خواطر

بقلم
عبدالنّبي العوني
الظلم ... ظلمات
 الظلم والإستبداد يفكّك الرّوابط الموجودة في بنية الفرد (الجوانب الرّوحيــة والعقليــة والجسمانيّــة المادّيــة) فيفقد الفرد توازنــه الإنساني والزمني-الحضاري، كمــــــا يفكّك أوصال البنية الدّاخليـــة للمجتمع (المكون النفسي الاجتماعي- المكوّن الثقافي- المكوّن الروحي- المكون المـــــادي - والمكوّن الذّهني الجماعي في علاقته بالهويّة والأرض والتاريخ والأمّة والمستقبل)، فيزيد من حالة الغواية والتشظّي والتّوَهان (التيه) والضياع والبحث عن تلبية الإحتياجات المادّية الغرائزيّة في المقام الأوّل، ويدفع العناصـــــر الهووياتيّــة الصّغيرة للتّقوقع والتمركــز والــــدوران (مثل جمل بروطة) حول أصنامها وأقانيمها وهياكلها الخارجة عن قوانين التّدافع والتّطور والتّغيير.... فيتأثّر عمران وعمارة الفرد، وعمران وعمارة الأرض، وعمران وعمارة المجتمع وحيويّته في مجاله الحضاري....فيؤذن عاجلا أم آجلا بخراب القيم والعمران ويصاب الفرد والمجتمع بِحَوَلٍ جماعي متواصل وإدخالي حتى في الومضات القليلة من فترات العدل ....
أوليس ما نشاهده من تشوّهات الآن في مستوى بنية الفرد- الشّخص ونظرته الجماليّة لكلّ ما يحيط به وللكون وما نلحظه ونراه بالعين ونتبصّره بالقلب والعقل في تعرّجات لامنطقيّة في حركة المجتمع وتركيبات لامجدية وغير متجانسة في بنيته المبعثرة أكثر منتج معبّر لحصيلة الإستبداد بالرّغم من الثّورة عليه....
ولذلك كان الظّلم والقهر والإستبداد، ظلمات في الدنيا وخراب لمنتجاتها وظلمات يوم القيامة مثقال حواصل ومنتجاته.....
أمّا العدل والعدالة فَهُمُو أساس أمن من خوف وأمن من جوع وعمارة متجانسة للجسم والوجدان والروح والعقل والخيال...كما عمارة متوهّجة ومتفاعلة في بنيان المجتمع المادي واللاّمادي، في بنيته السّفلية وبناه الفوقية....وفيه إفراز لذيذ ومعطّر لجاذب مغناطيسي روحي من روح حضاريّة للبلدان ...