الإفتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
الإفتتاحية
 في مقاله الافتتاحي تطرّق المهندس فيصل العش إلى التّحوّل السّلبي الكبير الذي حصل  للمجتمع التّونسي بعد أن كان محلّّ إعجاب واكبار من طرف العالم كلّه ويرى أنّ الخلل كامن في مختلف المؤسّسات الحاضنة لهذا المجتمع ويتساءل عن استعداد القائمين عليها لمراجعة خياراتهم وإعادة البناء من جديد على أسس صحيحة نابعة من طموحات المجتمع الأهلي وبمشاركته عوضا عن الاستمرار في العمل ضمن مؤسّسات منمّقة الأسماء والشعارات لكنّها فارغة المضمون والفائدة. 
ويعتبر «المسجد»من بين المؤسسات الأهليّة التي تمّيز مجتمعنا المسلم عن سائر بقيّة المجتمعات وهو مؤسّسة كان ولا يزال لها دور فعّال وتأثير كبير على المجتمع في مختلف جوانب الحياة الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسّياسية، لذلك كانت دوما موضوع صراع وتنافس بين الدّولة وبين المجتمع نفسه . ولأنّ الموضوع أثير في الفترة الأخيرة في وسائل الإعلام الوطنيّة وأحدث ضجّة كبيرة خاصّة بعد تصريحات وزير الشؤون الدّينيّة وسعي أجهزة الدّولة لبسط نفوذها وهيمنتها على المساجد، فقد كتب السيد الهادي بريك مقالا حاول من خلاله معالجة السّياسة الدينيّة في المساجد من حيث الإمامة ومن حيث الخطاب وعلاقة ذلك بالمواطن المستهلك من جهة وبالدولة الملهوفة على تأميم المساجد من جهة أخرى. 
ولأن المحرّك الرئيسي لقضية المساجد هو «الإرهاب» الذي أخذ هذه المرّة طابعا دينيّا، فإنّ الصديق لطفي زكري أستاذ الفلسفة الذي لم يُحِدْ كعادته عن أسلوبه في الكتابة القائم على طرح السؤال والغوص في الجوانب المسكوت عنها، يعود إلينا بعد غياب بمقال حول تنظيم الدولة الإسلاميّة  يحمل في طيّاته أسئلة عديدة تستفزّ القارئ للبحث عن إجابة حول أسرار هذا التنظيم وفهم حقيقته وأسباب بروزه وتمدّده على خارطة البلاد العربية ودوره السّياسي في المنطقة.
وبعيدا عن هذا المحور يخوض الدكتور نبيل غربال بأسلوب مبسّط متوخّيا الدقّة العلميّة في سرد الأحداث، موضوع علاقة الإنسان بالكون في سلسلة من المقالات يبدؤها بالحديث عن علاقة الانسان بالسّماء منذ نشأته على وجه الأرض. ويتحفنا الشاعر الفلسطيني  «خالد إغبارية» بقصيدة يتحدث فيها عن «علاقته الأولى» مع حبيبته  وحبيبة كل عربي ومسلم «فلسطين». أمّا «عميرات» فقد أصبح شغله الشاغل هذه الأيام الدّخول في موسوعة «غرينيس» بمقترح تونسي لحما ودما يفوق مقترح صنع أكبر علم وطني ... 
قراءة ممتعة.....