الإفتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
الإفتتاحية
 الجريمة الشنيعة التي جدّت قبل أيام بالعاصمة تونس والتي ذهب ضحيّتها عدد من عناصر الأمن الرئاسي عمّقت الشعور لدى الجميع بأولويّة مقاومة الإرهاب والعمل على استئصاله. هذا الدّاء لم يكتف بقتل الأبرياء وحرق الأخضر واليابس على التراب العربي بل ضرب منذ مدّة قصيرة إحدى عواصم الدّول الكبرى التي ربّما كانت لها يد في نشأته في دول الربيع العربي أو ربّما غضّت عنه الطرف في فترة ما تنكيلا بالثورات العربيّة  وها هي اليوم تصطفّ بترسانتها الحربية الضخمة في حملة «الحرب على الإرهاب» التي كتب عنها  المهندس فيصل العش متسائلا عن فرص نجاحها معتبرا أنّ «مَن يدَّعي القضاء على الإرهاب بالحرب إنّما يضلِّل نفسه ويضلّل العالم معه والانخراط في منطق الفعل وردّ الفعل لن تجني الانسانية منه غير الدّمار والمآسي ولهذا وجب تقديم طرح آخر مختلف ينقذ العالم من داء الإرهاب ويفتح الباب للانسانية بمصراعيه نحو السّلام». ويرى الكاتب أن هذا الطرح الذي أطلق عليه تسمية  «الإنتصار على الإرهاب» يرتكز على محاور ثلاثة:
-  فهم أسباب الإرهاب وطبيعته وأهدافه والجذور التّي تغذّيه حتّى يسهل تجفيف منابعه
- عدم التعرض إلى عدوى ايديولوجيا العنف وممارسة الإرهاب مقابل الإرهاب
- تثوير الفكر وتحرير الدّين. 
الباحث نجيب بن حريز قدّم في مقاله «حول الإسلاميين وتجربة الحكم» مقارنة بين ما حدث في مصر وما حصل في تونس في السنوات الأولى بعد الثورة، موجها إصبع الاتهام إلى «المعارضة» التي «جمعها إسقاط نخبة الحكم الجديدة وتقويض المسيرة السّياسية لا دعم المسار الديمقراطي والمشاركة من موقعها في استكمال أهداف الثّورة وتحصينها من الرّدة» ورأى أنّ «ثورات الربيع العربي التي حرّكت المياه الآسنة وهزّت واقع الجمود ودفعت المنطقة بأكملها إلى التغيير، لن تصل إلى مداها إلاّ بعد سنوات طویلة من الكّر والفّر، ومن المّد والجزر» نتيجة مطبّات وعراقيل كثيرة صادرة عن قوى الجذب إلى الوراء والمتربصين بالثورة من الدّاخل والخارج.
وبعيدا عن السياسة ومآزق الثورات العربية يواصل الدكتور نبيل غربال مقالاته العلميّة حول الانسان والسماء ويخصص مقاله في هذا العدد لموضوع بداية الكون التي تمثل - حسب الكاتب- «مأزقا حقيقيا يواجه العلماء الذين يرفضون الإقرار بالعجز ويسعون جاهدين لإيجاد معادلات حسابية قادرة على وصف للكون في تلك الظروف البدائيّة التي يستحيل اختراقها بكل ما نملك من نظريات».
أمّا خبيرة التنمية البشرية فضيلة الجبلاوي فقد خصصت مقالها لدحض فكرة «ما بالطبع لا يتغيّر» مقدّمة لنا الحلول العمليّة لتغيير الذّات مؤكّدة أنه « ما بالطبع لابدّ أن يتغيّر اذا كان عائقا في طريق السعادة والصحّة والنجاح»
وفي العدد مقالات أخرى متنوعة لا تقّل أهميّة فقراءة ممتعة للجميع.