّن لأفضل فهم للإســلام إن سلم التّوظيف وتجلّت الإبانـــة....فلا تعالــي ولا تقديــــس.. العقائـــد لا تثبــــــت الا بالمتواتـــر...السّجال حول العربيّـــة باعتبارهــا لغة الجنّة عارية على الأصول...وتركه يكون من باب إنّه لذكر لك ولقومك ..وأيضا ذكر للعالمين..محمدة كبيرة ومدخل للتّعايش السّلمي والحضاري والحفاظ على الوحدة القطريّة والسّلوكيّة...بل قطع للطّريق أمام خطاب الاضطهاد للأقليّات اللّسانية...والخطاب الذي يعتبر أنّ العربيّة هيمنت على اللّغات الأخرى...أو أنّها غازية في أوطاننا باعتبار أنّ أصل من سكنها أمازيغ.
لا تتطور اللغات إلا خارج الحروب اللّسانية وصراعات الهويّة المفتعلة... ثقافة التّعارف هي الرّابط المتين بيننا...«...وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا...»(2) . بامكان من شاء أن يكون مسلما من غير نطقه وتعلّمه اللّغة العربيّة... الإسلام خطاب للإنسانيّة...فهل نطالبها بأن تتعرّب؟...
اعتماد اللّغة العربيّة باعتبارها لغة وطنيّة ولغة التّدريس حقّ طبيعي وثقافي وأمر واقع....فكفّوا عن خطاب «العربية لغة أهل الجنّة»... فالفرس...والصّينيون...والأتراك...الخ ... مسلمون لا غبار على إسلامهم...ليس للعرب أفضال عند الله على غيرهم من القوميّــات كونهم عربـا..ولو تخلّفوا وعصوا ومرقــوا وتألّقوا شعوبـا وحكّامــا في التّخلف والعصيـان والدكتاتوريّــة.. تسري على العرب كل السّنن الكونيّة التي أرادها الله على خلقه في النّصر والهزيمة...
العربية لغة جميلة مبدعة في البيان والبلاغة وأساليب الخطاب متألّقة في الإبانة والتّوضيح والتّفهيم..وهي ليست لغة ميّتة كما يزعم البعض..أو لغة التّفخيم والخطابة دون العلم والتّقنية...كذّابون من يقولون بهذا..على التّاريخ وعلى اللّغة...
فلا خوف على العربية من الأمازيغية...ولا خوف على الأمازيغة من العربية... فكّوا الارتباط بالنّزعات الشّعوبويّة والعنصريّة ومقولات القرشيّة التي اجتثّت من سياقاتها.
الهوامش
(1) سورة يوسف الآية 2
(2) سورة الحجرات الآية 13