الإنسان والكون

بقلم
أ.د.فوزي أحمد عبد السلام
إشكالية الإلحاد والعلوم الطبيعية - ج 3
 من علوم المواد الجامدة لعلوم الحياة 
لقد حقّقت الرّؤية الجديدة المتمثّلة في نظريتي الكَمّ والنّسبية والمنهجيّة الجديدة التي اتّبعت (التّعامل مع المجرّد لفهم المجسّد) نجاحًا كبيرًا، خلال العقود السّتة الأولى من القرن العشرين لفهم المادّة والطّاقة ونشأة الحياة، إذ فتحت آفاقًا واسعة أمام علوم الكيمياء الحياتيّة لفهم كثير من التّفاصيل المتعلّقة بالتّراكيب الحيويّة التي تؤلّف بنية الخليّة الحيّة، وقادت هذه الآفاق علماء الأحياء الجزيئيّة إلى اكتشاف الحامض النّووي DNA، وبالتّالي اكتشاف الشّفرة الوراثيّة التي هي سرّ ديمومة الحياة وتطوّرها ضمن أبحاث «واطسن»، و«كريك» في الخمسينيات من القرن الماضي. 
مرّة أخرى بدا لعلماء الفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة في بداية ستينيات القرن الماضي أنّهم قادرون على تفسير ظواهر الطّبيعة، وأنّ العلوم الجديدة التي جادت بها قرائح العلماء في النّصف الأول من القرن العشرين هي علوم كاملة قادرة على فهم الكون والحياة بكثير من التّفصيل والدّقة دونما حاجة إلى (فرضيّة) وجود الإله ـ حسب تعبير «بيير لابلاس»-. فالكون نظام قائم بذاته لا يحتاج إلى خالق غيبيّ، وهو لم ينشأ عن شيء سابق، بل هو أزليّ سرمديّ، أو أنّه موغل في القدم على الأقل بحيث لا يمكن تحديد بدايته، وهو واسع جدًّا، بل يكاد أن يكون لا نهائيًّا. والحياة على الأرض نشأت بفعل الصّدفة إثر توفّر الشّروط والظّروف المادّية والعوامل الفيزيائيّة والكيميائيّة التي تفاعلت مع بعضها بمساعدة الظّروف الجويّة والبيئيّة للأرض على مدى مئات الملايين من السّنين لتكون الأحماض الأمينيّة التي تشكّلت فيما بعد إلى الخلايا الأوّلية والكائنات وحيدة الخليّة التي تطوّرت عبر ملايين أخرى من السّنين إلى كائنات أكثر تخصّصًا بفعل عوامل التّطور والانتخاب الطّبيعي التي استقرأها «جارلس داروين» في دراسته لتطوّر الكائنات الحيّة حتى آل الأمر أخيرًا إلى نشوء الكائن الذي نسمّيه الإنسان على الصّورة التي نعرفه بها الآن!.
ولمّا كان موقع الأرض في الكون لا يحفل بأيّة صفة خاصّة حسب اعتقاد الفيزيائيين في العصر الحديث، فهي كوكب صغير في منظومة شمسيّة هي واحدة من مليارات المنظومات الشّمسية والنّجوم التي تنتظم في مجرّة واحدة من مليارات المجرّات الموجودة في هذا الكون، فإنّ نشوء الحياة في أي مكان آخر ممكن حالما تتوفّر الظّروف المادّية الملائمة. كانت هذه هي النّظرة السّائدة في الأوساط العلميّة عامّة. لكنّ المفاجأة جاءت في منتصف السّتينيات من القرن العشرين حين اكتشف الأمريكيان «أرنو بنزياس»، و«روبرت ولسن» وجود خلفيّة إشعاعيّة شاملة تملأ الكون، هي عبارة عن موجات مايكرويّة (مايكروويف) وجدت وكأنّها تأتي من الخلفيّة العميقة للكون. ولدى حساب درجة الحرارة المكافئة لهذه الموجات وَجَدَا أنّها تزيد قليلاً عن الصّفر المطلق (حوالي 3 درجات مطلقة أي 270 درجة تحت الصفر المئوي) ممّا يعني أنّ درجة حرارة الفضاء الكوني الخارجي هي عند هذه الدّرجة المنخفضة. يقول الله تعالى في معرض بيان تطور رؤية الإنسان إلى العالم: «ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ»(الملك: 4). وإزاء هذه الكشوف الجديدة لم يعد للصدفة العمياء موقعًا ذي شأن في تبرير الحوادث الكونية، فالصدفة تحدث مرة واحدة وبدائلها كثيرة، أما أن تتركّب صدف كثيرة ـ نادرة كلّها ـ بعضها فوق بعض فهذا ما لا يقبله العقل والمنطق العلمي.
إن وجود زمن لا نهائي متاح أمام الصّدفة يجيز حصول التراكيب النادرة، ويفتح أمام الصّدفة أو الدّافع العشوائي سبيلاً ممكنًا، أمّا أن يكون الكون ذي عمر محدود فهذا ممّا يحدّد علمنا ضمن زمن محدود علينا أن لا نتجاوزه إذا ما أردنا القول بالخلق الحياتي بالدافع العشوائي في بنية الكون.
لذلك قام «فرانسيس كريك» الذي اكتشف مع «روبرت واطسن» الحامض النووي والشّفرة الوراثيّة بحساب احتماليّة ترتيب سلاسل جزيئات الحامض النّووي المؤلّفة للبروتين الأوّلي المكون للكروموسومات، فوجد أنّ هذا التركيب يمكن أن يحصل ضمن مصادفة احتمالها 260 ـ 10، كما حسب الزّمن اللازم لحصول هذه الصدفة ضمن المدى اللازم للتفاعلات الحيوية المؤدية إلى تركيب الذرّات والجزيئات لتأليف الحامض النّووي ومن ثمّ تكوين الكروموسومات الأوليّة، فوجد أنّ عمر الأرض المحسوب جيولوجيًّا (وهو حوالي 4.5 مليار سنة) لا يكفي، ومع ذلك فقد بقي «كريك» معاندًا ملحدا محاولاً البحث عن سيناريو لتفسير نشوء الحياة على الأرض دون افتراض قوة خارجية مدبرة[1]. أما «بول ديفز» الفيزيائي البريطاني المعروف فقد كان متأثرًا بالأفكار الجديدة التي ولدت ما بين السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين إذ قام بإعادة النظر في ما كان قد كتبه في بداية السبعينيات في الفصل الأخير من كتابه Space and Time in the Modern Universe  حول العقل العلمي، والغيب الديني، قائلاً: «إن تفسيرًا منطقيًّا للحقائق يوحي بأن قوة هائلة الذكاء قد تلاعبت بالفيزياء بالإضافة إلى الكيمياء وعلوم الحياة، وأنه ليس هنالك قوى عمياء في الطبيعة تستحق التكلم بصددها»[2] . ربما تلخص هذه العبارة الموقف الجديد لقطاع واسع من الفيزيائيين المعاصرين على اختلاف واسع بينهم في ما تعنيه تلك القوّة الهائلة الذّكاء التي تحكّمت بالفيزياء والكيمياء وقوانين علوم الحياة لكي ينشأ العالم بهذه الصّورة وخلق الإنسان.
على ذلك نستطيع القول بأنّ تيارًا عقليًّا موضوعيًّا قد نشأ في نهايات القرن العشرين بين الأوساط العلميّة متسائلاً عن جدوى وحقيقة رفض الإيمان بوجود قوّة شاملة وراء خلق الكون ونشأة الحياة فيه. وبذلك أصبحت النّظرة العلميّة المعاصرة للغيبيات تتّخذ مواقعا أكثر تقدمًا وموضوعيّة، وربما كانت النظرة الدّينية الدّارجة وفق المنطق القديم هي الأخرى بحاجة إلى إعادة تكوين وفق أسس موضوعية جديدة تجعل الإنسان قادرًا على أن يرى الغيبيات حقيقة يقرؤها في كتاب الكون المنظور كما يقرؤها في كتاب الله المسطور.
استكشاف حدود العقل أم حدود الكون
تأتي أهمية هذا الاكتشاف من حقيقة كونه قد أعطى زخمًا قويًّا لفكرة ابتداء الكون في الزّمان، فقد كان «جورج جامو» الفيزيائي الروسي الأصل قد طرح في نهاية الأربعينيات من القرن العشرين سيناريو متكامل لنشأة الكون يبتدئ بانفجار عظيم عند درجة حراريّة عالية جدًّا يخلق معه الزّمكان، ثم تبدأ الذّرات الأولى بالتّشكل بعد مرور حوالي 300.000 سنة على عمر الكون، والذي يقدّر الآن بحوالي 15 مليار سنة. وبسبب التمدّد المستمر برد الكون حتّى وصلت درجة حرارته إلى حوالي 5 درجات مطلقة في الوقت الحاضر ـ طبقًا لحسابات جامو وفريق عمله. جاء اكتشاف «بنزياس»، و«ولسن» ليؤكّد صحّة ما توقّعه جامو إذ إنّ درجة الحرارة التي وجداها قريبة جدًّا من توقّعاته. ممّا دفع العلماء مرّة ثانية إلى التّفكير جديًّا بمعنى خلق الكون، ومعنى أن تكون له بداية في الزّمان، فاندفعوا لإجراء فيض هائــل من الأبحــاث النظريّــة، واندفع الفلكيّــون في نشاط محموم لمزيد من الأرصاد الفلكيّـة في محاولــة لنفــي أو إثبات موضوع خلق الكــون بانفجار عظيم. وهكذا غيّر المشتغلــون بحقول العلوم الطبيعيّة معتقداتهم عن الطبيعة فبعد أن كانوا يقولون قبل بدايـة القرن العشرين بأن الفيزياء كعلم أصبحت مغلقة ويمكن حســاب كل شئ نريد حسابـه، فالطريـــق لكلّ الأشيـــاء أصبح واضحًا أو يكــاد (The physics as a science has been closed). وبعد مرور أقلّ من عشرين عاما من بدايـــة القــرن العشريـــن غيّـــروا معتقداتهــم هذه وقالـــوا يجــب صياغة الفيزيــاء من جديــد وإعــادة النظـــر فــي كــل المفاهيـــم الجوهريّــة مـــن جديــد  The physics as a science should be reformulated، لقد صار كلّ شيء غامضًا، ليدلّل على أن العقل البشري لا يمكن وحده أبدا أن يستقلّ بمعرفة الحقيقة المطلقة، ويضع حدّا للعقل البشري كآداة للمعرفة ويبرهن على عجزنا المطلق عن الوصول لتفاصيل الحقيقة الكبرى المطلقة بمفردنا، بينما نحن مُهيِّئُونَ لاستقصاء الحقائق النّسبية فقط.
استقلالية العقل 
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يستطيع العلم الطبيعي أن يحسم القضايا الكبرى بمفرده، أن يجيب علي الأسئلة الكبرى للمشكّكين؟. في البداية يجب أن نعلم أنّ المفكّرين العظام والفلاسفة الكبار في كلّ علم قليلون جدّا ونادرون جدا ندرة الزئبق الأحمر. أمّا العمّال المجتهدون وغير المجتهدين فهم كثيرون جدا وهؤلاء لا يؤخذ منهم إجابات نافعة في الغالب عن الأسئلة الكبرى. حتى إنّ سيلان المصطلحات الحادث في العلوم الطبيعيّة من عمّال العلوم تبقى أسيرة ذاتها وتتناول الأفكار الظّاهرة فقط ولا تلبث إلاّ أن تعدّل لتبقى فترة أطول أو تزول وتنسى من ذاكرة الزمن وهم بذلك يقتربون من إنتاج أنماط استهلاكيّة مقيتة لفكرة العلم الكامنة في إنتاج إجابة عن سؤال كليّ أو جزئيّ. أمّا تلك المصطلحات التي ينحتها فلاسفة العلم فتُرتبَط بأصول شبه كلية وتؤسس لإنتاج القيمة الحقيقية من العلم.
وللإجابة علي الأسئلة الكبرى تبيّن أنّ بعض العلماء اتجهوا لتأسيس قاعدة موضوعة تفيد أنّ «المعرفة التّفصيلية للجوهر تتطلّب الإحاطة بحركته الظّاهرة ومن هذه الفرضيّة تأسّست المناهج العلميّة الحديثة في العلوم الطبيعيّة. بينما ذهب بعض العلماء القدامى إلى القول بإمكانيّة الهبوط إلى الجوهر مباشرة، دونما حاجة إلى التّعامل مع الظاهر. ولا يكون ذلك من وجهة نظرنا إلاّ عن طريق الإلهام الذي لا يمكن تفسيره وفق الحقائق العلميّة وهو موجود ولكن لا يستطيع أحد برهنته، من ذلك مثلا نرى أنّ معظم العلوم مبنية على مسلّمات، من أين أتت إلى ذهن من قال بها وكيف تقبّلها الآخرون؟. وأيضا كيف اكتشف العلماء الكبار في أزمنة قياسيّة حقائق علميّة مذهلة وعجزوا عن أصغر من ذلك بكثير في أزمنة طويلة. ومهما طال الجدال بين الفريقين، نرى أنّ كلّ فريق يمسك بطرف للحقيقة التي لا يعلم عدد أبعادها أحد. 
فعلى سبيل المثال، اعتقد الكثير من المفكّرين القدماء أنّ المتَّصَل لا يمكن أن يتركب من المنقسم، كالخطّ لا يمكن أن يتركَّب من نقاط، لأنّ النقاط لا تملك أجزاء أو أطرافاً تتّصل بواسطتها بغيرها فتشكّل معها المتَّصَل. أدى التعامل مع الظاهر إلى عكس هذه الفكرة تماما: نعلم اليوم أن الخطّ، إذا امتدَّ، صار متَّصَلاً مكوَّناً من الأعداد الحقيقية، أي تلك الأعداد الموضوعة قيد التّعامل، وأن متَّصَل الأعداد الحقيقية يُبنى بعملية تجزئة غير منتهية، وأن لبناته هي عناصر منقسمة، وأن الاتصال يتحقّق بسبب الانقسام غير المنتهي. فبين كلّ عددين حقيقيين يوجد عدد حقيقي ثالث مهما كان الفرق بين هذين العددين ضئيلاً. أفاد العلم أيضا من الفكرة القديمة التي أجازت الهبوط المباشر إلى الباطن عبر درب غير منتهٍ، فصاغ على خلفيَّتها مفهوم اللانهاية (الإلهام العلمي المستمر المشابه للوحي الشرعي المنقطع ففي الحديث الشريف «ما بقي من الوحي إلا الرؤيا الصالحة»)؛ بينما استخدم، في وقت واحد، العالم الظاهري الذي يعكس التجزئة في كل مشاهده المحلية، فاستمد منه تعريفاً صلباً للتجزئة؛ ثم ربط هاتين الفكرتين بشكل سحري ليعيد بناء المتَّصَل لتمثل امتداد حقل الأعداد الحقيقية من طرفيه اللانهائيين والمعبرين عن جهل الإنسان بأكبر عدد وجهل الإنسان بأصغر عدد وكأنّه بذلك يضع حدودا غير ملموسة على حدود علم الإنسان لن يتعدّاها تماما مثلما يضع مبدأ الشّك لهيزنبرج حدودا على المعرفة التامّة للثنائيات المترافقة فيزيائيّا مثل الطّاقة والزّمن أو مثل المكان وكميّة التّحرك ومثلما يضع أفق حدث الثّقب الأسود حدودا على انتقال المعلومات من وإلى الثقب الأسود. أيضا وجود الصّفر في خطّ الأعداد كعدد ممثلا للعدم المطلق هو حدّا آخر على المعرفة الرياضية، فكيف يكون للعدم المطلق عدد ممثل له وهو لا يأتي إلاّ من القسمة على اللاّنهائيات وقبله وفي جواره يأتي العدم النّسبي من القسمة على الكميّات المتناهية في الكبر، أمّا العدم المطلق فيأتي من القسمة على كميات مجهولة للقدر بل معبّرة عن جهل الإنسان بأكبر وبأصغر عدد، يأتي الصّفر ليعبر عن جهل الإنسان بالعدم المطلق وبحدّ جديد على المعرفة البشرية. 
الملحد لا يصدّق إلا ما تراه الأعين وتلمسه الأيدي، أي ما يصدم حواسّه الخمس،  ويظنّ أنّه العين الوحيدة التي ترى. مع أنّ الموجات الكهرومغناطيسيّة موجودة ومعظمها غير مرئي للإنسان بينما بعض الحيوانات تراها. كما يقول الوجوديّون الشّجرة التي تسقط في الغابة، ليست موجودة، ولم تسقط، ما لم يرها مشاهد. وكان يرد عليهم أن المشاهد، أو المبصر، موجود في كل الأحوال، وهو الله. يقول روبن هيرش:«إذا كان أفلاطون، وديكارت، وسبينوزا حاولوا استعمال الحقائق الرّياضية المفترضة للدّفاع عن الدّين، فإن بيركلي استخدم «عيوب»الرياضيات في الدفاع عن الدين». وقد صبّ «بيركلي» جام غضبه على التفاضل والتكامل مثلا الذي ابتكره كل من «نيوتن» و«لايبنتز» على انفراد. كانت الرياضيات قبل ابتكار التّفاضل والتكامل، علماً غير معرّض للشّك. كان كل شيء منطقياً، لا جدال فيه، مثل الهندسة الإقليديّة. ثم جاءت الفيزياء وهزّت أفكار النّاس بعنف عند إدخال فكرة الكميّات المتناهية الصغر، والكميّات المتناهية الكبر، في الرّياضيات. يقول فردريك أنجلز في كتابه أنتي دوهرنغ [3]: « مع إدخال فكرة الكميات المتناهية الصغر والكميات المتناهية الكبر، سقطت الرياضيات، المعروفة بنظامها الصارم، من عليائها... لقد مضى زمن الصحة المطلقة والبراهين التي لا تُدحض في الرياضيات، وجاء زمن الشك، وبلغنا مرحلة أصبح فيها معظم الناس يقومون بحسابات التفاضل والتكامل لا لأنهم يفهمون ما يفعلون، بل انطلاقاً من الإيحاء وحده، ذلك أن حساباتهم كانت صحيحة حتى الآن».
الهوامش
[1] كريك،  فرانسيس ، طبيعة الحياة، موسوعة عالم المعرفة الكويت، 1989.
[2] ديفز، بول ، عالم الصدفة، ترجمة فؤاد الكاظمي، بغداد، 1987.
[3] انجلز ، فريدريك، انتي دوهرنغ ثورة الهرأوجين دوهرنغ في العلوم،  ترجمــة د. فؤاد أيوب، دار دمشق للطباعة والنشر، (1965).
------
- أستاذ ديناميكا الفضاء  بكلية العلوم - جامعة القاهرة
أستاذ الرياضيات التطبيقية  بكلية العلوم - جامعة طيبة - المدينة المنورة  
f.a.abdelsalam@gmail.com