الإفتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
الإفتتاحية
 تستحق المرأة أن يُخصص لها عدد كامل من مجلّة الإصلاح  للتطرق إلى مواضيع تتعلّق بموقعها في المجتمع ونضالها من أجل المساواة مع الرجل والحصول على رتبة شريك فعلي في بناء الوطن فهي تمثل نصف المجتمع والنصف الآخر يتربّى في أحضانها وهي الأمّ والزوجة والبنت  وبالتالي فإنّ «تحرير المرأة هو تحرير للوطن»  كما عنونت الطبيبة والكاتبة الشابة يسرى بن ساسي مقالها الذي بدا وكأنه صرخة مليئة بالألم لما آلت إليه أوضاع المرأة العربية. تتساءل هل رأيتم لنا أوطانا تتحرّر أم تزداد جهلا وتخلّفا وعبوديّة وعنفا؟ لتستنتج بأنّ المرأة لم تتحرر بعد بل ازدادت عبوديّة  على عبوديتها.
لن تتحرّر المرأة بالنسبة للكاتبة إلاّ متى حرّرت نفسها بنفسها لا متى حرّرها الرّجل ..لتختم بنبرة ثوريّة متعالية نوعا ما بأنّ هذا الرّجل هو من يحتاج أن تحرّره امرأة.
المهندس فيصل العش تساءل في مقاله عن مكانة المرأة التونسية بين الشعارات المرفوعة هنا وهناك وبين الحقيقة التي حاول إبرازها من خلال ارقام واحصائيّات رسميّة مؤكّدا أنّ تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من حقوقها لا يتحقق عبر تخصيص عيد سنويّ للمرأة أو عبر سنّ القوانين والتشريعات التي لا تجد طريقها إلى التنفيذ نتيجة نظرة العقل المجتمعي للمرأة ولهذا فإنّ المطلوب تغيير ما ترسّب في العقول من وعي ذكوري فاسد ونظرة دونية للمرأة عبر قرون من التخلّف ولا يمكن أن يحدث هذا التغيير إلاّ بإرساء منظومة تربويّة وثقافيّة تؤسّس لمبادئ المساواة وتدعم مشاركة المرأة في إنتاج الثروة وبناء الوطن وعبر «تثوير» تراثنا الملئ بالجوانب المضيئة والمبادئ السّمحة التي تجعل «النساء شقائق الرجال» وشريكا حقيقيا في جميع مجالات الحياة.
وفي مقال آخر يعالج الدكتور ناجي الحجلاوي موضوع المرأة من زاوية الموروث الدّيني والفلسفي ويبيّن كيف كانت المرأة مهضومة الجانب نظرا لانتماء هذا النّمط من  التّفكير إلى أزمنة متقدّمة كانت فيها المعرفة تقليديّة إلى أبعد الحدود ويتساءل إن كانت المعارف كلّها تطوّرت فكيف لا يتطوّر فهم النّصّ؟ ليختم بأن الوضع المتدهور للمرأة إنّما هو نتاج لعقليّة الاتباع لما قاله السلف والحال أنّ هذا السلف يتمتّع بأرضيّة معرفية مغايرة لما نحن عليه الآن وأنّ إكراهات واقعهم الإجتماعيّة والسياسيّة ليست ملزمة لنا ولا هي جزء من الوعي الدّيني الصّحيح.
وفي العدد مقالات أخرى نرجو أن تنال رضاء القراء وتعطيهم صورة متكاملة عن الموضوع الذي خصص له العدد
 قراءة ممتعة