حديقة الشعراء

بقلم
عبداللطيف العلوي
على شفة بارده
 الْحكايَةُ مُثخَنةٌ بالتَّفاصِيلِ 
والرُّوحُ عاريَةٌ .. 
مُذْ متى وأنا أشْتَهِي أن أعودَ إلى جَسَدي 
وأنامَ على غصنِ زيتونةِ في العَرَاءِ .. 
كَعُصْفُورةٍ زاهِدَهْ
وتمنَّيْتُ أنْ أصِفَ الرَّاحِلِينَ كَمَا رَحَلُوا،
غيرَ أنَّ ارْتِكَابَ القَصيدةِ في ليْلِ غزّةَ  
كالموتِ فيها....
عناقٌ طويلٌ ...
 وملحٌ ثقيلٌ ...
على شفةٍ باردهْ!
وأخيرًا نَمَا البرْقُ تحْتَ الأظَافِرِ
للعينِ مِخْرَزُها ..
ولها ما تحُجُّ به الطّيرُ إن عَمِيَتْ: 
 صَبْوةُ التّيهِ والنّجمةُ الواعِدهْ ..
ولَها مَا لِمِثْلِكَ مِنْ شَجَنِ الأَنْبِياءِ،
تمُوتُ فقيرًا إلى حَبّةٍ من ترابِ
يتيمًا إلى أُمّةٍ أدْمَنتْ عُلَبَ اللَّيلِ 
والخُطَبَ الفَاسِدَهْ !
سَتَرَى حينَ تمْضِي سَمَاءً شَمَارِيخُها دَمُهُمْ .. 
وعَرَائِسَ مِنْ قَصَبِ الأُمْنِيَاتِ العتِيقَةِ
 راحِلةً في مَوَاعِيدِها
تتزيّن للْحربِ كلَّ صباحٍ
وفي اللَّيْلِ تَخْلَعُ أشْلاَءَهَا الْهَامِدَهْ
سَتَرَى ما يَرَى الشُّهداءُ ...
علَى خيمةٍ للْعزاءِ، 
وتَعْرِفُ أنّ الرِّفَاقَ 
علَى مَوعدٍ خلفَ ظهرِكَ ..
تُدْني لهُم من بَقَايا الحَنِينِ عَنَاقِيدَ،
لكنَّهُمْ خَلْفَ ظهركَ ...
ما عادَ يَفْصِلُهُمْ عَنْ خُطوطِ العِنَاقِ سِوى .......
طَعْنةٍ واحِدَهْ!
------
- شاعر  تونسي
aloui.abd11@gmail.com