تمتمات

بقلم
صفاء بن فرج
أيها الشقي
 (1)
مت فداءا للقبيلة  ... مت فداءا للعشيرة 
مت حتى يلتفت الينا «سي فلان» و «سي فلتان» .... و يقدّموا حلول ردّة الفعل ... حلولا لم تكن من قبل موتك ممكنة ... حلولا مثل مسكن يقيك التشرد و عمل يقيك التسول و مأكل لا يكاد يسدّ رمق جوعك .... مت حتى يعرف أسيادنا أنّ عيشنا هو فقط لنكون درعا بشرية تحميهم ... مت فلا شيء تخسره ..لا مال .. لا أرض .... لا وطن .... فالأرض أرضهم و الوطن وطنهم و ما نحن الاّ وقود النّار التي ستعذبهم ... 
(2)
أيها الشّقي ... مالذي أمرضك ...ألا تعلم أنّ المرض ترف لا يقدر عليه الفقراء أمثالك ... أيها الشّقي ... هلا تمالكت نفسك .. فالرفاق بحاجة لك ...هلاّ صمدت بضع سنين أخرى .. من أجل الكادحين والعاملين و المضطهدين ...أيها الشّقي ابن الشقي ....تروي عينيك الف حكاية ... عن الحبّ و الامل، عن الحلم عن الصدام، عن الشرف وعن الاغتيال .... لمَ لست بطلَ أيّ حكاية؟ لمَ لست محور  أي حديث؟ .... لمَ لا يغضبك هذا ؟ ... لمَ لا يستفزك؟ ... لمَ تعشق الصّفوف الأمامية في الحرب و تتخذ الصّفوف الخلفية مستقرا عند السلم؟ ... و لمَ أنا لست في دفتر يومياتك؟... 
(3)
اجتاحتني الأفكار كما لم تفعل من قبل... و سرت في كامل جسدي قشعريرة أربكت مفاصل دولتي ... لم يكن في الحسبان لقاء يشطب ما كان ويؤسس لبداية النسيان ... لم أعرف أبدا موسيقى حزينة تعزفها أوتارك .. و لا قصصا شيطانية تكتبها أقلامك... كيف ترهقني بوعود تجبرني على العيش في وطن الغاني ... و أختار عيش الجاني ؟.
----
-  مهندسة
safabenfradj@hotmail.com