يصدر هذا العدد بعد أربعة أيام فقط من افتتاح السنة الدراسية الجديدة وعودة الآلاف من أبنائنا الأعزّاء إلى مقاعد الدرس وإلى معلّميهم واساتذتهم الذين مازالوا يبحثون عن ارضيّة اتفاق مع الوزارة تحقق لهم مطالبهم وتوفّر لهم الظروف الملائمة للقيام بمهامهم كمربّين والمشاركة الفعّالة في إصلاح المنظومة التربويّة التي اهترأت وأصبحت في حاجة إلى إصلاح جذري عميق وليس إلى عمليات تجميل لا فائدة ترجى منها. 

«هناك إجماع يقرّ بوجود أزمة حادّة في المنظومة التربوية ويدعو إلى ضرورة الإصلاح» لكنّ هذا الإجماع لم يفض إلى مسار مشترك يساهم فيه الجميع، منفتح على كل القوى الحيّة في البلاد كما يذكر المهندس فيصل العش في مقاله «إصلاح التعليم، مسار خاطئ ومطبّات في الطريق». فمنذ البداية طفت على السّطح بين العديد من الأطراف تجاذبات حادّة وظهرت للعيان مطبّات كبرى من شأنها أن تساهم في إفشال أيّة محاولة للإصلاح» وقد تطرق المقال إلى ثلاث منها وهي الارتجال والاصطفاف الايديولوجي وغياب السند المادّي . 

ومن الممكن تجاوز هذه العراقيل وجميع المشاكل العالقة والمعطّلة لعجلة التنمية في البلاد إذا ما آمن  الجميع بالتعايش والحوار الذي هو كما تقول خبيرة التنمية البشرية فضيلة الجبلاوي في مقالها «التعايش...زمن الاختلاف»،«أعلى المهارات الاجتماعية قيمةً، وهو عمل الأنبياء، والعلماء، والمفكّرين، وقادة السّياسة، ورجال الأعمال، والمربّين.... وهو أساس النجاح. والأمّة الرّاقية هي التي تشجّع على انتهاج الحوار سبيلا لحلّ مشاكلها وكلّما أهملت هذه المهارة أصبحت مهدّدة بشتّى الأمراض والآفات الاجتماعيةّ». وبالحوار تقاوم المجتمعات آفتي الاستبداد والظلم بما «أنّ  الإستبداد لا يكون مرفوقا إلا بالظّلم» كما جاء في مقال الكاتب يسري بو عوينة « الرباعي الراعي للإرهاب، الراعي الثاني: الظلم» وما أدراك ما الظّلم...النّار التي تلتهم المجتمعات فتأكل أخضرها ويابسها...إنّ الحاكم الذي يزرع الظّلم لن يجني سوى الثورات والمجتمعات التي ترضى بالظّلم سيكون مصيرها حتى نوجز ونختصر كمصير العرب...ضياع وذلّ وهوان.

ولأنّ إبليس عدوّ التعايش والحوار  مادام شغله الشاغل بث الفتنة والتفرقة بين بني البشر فقد خصّه الدكتور لسعد الماجري بمقال تحت عنوان : «حفريات في ابليس» نبّه من خلاله إلى  النّفس البشريّة الأمّارة بالسّوء وهي كما يذكر عدوّ «لا يقلّ أهمّية عن إبليس في تأثيره وعن الشيطان في ترنيمه» .

وفي العدد مقالات أخرى وقصائد شعريّة  ورسوم كاريكاتورية نرجو أن تنال رضا القراء الأعزّاء ...