ترنيمات

بقلم
أبناء الترابِ وأحبابَ الأرض .. أُحبكم
 مازالَ البحرُ مشتاقًا لأولئِك الّذين لا يَعنِي لهم البحرُ شيئا .. غير الرّفاه والتّرف الزّائد .. أولئِك المنغَمِسُونَ دائِمًا فِي تُرابِ الأرضِ وفُسْحَةِ الحقُولِ وقُطعانِ الماشِية .. أولئِك الذِين يغْتسِلُون بعَرَقِهم .. مكابِدين شظَفَ العيشِ .. ولكنّهم سُعداء. لا يعْرِفُون نشوةَ أحضانِ البحرِ ولا ظِلالَ النّزُل ومُتع المسابح والمطاعم والمشارب وسائِر الملذّات .. أولئك .. لا تحرّكهم يافِطاتُ الفنّانِين والمهرجانات .. لأنّهم فِي غِنًى عَنها بنسائِم أوسّو العاطِرة بأكالِيل الجبل وعبيرِ الأرض، والحافِلة بموسِيقى الطّبيعة .. حُداءً وشدوًا وثغاء. لذلِك يحسدهم البحرُ على كِبريائِهم وعنفوانِهم .. وللفقراء والمنفيّين كبرياء أيضا .. وموسِيقَى عذبة لا يدرِكُها غير وجدانِهم المُرهف! أيّها الطيّبون جِدّا .. يا أبناء التّرابِ وأحبابَ الأرض .. أُحِبّكم.