الإفتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
افتتاحية العدد 84
 فاز رجب طيّب أردوغان في الانتخابات البرلمانية التركية لكنّ العالم كلّه أعلن هزيمته وهلّلت وكبّرت وسائل الإعلام الغربيّة والعربية  لخسارة حزبه . إنّه الحقد الأعمى الذي يتحكم في أذهان معادي المشروع الإسلامي. هكذا كتب لطفي الدهواثي في ركنه المعتاد «قبل الوداع» واستغرب من صور الاستعلاء والغباء التي تميّز تصرف نخب غارقة في مستنقعات العداء الايديولوجي للإسلاميين وتحالفها مع أعداء الأمّة والمستكبرين ومع الشيطان نفسه إن لزم الأمر للإطاحة بكل مشروع فيه نفس إسلامي ويتساءل «إن كان للإسلاميين الحقّ في امتلاك مشروع والدّفاع عنه أم يظلّ الأمر مجرّد طفرة أو فلتة في غفلة من الزّمن آن لنهايتها أن تحين؟». 
المهندس فيصل العش عالج الموضوع من زاوية البحث في أسباب عدم نجاح العدالة والتنمية  في تحقيق الأغلبية وقدّم السيناريوهات المستقبلية الممكنة مؤكّدا أن تقلّص نسبة تمثيليّة حزب أردوغان في البرلمان لن تكون الكارثة بالنسبة لهذا الحزب وأن الأمر قد يسير نحو إجراء انتخابات سابقة لأوانها ربّما تتأخر بعض الوقت لكنّها لن تكون إلاّ في صالح هذا الحزب. واختتم مقاله  بالقول : «من يدري ... لعلّ الانحدار النسبي لحزب العدالة والتّنمية سيجعل «أردوغان» و«أوغلو» وصحبهم يراجعون بعضا من تمشّيهم ويقتنعون أنّ الوقت لم يحن بعد لإعلان وفاة «كمال أتاتورك» فمازال في جعبة العلمانيين والقوى الدّولية المتحالفة معهم وسائل وطرق لمقاومة طموحات «العثمانيين الجدد»».
وفي خضمّ الأزمة التي تعيشها تونس في مجال التعليم يقترح علينا الخبير في مجال التربية الدكتور حسن الجمني مقالا حول إصلاح التعليم يتساءل فيه باستنكار هل إصلاح التعليم من مشمولات الوزارة وهي سلطة تنفيذية لا علاقة لها بالتشريع؟ ويرى أن هذا الأمر من مشمولات المجلس الأعلى للتربية ويقترح أن يتمّ استفتاء الشعب حول الموضوع ذلك أنّ «استفتاء الشعب بمختلف فئاته حول شأن أساسي مثل التربية يعطي مشروعية لكلّ التشريعات والقرارات المتعلقة به».
الكاتب عبد السميع نصري تحدّث في مقاله  عن أزمة القيم وغياب ثقافة الرحمة في مجتمعاتنا ممّا تسبب في انتشار فوضى القتل والتعذيب والتشفّي ودعا إلى إعادة توجيه البوصلة في اتجاه يساعد على نشر ثقافة التسامح والرحمة قبل فوات الأوان حتى لا تنهار هذه القيم الروحية والأخلاقية في مجتمعات من المفروض أن تكون قدوة للعالم أجمع في هذا المجال.
ولا يمكن أن نختم قبل الإشارة إلى الكتاب الثالث من سلسلة «كتاب الإصلاح» الذي يصدر بالتوازي مع هذا العدد والذي خصّص للسّبر في أغوار الحركة الإسلامية التونسيّة من «الجماعة» إلى «النهضة» وهو من تأليف جماعي يستحقّ التحميل والقراءة.
 قراءة ممتعة.....