تمتمات

بقلم
رفيق الشاهد
محمّد صلى الله عليه وسلّم فوق كل اعتبار
 لم أتعود على كتابة المقال الصحفي الذي يُعنى بالأحداث اليومية والمناسباتية وتركت هذا المجال لأصحاب الشأن الإعلامي وعوّدت نفسي على أن لا أخط إلا ما فاض عن خاطري وثقل حمله بعد مخاض طويل تليه ولادة عادة تكون عسيرة وأحيانا قيصرية. ولادة كنت قدمتها مشروع مقال أحرج صاحب المجلة فلم ينشرها إلى هذا اليوم لما فيها من صدق. 
لم أتعود الكتابة بمجرد مسك القلم وتحديد موضوع. العمل الفكري لدي لقاح فمضغة فعلقة ثم حمل مثقل فوجع فولادة فإذا به جسد ومعنى. وكنت دائما انتظر هذه المراحل بداية بالإخصاب. أما اليوم، ما أن هاتفني زميلي وصديقي رئيس المجلة التي بين أيديكم وأعلمني بأن العدد الذي بصدد الإعداد خصص للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حتى وجدتني حينها في حيرة سرعان ما انقشعت وسال قلمي بيسر ولادتك يا حبيبي يا رسول الله. نعم لم أشعر بأي وجع كيف لا ينطلق اللسان بما فاض من حب لخير الأنام؟
اللهم صل وسلم عليك يا رسول الله. 
لست بالأديب ولا الكاتب الذي حفظ مفردات المعاجم حتى أكرر ما قيل في حبك على ألسنة المحبين السابقين ولكن صمتي ناطق مفضوح حال متصوف لا يصلي لله إلا صمتا. ولم استغرب من هذا الصمت كنت اختزلت به في عدد سابق شوق الأم لابنها بين مثل هذين القوسين ( ). أما ما يكنه قلبي من حب لرسول الله أكثر من حبين على لسان رابعة العدوية. أحبه لا لجماله الموصوف بل للجمال الذي وضعه الله عليه وأحبه فيه. أحبه لا باللباس الذي يلبسه ولا الأكل الذي يأكله ولكن بوصفه محمدا الذي اختاره الله عز وجل نبيا ولنا رسولا. كيف لا أحبه وقد صلى الله عليه وسلم بنفسه وأمر الذين آمنوا أن يصلوا ويسلموا عليه تسليما. وإني أصلي وأسلم عليه بما يرضيه ويرضي الله لعله يحسبني من المؤمنين الصادقين وأفوز بمحبتي لرسول الله طمعا في ملاقاته وأن يشفع لي يوم الدين.
كل إفراط مذموم إلا في حبك يا محمد وكل سكوت عن فضائلك تقصير في حقك. أحبك كما أحبك كل مخلص دعا إلى محبتك صدقا حتى شاع اسمك صلى الله عليك وسلم تبركا وتقربا. أحبك بلغة عصري التي افتقدت كل معاني الرقة والجمال وتسللت مفردات طفيلية من لغات أجنبية للطيف الكلام ورقيقه بين الأحبة.   
كلما هلّ علينا ربيع الأول استبشر الخلق بالعشر الأولى منه ذكرى طيبة لمولد خير ما ولدت النساء. نعم نفرح بالمناسبة ونعد العصائد ونغني مولدك المبارك ونحبب أطفالنا فيك لا باللباس ولا باللحية بل بالدين الحنيف الذي بعثك الله لأجله. كيف لا نحبك وقد قرن الله اسمه الجليل باسم محمد في الشهادتين. 
دام مولدك الشريف فرحة للمسلمين حتى يرث الله الأرض ومن عليها.  
----
-  مهندس
chahed@meteo.tn