الإفتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
الإفتتاحية
 من أهمّ الأحداث التي جلبت أنظار العالم الغربي والإسلامي فوز حزب رجب أردوغان بأغلبية مريحة في الانتخابات البرلمانية التركية وقد كان لهذا الحدث الأثر البالغ في الساحة السياسية الاقليميّة والوطنيّة. ممّا حدى بالمستشار لطفي الدهواثي إلى مقرانة  هذه الانتخابات بمثيلتها في مصر قائلا : «تزامن الحدثان فكان العرس في تركيا لافتا من شدّة بهائه وكان القلق المضني لافتا في مصرمن شدّة وطأته على النفوس والأمكنة» وقد ربط في مقاله بين حدث الانتخابات ونوعيّة الزعامات مبرزا دورها في نهضة دولها أو تأخرها. وفي نفس الموضوع يتحدّث الكاتب محمد الصالح الضاوي بإعجاب عن أردوغان «الشيخ رجب النقشبندي» مؤكدا أنه «لا يمكن البحث عن أسرار النّجاحات المتكرّرة لحزب العدالة والتنمية، خارج السّحر الخفيّ، «للشّيخ رجب»، كما لا يمكن معرفة أسباب نّجاح هذا الحزب، و أسباب فشل أحزاب الإسلام السّياسي العربي، خارج المسيرة الشّخصية لأوردوغان» وختم قائلا أنه «حريّ بنا إطلاق اسم: «الأردوغانيّة» على تجربة الإسلام السّياسي في تركيا، المختلفة عن مثيلتها في العالم العربي». ولأنّ  مقولات من هنا وهناك طفت على السطح تقارن بين حزب حركة النهضة وحزب العدالة والتنمية وترى أنّهما ينتميان إلى نفس المدرسة الفكرية والسياسية، خصّص المهندس فيصل العش مقاله للبحث عن وجوه التشابه بين الحزبين مبرزا أن «محاولة المقارنة بينهما لا تستقيم وقد تحمل بعض التعسّف تجاه حركة النهضة نتيجة اختلاف العوامل الداخلية والخارجية المحيطة بالتجربتين» واكتفى في مقاله بذكر وتحليل أربعة عناصر أساسيّة حاسمة في هذه المسألة وهي الهويّة وطبيعة الحياة السياسية والوعي الشعبي والسياسة الخارجيّة.
ومن جهة أخرى يعتبر حصول الرباعي التونسي الراعي للحوار على جائزة نوبل للسلام لسنة 2015 حدثا هامّا لا يمكن المرور عليه مرور الكرام  من دون تسليط الضوء عليه من حيث خلفياته وتداعياته سواء على المستوى الوطني أو العربي أو الإقليمي، ولم نر فائدة في الغناء مع جوقة المباركين لهذا الفوز فقد جفّت أقلام وامتلأت صحف وشاشات بمواضيع تمجّد وتتغنّى بهذا الفوز، ولذلك فسحنا المجال للرأي الآخر عبر مقال للكاتب طه مصدق كعنيش الذي تطرق فيه إلى سياقات هذه الجائزة مشككا في أنها أتت مكرمة لجهد بنّاء مبذول على خطى الدّيمقراطيّة ويرى أن «سياق نيلها يجري ضمن أجندا قائمة أحد فصولها نظرة الحائز للجائزة للسّلام مع العدوّ الصهيوني» .
وبالإضافة إلى الأركان القارّة في المجلّة، هناك في العدد مقالات أخرى لا تقّل أهميّة فقراءة ممتعة للجميع.