تدوينات

بقلم
محمد الصالح ضاوي
حول المسألة المثلية
 من الحمق الانجرار وراء مجادلات حول موضوع المثلية دون الأخذ بعين الاعتبار الظرف السياسي والحضاري لبلادنا. وأكاد أجزم، أن النافخين في الموضوع، يدعمون التطرف والارهاب، عن وعي أو عن جهل. فإثارة مثل هذه المواضيع الهامشية في هذا الوقت بالذات، سوف ينظر إليه على اعتبار أنه إحدى حلقات المسلسل العلماني الاستئصالي للدين الإسلامي في أرض الزيتونة، مما يدفع الأطروحة المدافعة عن الدين والمستبسلة فيه، إلى الظهور بأشكال قاعدية وداعشية.
لقد أمعن «العلمانيون الجدد» في ازدراء الدين والهوية لشعب عانى من التسلط والتأويل القسري للتدين طيلة عقود، على يد بورقيبة وبن علي... ولم تكن الحرية المستفادة من الثورة إلا مناسبة لانفلات العفريت العلماني الاستئصالي من قمقمه.... غايتهم: وصل البلاد بالحالة الفرنسية اللائكية الالحادية.
ولقد فات هؤلاء، أن جرعة العلمانية المقبولة دستوريا واجتماعيا، لا يجب أن تفسر بأدوات فرنسية، وبمقاسات فرنسية.. وأن تونسة العلمانية والحداثة والمعاصرة والمدنية والديمقراطية مسألة فكرية ومعرفية  مطروحة بشدة على نخبة البلاد.
كذلك الحرية، لا يمكن القبول بالتأويلات الغربية كيفما اتفق مع الأهواء والآراء.... نرى وجوبا، البحث عن الصيغة التونسية للحرية، بما يتماشى مع الهوية الحضارية لبلادنا وبما يتيح لنا الانعتاق من الأزمة.
فمن الغباء، إن لم نقل من الخيانة للوطن، استهداف مشاعر المجتمع بإثارة قضايا هامشية، وتناولها اعلاميا وتوظيفها سياسيا من أجل تحقيق غايات نفسية....
إن موضوع المثلية يمكن أن يعالج بأدوات علمية: نفسية سلوكية واجتماعية تربوية، ومدنية مجتمعية، بعيدا عن الإثارة المبتذلة، التي تنم عن سوء نية.
وأخيرا: سنقولها بصوت مرتفع: نعم للحداثة والعلمانية الاجرائية ذات الصبغة التونسية المتماثلة مع قيمنا وهويتنا، بعيدا عن الاستنساخ الثقافي المتبلد وعن الاغتراب النفسي المتأزم.......
وللحديث بقية.....
-----
- باحث في الاسلاميات والتصوف
dhaoui66@gmail.com