الإفتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
الإفتتاحية
 من كان متابعا للأحداث في تونس منذ اندلاع ثورة الحرية والكرامة ومطّلعا على المطبّات والعراقيل التي تعرّضت لها الحكومات المتتالية منذ حكومة الغنوشي الأولى، في المجالات المتعلّقة بالتنمية والتشغيل ومقاومة آفة الفقر والبطالة، لم يكن ليتفاجئ بالرجّة الأخيرة التي أحدثها  الشباب المهمّش والعاطل عن العمل ومواطنوا الجهات المهمّشة الذين لم يشعروا بتغيير يذكر طرأ على وضعهم ولم يلمسوا تمشيّا واضحا نحو إنقاذهم من براثن الفقر والبطالة.
وكل المؤشرات توحي بأنّ زلزالا كبيرا قد يصيب البلاد ويدخلها في فوضى إن واصل أهل الحل والعقد تغافل المسألة الاجتماعيّة أو تأجيلها إلى وقت لاحق.
مجلّة «الإصلاح» اهتمّت بالموضوع وخصصت جزء هامّا من هذا العدد لعرض المسألة واقتراح بعض الحلول. ففي مقاله تحت عنوان : «تصحيح المسار لتجنّب الفوضى وتخريب الدّار» طرح المهندس فيصل العش سؤالا عن مدى حضور المسألة الاجتماعية في أذهان الإسلاميين وجاهزيتهم للفعل الميداني ومدى قدرتهم على تحمّل عبئها ويرى أنّ «المساهمة في الرّد على الأسئلة المتعلّقة بحلّ المسألة الإجتماعيّة هي من أبرز الأدوار التي يمكن للإسلاميين تولّيها» ويقترح عليهم أنّ يستفيدوا من خبرتهم وقربهم من الفئات الاجتماعيّة الضعيفة للضغط نحو «جمع شمل مختلف القوى من حكومة وأطراف سياسيّة وإتحادي العمال والأعراف لخلق توافق اجتماعي يفضي إلى تبنّي سلّة متكاملة من الاجراءات الاجتماعية والاقتصادية والمالية مبنيّة على مبدأ «الحقوق» الذي يفرض على الدّولة وأطراف الإنتاج التّضامن في ما بينها لتلبية حدّ أدنى من مطالب الفئات المهمّشة والمحرومة التي لا يمكن التّنازل عنها». 
 الكاتب نجم الدين غربال دخل في صلب الموضوع واقترح حلولا للمسألة تتمثل في تفعيل العمل بأدوات وآليات تمويليّة مستمدّة من تجارب الشّعوب ومن مخزونها الثّقافي والحضاري تفي بالغرض وتساهم في رفع مُجمل التّحديات التّنموية ومنها إقامة بنك للفقراء و تفعيل آليتي الزكاة والوقف وخلق مؤسسات ذات طابع اجتماعي.
 أمّا د.«حسن الجمني» فقد تطرق في مقاله إلى إحدى المجالات الهامّة التي بمقدورها زحزحة الحالة الاجتماعية في البلاد وهي السياحة البيئيّة وعمل على تبيان أبرز الجوانب المتعلّقة بالسِّياحة عامّة والسياحة البيئيّة خاصّة من حيث التعريف بها وبمكوّناتها وأهميتها وفوائدها على كلّ من الوطن والسّائح والمجتمع المحليّ وعلاقتها بالتنمية المستدامة. ولأنّ المقال ثري وطويل نوعا ما فقد ارتأينا نشره في جزءين.
وفي العدد مقالات أخرى تتعلق بمواضيع  مختلفة لا تقل أهميّة ..وقصائد شعريّة  واركان قارّة متجددة... 
فقراءة ممتعة