الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحية العدد السابع والعشرين

 كل عام وقراء مجلّة ”الاصلاح“ بألف الخير. اجتهدنا في احداث بعض التجديد على مستوى الشكل في العدد الأول من السنة الثانية من المجلّة وعملنا على أن يكون  محتواه متنوعا كالعادة يجمع بين مقالات دسمة وأخرى خفيفة  طلبا لرضاء قرائنا الأعزاء. فالفكر غذاء الروح والقراءة طعام العقول وفاكهة النفوس.

في هذا العدد ، يعود إلينا الأخ الصديق محمد القوماني بعد غياب (نحسبه طال ونرجو أن لا يتكرر)، ليكتب بهدوء عن ”التوحيد أساسا للتصوّر وباعثا على السلوك“  في محاولة للتفكير في التوحيد وبه، يدفعه في ذلك إيمانه بأن ”البيئة الثقافية في عصرنا الحاضر قد تغيّرت ، ونشأت تحدّيات جديدة  وأن على المسلمين المعاصرين المتصدّين لعلم العقيدة أن لا يكرّروا ما قاله السلف، بل أن يستفيدوا من ذلك وأن يفكّروا في قضايا العقيدة موصولة بقضايا عصرنا وتحدّياته. (...). فليست ”العقائد“ تراتيلا تُحفظ ومؤلفات أو مختصرات قديمة تردّد كما ألف الناس. بل ”العقائد“ منطلقات للتفكير وبواعث على السلوك تحتاج لجهود نظرية ضخمة حتّى تتحول إلى تصورات وتساعد على تحقيق أهداف الأمة في التحرّر والعدل والوحدة والتنمية والتقدم وغيرها “.

وفي العدد يتساءل الباحث محرز الدريسي عن أسباب العطالة في وعي الاسلاميين تجاه فكرة البناء المغاربي ويرجع ذلك بعد الغوص في تاريخ الفكر السياسي عند المسلمين إلى ضعف فكرة الدولة في الوعي الجمعي أو الاحساس بعداوتها وتردد الوعي السياسي الوحدوي قديما وحديثا بين الولاء للعصبيــــات المحليـــة من جهة والولاء للعصبية الدينية الكبرى من جهة أخرى. وفي نفس السياق،تأتي مساهمة الدكتور مصدق الجليدي الذي يرى أن التوتر القائم في علاقة الإسلاميين بالسلطة عائد في أحد وجوهه إلى العقلية الدعوية الدينية المهيمنة على الوظيفة الدعائية السياسية في خطابهم اللاهوسياسي (اللاهوتي-السياسي)، ليستخلص إلى ضرورة انفصال الحركة الدعوية الثقافية الإسلامية عن الحزب السياسي المدني لدى الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية.

أمّا الدكتور مصباح الشيباني يذكّرنا في مقاله بما عانته ولا تزال فلسطين ”روح الأمة المغتصبة“ من عمليات تهويد مستمرّة تحت عيون الأنظمة العربية  وبتواطئ منها ويأخذنا في جولة عبر محطّات النضال الفلسطيني ليوضّح كيف تمّ وأد ثوراته وانتفاضاته وتحويلها إلى مسرحيات تفاوض بمباركة وضغوطات عربية.

نتمنى لقرائنا الأفاضل نزهة ممتعة بين مقالات ”الإصلاح“ وننتظر تفاعلهم ونقدهم حتّى نواصل المسيرة من أجل تحقيق ما سمناه من أهداف منذ سنة.