الإفتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
الإفتتاحية
 يصدر العدد 106 من مجلّة الإصلاح وجرح حلب لا يزال طريّا و لا نظنّه يندمل بسرعة مادامت أشلاء أطفال سوريا ونسائها لم تحرّك في العرب نعرة ولا في العالم شعرة ولم نسمع لمنظمات الأمم المتحدة ولا لجمعيّات حقوق الإنسان العالميّة ركزا. 
يواصل المجرم قتل شعبه بدم بارد راجما إيّاهم ببراميل متفجّرة لا تبقي ولا تذر  بمساندة مطلقة من الروس وصمت أمريكي وأوروبي مخز كشف عورة الحضارة الغربية وأعلن انتهاء صلوحيّة القيم «السامية» التي بشّرت بها حداثتها.
ما يحدث في سوريا بالخصوص وفي العديد من الدول العربيّة كاليمن والعراق وليبيا - وما لقوى الشرّ العالميّة من دور قذر فيه - يعبّر بوضوح  عن أزمة تعيشها الإنسانية وانهيار لثقافة العولمة التي بشّر بها الأمريكان ومن لفّ لفّهم كما يعبّر عن عمق الأزمة التي تعيشها الأمّة العربيّة الإسلاميّة ومدى الانحطاط الذي أصبحت عليه . أزمة تدعونا إلى البحث عن بديل ثقافي شامل يعيد للإنسان كرامته ويرفع راية  السّلام في مواجهة الحرب والحوار في مواجهة الصراع.  ولكن كيف السبيل إلى طرح بديل ثقافي للعالم يقطع مع الإفساد والفساد ونحن جزء من المشكل وشركاء في الإفساد والفساد مادامت المعركة التي وقودها أطفالنا ونساؤنا وشبابنا تدور على أرضنا؟  
يقول رجاء غارودي رحمه الله في كتابه وعود الإسلام « إنّ مهمّتنا هو أن نعقد الحوار من جديد بين حضارات الشرق والغرب لكي نضع حدّا لمنولوج الغرب الانتحاري». صحيح أن الغرب (فلسفة وسياسة) يقود العالم إلى نهايته نتيجة كبريائه وجبروته وعشقه للسيطرة، ولكن أليس من الأجدر أن نهتم بأزمتنا قبل الاهتمام بأزمة الحضارة الغربيّة ؟ من أين لنا أن نعقد حوارا بين الشرق والغرب ونحن نتخبّط في عالم من الانحطاط والتخلّف؟ وأي خطاب يمكن أن نروّج له هنا وهناك ونحن لم ننجز بعد إصلاحا عميقا في ثقافتنا يزيل عنها عوامل التخلّف ويفكّك الجوانب المظلمة في تراثها لتتحرّر منها وتتجاوز مخلّفاتها؟. ألم يحن الوقت بعد لننظر في المرآة لعلّنا نكتشف  «إعوجاج رقابنا» قبل أن نتحدث عن إعوجاج رقاب الآخرين؟