قلم الشباب

بقلم
بسام شلبي
يد واحدة لتونس أفضل...
 الثورة التونسية لها وجهان، وجه أول شاحب مليء بالسلبية والدغمائية و الألم و الحزن و وجه ثاني تملؤه الحيوية و التطلعات و الانجازات و الفاعلية... فإلى أي مدى استفاد التونسيون من الوجه الثاني وتجاوزوا سلبيات الوجه الأول؟
تو نس الثورة كما قالوا «ثورة الزوالي» كما زعموا.. أربع سنوات مضت على أساس القطع مع الاستبداد، ثورة أسست على مبدأ الحرية و الكرامة و التنمية فلم نر من هذه المبادئ سوى سرابها
و لم نهنئ بربيع تونس لتزيد الأوضاع تأزما و لتسير في طريق تائهة الخطوات، لعل هذا يظهر حسب الإحصائيات و الأرقام و على هامش الذكر فإنّ نسبة الأميّة قد ارتفعت لحدّ مفزع، علاوة على الإضرابات العشوائية و المستمرة لكل من شركات النقل وعمال الحضائر و المعلمين و الأساتذة و عمال المناجم و المطاعم و المقاهي و القائمة تطول..
عن أي تنمية نتحدث في ظل هذا الوضع المزري ،في ظل هذا الركود الفكري والفوضى.. إلي أين نحن ذاهبون...! ديون تكّبل البلاد من كل جانب.
عن أي كرامة نتحدث!! إعلام يلمع صورة من يشاء ويهتف لمن يشاء و يتذمر ممّن يشاء.. إعلام تخطى الخطوط الحمراء وعبر حاجز الحرية ليصل إلى مرحلة السخرية التي شملت السياسيين و رئيس الجمهورية و الفنانين و المثقفين..
أفي هذا الوضع الحسّاس نطرح مسائل تافهة تتعلق بتحليل أو تحريم شرب الخمر !! أبهذا الفكر المتدنّي نستطيع اّلرقي بالبلاد! وأحداث العنف والإرهاب تهزّ عرش البلاد وتزعزع استقرارها؟
أين الدولة من كل هذا و أين رؤوس الأموال و المثقفين..! متى سنستفيق من هذا السبات العميق ! متى سترتقي الثورة لمستوى تطلعاتنا!
و على الضفة المقابلة فإن الثورة أسّست لتحطيم قيود الظلم والاستبداد ، ثورة أطلقت العنان للحرية وفتحت طريقا نحو الديمقراطية وأعطت معنى الوجود الإنساني كما وسّعت الثورة دائرة المنافسة السياسية النزيهة و ألسبتنا صفة المواطنة الفعلية وأخرجتنا من الدغمائية و محت صورة الحاكم المتسلط و رسمت صورة الديمقراطية، أطلقت هذه الثورة العنان للشباب المتحمس للإبداع و العطاء وتشريكه في المجال السياسي والفني والاقتصادي ، لبناء غد أفضل لتونس جديدة.
هذه ثورتنا بعد أربع سنوات، تعيش ترنّحا بين السلبية والايجابية، مما جعل البلاد تتخبط في أزمات خانقة وتعرف العديد من المشاكل والتحديّات، ربما الخروج منها يختصر في شعار واحد على التونسيين أن يتمسكوا به وهو «يد واحدة لتونس أفضل».
---------
-  تلميذ
b.chalbi@yahoo.fr