تمتمات

بقلم
صفاء بن فرج
العيون البنية
 (1)
بدأ هذا الأمر يسبّب لها الصّــداع.......نشرة الأخبار كلّ مســاء بدت منمّقـــة كثيرا ...حتى الحديث عن انتصـــارات متوقّعـــة لم يرق لها .... بدت هي الأخـــرى تحاليل طفوليـّــة .... بل خيـالات لا تلزم الواقـــــع في شــيء .... تساءلت مالذي سيكـــون أفضــل...
السقــوط فـــــي مستنقــع للتماسيح أم الغــوص في المحيـــط بدون أوكسيجين .... 
لا ... لا يبدو كلا الخيارين جيدا ..... ربّما الأفضل أن تتّبع الحدود المرسومة سلفا .. حدود المستنقعات والمحيطـــات ...فبمجرد خضوعها لجغرافيــا المـــال ستكون مع الرعيـــة ...ستكــون ... سالمة ...آمنة ... 
(2)
توقّف على حافـة الرّصيــف لينفـــض غبـــــارا قــد استقـــر بين طيــات بنطالـــه ....كانـــت ترمقــه نظـــرات من بعيـــد ... لم يفهـــم ســــرّ ملاحقتها لـــه ..... 
في الجهــة المقابلـــة اجتمع نفـــــر مــن الثّـــوار يتباحثـــون في يوميهم ... فكما تعلمون يختلف اليومي ... فليس يومي الثائر كيومي المغتصب ..
حيّا رفاق السّاحة دون أن يبعد ناظريه عن العيون المراقبة له.... تناول سيجــارة ..أشعلها ...تسارعت دقات قلبه مع أول استنشاق ... شعر بضيـق في صدره ...لعن العيون البنّية ... اقترب ليحلّ شيفرتها...
تعالى صوت الرّفاق ...حيّ على المعركة ...لعن حبّه للقضيّــة .. و انصرف عن العيون البنية دون أن يعرف مالقضيــة.