حديقة الشعراء

بقلم
عبداللطيف العلوي
الغوي
 سَأَلتْنِي ..
لِمَ لاَ تَكتُبُ شِعْرًا عاطِفِيًّا ..؟
أَنتَ لاَ تُشْبِهُ فُرْسانَ الْقَصيدهْ ..
أَيْنَ شيْطانُ الْخليلِيِّ، 
إذا أَلْقَى نَشِيدَهْ ...؟
وَصهيلُ العادِياتِ الْمُورِيَاتِ 
وَ رَفِيفُ الرُّوحِ في الرّيح العَتِيَّهْ ؟...
أَيْنَ دَفْقُ الْوَجْدِ والشَّكْوى، 
وَنَجْواهَا الْخَفِيَّهْ 
وَقُطُوفُ الشِّعْرِ تُسْقَى مِنْ عُيونِ الْجاهِلِيَّهْ 
قُلْتُ: لاَ أُشْبِهُ حقًّا شُعراءَ الْجاهليَّهْ ..
أَوْ مَنِ اعتادُوا على نَظْمِ الْكلامِ الرَّخْوِ،
مثْلَ الْواجِباتِ الْمَدْرسيَّهْ .. !
فَأنا لَمْ أَرَ يَومًا عَنْدَلِيبًا في حياتِي،
كيْ أَرى إِنْ كانَ فِعلاً ..
يُشبِهُ الْوصفَ المُقابِلْ .. !
وأنا لمْ أَرَ يومًا وَردةً في الْكونِ، 
تُغْوِي جائِعًا أَوْ خائِفًا ..
أَوْ تَمْلأُ الْحَقْلَ سَنابِلْ!
لمْ يكُنْ يُفْرِحُنِي ما يُفْرِحُ الأَطْفالَ في سِنِّي،
ولاَ كُنتُ شَقِيَّا ... !
كُلُّ ما فِي الْأَمْرِ أَنِّي 
عِشْتُ طِفْلاً شاهِدًا عمَّا أَرَى: 
مُدُنَ الْقَصْدِيرِ ... بَيْتِي ... والْمَرايَا الْفَوْضوِيَّهْ 
وَبقَايَا جُثَثٍ مَدْفُونةٍ طولَ النّهارِ 
في الْمَحطَّاتِ الْقَصِيَّهْ!
باعةً يَسْتَغْفِلُونَ اللهَ، قُطّاعَ طريقٍ وَاعِظِينَ ...
وَشاعِراتٍ يَتعاطَيْنَ البغاءَ الافْتِراضيَّ
- - - 
على نَخْبِ الْقَضِيَّهْ !
قِطَطًا مَسْكُونةً بِالْجُوعِ وَالْمَنْفَى ...
وَعُشّاقًا صِغَارًا يَسْرِقُونَ القُبُلاتِ ...
بينَ أَكوامِ الْمَزَابِلْ!
فادْخُلِي سيِّدَتِي ... مِنْ أَيِّ بابٍ تَشْتَهِينَ ..
وَ ارْحَلِي إِنْ شِئْتِ، أَوْ ضاقَتْ عليْكِ الرُّوحُ ..
مِثلَ الآخَرينَ ..
ما أَنا إِلاَّ غَوِيٌّ ...
شاعِرٌ ... 
مُرُّ الْقوافِي ..
يَدَّعِي قُرْبًا ... 
بِرَبِّ الْعالَمِينَ!
------
- شاعر تونسي
aloui.abd11@gmail.com
من ديوان : « عادات سيف الدولة»