الإفتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
الإفتتاحية
 «متى نستفيق؟» هكذا «عَنْوَنَ» مستشار الشؤون الاجتماعيّة لطفي الدهواثي مقالته التي أثّث بها ركنه المعتاد «قبل الوداع» ليتساءل عن إمكانيّة خروجنا - نحن أمّة العرب والمسلمين - من ثنائيّة المؤامرة والانقياد وندرك أنّنا في كلّ الأحوال ضحايا أنفسنا قبل أن نكون ضحايا الآخرين.
«متى نستفيق؟» هي أيضا صرخة المهندس فيصل العش التي ينتشر صداها في مقاله «الأزمة الاقتصاديّة في تونس وكرة الثّلج» حيث حاول من خلال الأرقام المفزعة تبيان صعوبة الوضع  الاجتماعي والاقتصادي في تونس - مهد الثورات العربيّة - ليستنتج أنّ التونسيين هم «ضحايا أنفسهم!» عندما اختار جزء كبير منهم - بدفع من بعض الأطراف - سلاح الإضراب وخفض منسوب العمل للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشيّة من دون الأخذ بعين الاعتبار طبيعة المرحلة، وعندما سارعت الحكومات إلى طرق باب التّداين الخارجي كحلّ للخروج من أزمتها ولم تغيّر في السّياسة الاقتصادية التي كان  يعتمدها المخلوع شيئا.
«عميرات» تطرّق إلى حالة التونسيين بطريقته الخاصّة فختم حواره الكاريكاتوري مع صديقه بالمثل الشعبي التونسي المشهور «العجوزة هاززها الواد وهي تقول العام صابة»
أمّا الباحث «فراس الطرابلسي» وبحكم اختصاصه فقد نظر إلى الوضع من زاوية البناء فتطرق في مقاله إلى «إمكانات وأفق الفعل التنموي  إنطلاقا من مجال التربية الفنية»  باعتبار أنّ التعليم هو البوّابة التي يولج من خلالها إلى مسار تنموي واضح وأنّ الفنون هي في مقدّمة العناصر التّربوية التي تمكّن من خلالها بناء جدار تنمويّ فاعل إلى جانب التّنمية القائمة على السّياسات الإقتصادية المختلفة، واقترح وضع استراتيجيّة للتربية الفنيّة تقوم على تكريس الهويّة العربية الإسلاميّة المستنيرة بعناصر العولمة وآلياتها دون إيقاع الذّوق الفنّي في بركة الإغتراب والإستيلاب. 
وفي العدد مقالات أخرى متنوعة تتوزع بين العلم والأدب والتاريخ نتمنّى أن تنال رضى القراء الأعزّاء وتشبع تعطّشهم إلى ما هو مفيد وبنّاء.