حديقة الشعراء

بقلم
عبداللطيف العلوي
لاَ شيءَ يا قلبي جديرٌ بالنّدَمْ
 لاَ شيءَ يا قلبي جديرٌ بالنّدَمْ ..
لم يترُكوا لي حُجّةً تكفي ولا سببًا لأحزنَ بعدهمْ 
كلُّ الّذين تراقصوا - قبل السّقوطِ - على بساطِ الرّوحِ 
كانوا نزوةً ، 
ومضتْ بما تحتاجُ من حبرٍ ودَمْ ..
لاَ شيءَ يا قلبي جديرٌ بالنّدَمْ ..
الأصدقاءُ وإنْ قليلٌ ما بَقُوا ..
تركوا حقائِبَهُم بلا أسمائِهِمْ وتفرّقُوا
لم نتّفِقْ حول الكثير من التّفاصيلِ الصّغيرةِ،
مَن يمُدُّ يديهِ قبل أخيهِ ، من يبكي لغيبتِهِ ، 
ومن يُلقي التّحيّةَ أوّلاً ..
مَن يملأُ السّاعات من شجَنِ الحديثِ إذا التقينَا ..
مَن يكابرُ إن بكيْنا ، 
من يَعِفُّ عن الملامةِ حينَ يُظْلَمُ ، والعتابِ .. 
وكيفَ يرحمُ إنْ ظَلَمْ ..
لاَ شيءَ يا قلبي جديرٌ بالنّدَمْ ..
لمَ عدتَ تبحثُ  في البداهاتِ المُريبةِ عن يقينٍ  : 
هل تَعبتَ من السّفرْ ؟ 
هل عشتَ ما يكفِي لتحملَ كلَّ أحزانِ البشَرْ ؟
الأربعونَ مضتْ بلا أثرٍ ولم تُلْهِمْكَ منها حكمةً..
وكذلك العشرون زاغَتْ كانفِلاَتِ الرّمْلِ بينَ أصابعِي 
كرمادِ مِبْخَرةٍ على الشّبّاكِ  ..
يسكنُها الضّجَرْ ..
لمْ يبقَ غيرُ يدٍ مُبلّلةٍ بأوهامِ الطّفولةِ و المطرْ