حديقة الشعراء

بقلم
أنيس عبدالله شمشيق
حريتي
 حرّيتي فنجَانُ قهوة
تَجمعني أحيانا مع الصّديق
الحِوارُ جَدٌّ ومُزاحٌ بيننا
بنّاءٌ للغدِ غَيرُ قاطعٍ للطّريق
حرّيتي قَدحُ خَمرٍ
يُراودُني عندما الصَّدرُ يَضيق
أحمِلُ وِزْري لوحدِي
لا أَظلم صاحبًا ولا رَفيق
عُصفورٌ أطير قَدْرَ جَناحِي
لا أوازي النّسورَ ضِمن الفَريق
صيّادٌ أَبحُر بِحذَرٍ
غبيّ إن أتحدّى البحرَ العميق
حُرّيتي عَملٌ وإبداع
بالتّوكّل لا بالتّواكلِ أنال الرّزقَ الرّزيق
أحذَرُ الغرورَ مهما اعتَلى مَنصَبي
كم من صَلبٍ أصبح كالتّراب سَحيق
قلّما تعلّق الأملُ بالوعود
فالوفاء يُلزِم السّيّدَ لا العَبد الرّقيق
وإن رُزقتُ جاهً وهَيبةً
أمَا للنّجم السّاطِع حقُّ البريق
حرّيتي طيّبُ الكلامِ وصِدقه
إمساك عن الهَذيان والنّهيق
حرّيتي جِلبابُ عِفّةٍ وحَياء
أكيَفُ اللّباسِ باطنُه كظاهرِه أنيق
حرّيتي يدُ لُطفٍ وسَلام
أمُدّها صَفحًا ونجاةً لكلّ غَريق
حرّيتي عَدلٌ وشهادةُ حقّ
إنصافُ المَظلومِ ولو للظّالمِ حِصنٌ عَتيق
حرّيتي حُبّ ومحبّة
أرُشّها كالمَطرِ وأُطفِئ بها كلَّ حريق
أزرعُها سَنابلَ خيرٍ
في وطَني وفي كلّ وطنٍ شقيق
حرّيتي هي ديني وصَلاتي
أخلاقٌ لا تَدفع غيري لِمَا لا يطيق
حرّيتي تلك هِبةُ ربّي  
تاجٌ بكلِّ عبدٍ عاقلٍ يليق
قانونٌ طاهرٌ ومن الفَوضَى نزيه
براءٌ مِمّن ادّعى عليّ شَفقةَ الشّفيق
حرّيتي أراها في عينيكَ يا ابنَ وطني
خذ بيدي هيّا بنا نَفتحُ الطّريق
أحلامي هي أحلامُكَ يا ابن بلَدي 
قم نُزِيلُ بالعملِ أخطاءَنا ومَا لا يليق
هيّا بنا نُحيي الأرضَ أرضَ الخير
هيّا بنا نَبني إعمارًا نُنجي به البلدَ الغريق
هيّا بنا نرفع العَلم شامخًا
وفاءً لمن مات يَرسُم حرّيتَك بدمِه العبِيق
حرّيتي حرّيتُك حتمًا هِبةُ ربّي
خيرُ تاجٍ بكلِّ عبدٍ يليق