من القلب

بقلم
شمس الدين خذري
ماذا نحتاج بعد الاحتجاج: رسالة الشباب الى « الشياب»
 بعد الاحتجاجات و المظاهرات و المسيرات التي بدأت سلمية للمطالبة بالتشغيل بالأساس ثم تحوّلت الى أحداث عنف و حرق و تخريب و سرقة، تسائل أغلب الشعب بجميع مكوناته عن سبب هذا الإنفجار الإجتماعي الذي إنطلق من القصرين ليشمل  بقية مناطق البلاد و هل هي فعلا رسالة تنبيه و تحذير للطبقة السياسية بأنّ الشّعب سئم فعلا من كلّ هذا الوضع و بلغ منه اليأس لدرجة اللاعودة و بالأخص هي رسالة من شباب تونس الذي خرج ليحتج عن حقه بالعمل و الحياة الكريمة في كافة جهات الجمهورية، و السؤال الأبرز هل إتعظ السياسيون ممّا حصل وممّا قد يحصل في المستقبل من إنتفاضة ثانية و هل وعوا بأن المشكل يكمن في غياب الثقة و معها غياب البرامج وغياب لخطاب صادق يخاطب الوعي الشعبي و الشبابي خاصة. فمثلا، بماذا سيستفيد الشّباب من صراعات الأحزاب الداخلية وخاصة الحزب الحاكم الذي أنتخب من أجل حلّ المشاكل فإذا به يتخبّط في المشاكل تلو المشاكل ويضيع في متاهة لن يخرج منها؟ وماذا يهمّ الشباب في الصراع الإيديولوجي القائم بين علمانيين و حداثيين من جهة و إسلاميين من جهة ثانية؟ ما دخلنا نحن في صراع منذ سبعينات القرن الماضي لنعيد نسخه مرة أخرى في واقعنا الحالي و كأنه قد كتب علينا أن نعيش الصراع كما عاشه أباؤنا ثم ننقله لأبناءنا؟ وهل المطلوب من الشباب أن ينسى الأهداف النبيلة  لإنتفاضة 17 ديسمبر  المتمثلة في المطالبة بالشغل و الحرية و الكرامة الوطنية؟ و كم يجب علينا الإنتظار لنرى بداية تحقيق هذه الأهداف؟.
علينا بالعمل الجاد و الكف عن المهاترات السّياسية الفارغة التي لا تجدي نفعا و لنتجاوز القرارات المؤقتة والترقيعية بقرارات مبنيّة على نظرة ورؤية إستراتيجية حقيقية وبرنامج عملي وواقعي ينهض بالبلاد ويحقق الرفاهية للعباد بعيدا عن المزايدات السياسية. لنعالج بصدق مشاكل التفاوت الجهوي و الفساد الإداري و إنهيار البنية التحتية و تدنّي المستوى التعليمي، ليس بالندوات والمؤتمرات ، بل بالتحلّي بالإرادة الصادقة و العمل الدؤوب والرؤية الواضحة حتّى نكسب ثقة الشعب عامة والشباب خاصة . ذلك الشباب الذي أصبح يكره كل شيء في بلده بسبب ما يراه من إستيلاء «الشياب» على الكراسي و المناصب، ولهذا كل ما يحتاجه هذا الشباب اليائس هو بعض الأمل و منحه الثقة ليتولّى المسؤولية ويكون صاحب القرار في بلده كما يرى ذلك في البلدان المتقدمة وهذه هي الرسالة الحقيقية لشبابنا اليوم فمتى تفهمون الرسالة.
------
- باحث 
khadhri.chamsedine@gmail.com