حديقة الشعراء

بقلم
أسامة سليم
مضايا
 أنـيـنُ الـشـامِ مُـصطَرِخٌ كَـسيـــرُ

وأُذْنُ الـنّـاسِ غَـلَّـقَــهـا الـشّخيـــــرُ

وتـسألُني الـعَدالَةُ عـن مَـضايــــــا
وسـوءُ الـحـالِ بـالشَّكوى جَهيــــرُ
مَضايا في الشِّدادِ تَموتُ جُوعــــــاً
وظَــهـرُ الــحَـقِّ مَـغـدورٌ فَـقـيـــــرُ
مَـضـايا والـسِّـنينُ هُـنـاكَ وَيـــــلٌ
وظَــرفُ الـنّاسِ عَـبّاسٌ بَـســــورُ
مَـضـايا والـمَجوسُ هـناكَ شَــــــرٌّ
يَــعَـضُّ بِـأمـرِهـم عَــقٌّ عَـقــــــورُ
ويَخلَعُ عن يَدي التَّقصيرُعُــــذري
فـكيفَ بـسَوءَةٍ فُـضِحَت أسـيـــــرُ
تُـساقِطُ لَـــذعَةُ الـتأنيبِ وَجهـــي
وفـــــي رِئَــتَـيَّ قـافِـيَـةٌ تَــثــــــورُ
فَـتَستَعِرُ الـقَصائِدُ فــي عُروقــــي
ويَـخنُقُني الوُجومُ الـمُستَطيــــرُ
دُخـاناً شـاحِـبَ الـشَّطرينِ عَـيّــــاً
غَريبَ الـوَزنِ تُـنـكِرُهُ الـبُـحـــــورُ
وتَـغـلي أدمُـعي ودَمي وحِبـــــري
وتَـشـتَعِلُ الـوَســــائِدُ والـسَّـريـــرُ
فـكيفَ يَـبوحُ يـا وَطَـني ويَـغفــو
أســـيـفٌ بـيـنَ جَـنـبيهِ الـسَّعيــــرُ
مَـضـايـا والــرِّثـاءُ لـهُ شُـجــــــونٌ
وقـلـبي الـحَـيُّ تَـمـلَأُهُ الـقُـبـــــــورُ
ومــاذا قـد أقـولُ لـهـا وشـعــــــري
أشــلُّ مُـكَـسَّــحٌ حَـصِـرٌ كَـسيرُ
مَـضـايـا والحُـروفُ مُـكَمَّـمـــاتٌ
وفـي عَـيني مِــــنَ الكَلِمِ الكَثيــرُ
مَـضـايـا والـعُـقـولُ مُـسَـمَّمــــاتٌ
وقَــولُ الـحَـقِّ لـيسَ لَـهُ نَـصيــــرُ
سَـكَـتنا والـطُّـفولَةُ فـي مَـضايـا
تَـخَـطَّـفُها الـمَـجـاعةُ والـثُّـبـــــورُ
مَــضـايـا والـمَحاكِمُ جــائِـــراتٌ
ورَبّي الــعَـدلُ عـــلّامٌ بَـصـيــــر
شَـكا الـمُستَضعَفونَ إليهِ حُزنــاً
وبَثُّ الـقـلبِ مُـضطَرٌّ صَـبـــــورُ
وتَـرتَـفِعُ الـمَـظالِمُ فـي مَـضايـــــا
ورَبُّ الــنّـاسِ جَــبّــارٌ قَــديـــــــــرُ
سـألـتُكَ يــا إلــهَ الـنّاسِ غَــوثـــــاً
فـجُـرحُ الـشّامِ مُـلتَهِبٌ خَـطيـــــــرُ