الإفتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
افتتاحية العدد 92
 عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ ... 
بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ...
جاء العيد ومضى في حال سبيله وواقع المسلمين لم يشهد تغييرا إلاّ نحو الأسوأ. سالت دماء الأضاحي في كل مكان لكنها اختلطت هذه المرّة بدماء الأبرياء من بني البشر، في سوريا والعراق واليمن وليبيا وبورما ...الآلاف من الأطفال والنساء الذين تركوا خلفهم ديارهم وخرفانهم تدكّها الصواريخ والبراميل المتفجّرة والتحفوا السماء و هاجروا أملا في وضع أفضل، لم يعيشوا أجواء العيد كما تعوّدوا. تلقفتهم جيوش الأنظمة الأوروبيّة لتحشرهم في مخيمات لللاجئين في انتظار أن تتكرم عليهم «ماركل» أو غيرها برغيف خبز و غطاء لمقاومة برد الشتاء القادم وتوفر لهم مكانا للعيش في إحدى  دول القارة العجوز. لا شيء يوحي بانفراج في الأفق أو تغيير في مسار هذه الأمّة ...فالخطب كما جاء في مقال المهندس محمود جاء بالله « لا زال يتعاظم بل إنّنا نرى أنفسنا في نفق مظلم لا نور في آخره. تدفعنا حميّة الجاهليّة نحو الاقتتال والتّباغض والتّآمر على الأوطان، حيث انقسمت شعوبنا بين ثلّة مدافعة عن القضيّة وثلّة بائعة لها وبقية باقية أسقطت من اهتمامها كل القضيّة. لقد أصبحت الشّعوب العربيّة الوحيدة في العالم التي تساق الى حتف معلوم وكأنّها غثاء كغثاء السّيل، شعوب لا حول ولا قوّة لها، شعوب لا تحقّ لها حتى الأحلام». هل يحق لنا أن نصف حال المسلمين بالتراجيديا؟ الأستاذ لطفي زكري يرى في مقاله أنّ « الاستحقاق التراجيدي لا يعاش بل يمنح، وهو استحقاق لا يمنح إلا لحياة بشرية قادرة على الاضطلاع بالتوازن الضروري بين البشري والإلهي وعلى اجتياز عتبتي تأليه البشر وأنسنة الإله» لكننا ليس كذلك... حتّى التراجيديا لا حقّ لنا فيها ... فلنقل إذا أننا نعيش مأساة ... مأساة تزيدتعمّقا إذا ما وجّهنا وجوهنا قبل أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ... هناك كما يرى المهندس فيصل العش « تعيش القدس واقعا مأساويّا تنتهك فيه أبسط حقوق الإنسان ويصبح فيه المحتلّ صاحب الدّار ويتحوّل المالك الحقيقي إلى لاجئ بعد أن يُسحب منه انتماؤه المقدسي.» هناك يخطط الصّهاينة بمباركة أمريكيّة وصمت رسمي عربي مخزٍ لتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى .
جاء العيد وذهب في حال سبيله وقد أنستنا همومنا تقديم التهاني للقراء الأعزاء. فألف عذر للجميع وكل عام وأنتم بخير ومهما اشتدت أزمتنا وطال ليلنا فإن بعد العسر يسرا وليسَ بعدَ الليل إلا فجـرُ مجـدٍ يتَسَامى...
... قراءة ممتعة