تمتمات

بقلم
رفيق الشاهد
هذه النيازك من حولنا
 لا مناص للأرض من تهديد النيازك التي تحول حولنا ولا خوف منها ما دامت في مستقر لها، لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون. ونرى من حين لآخر شهبا قليل من الناس يدركون ماهيتها ومآلها وما قد ينجرّ عنها. ويركض خلفها آخرون ممن يجري وراء ندرة معدنها. 
ينكبّ الباحثون في العلوم الفضائية على رصد وجرد مواقع ومسارات الأجرام من حولنا ويتوقّعون انحرافاتها الممكنة. وقد أمكنهم تحديد قائمة في النيازك المحتملة حسب درجة الخطورة. وانخرطت الأمم المتحدة في وضع خطة استباقية لتجنّب دخول أي جرم خبيث أجواء أرضنا الحبيبة. ويتمّ التفكير جدّيا في كيفيّة التّعامل مع كل جرم خرج عن مساره العادي والمتعقل ومال وحاد عن الاعتدال الذي يقيه التّصادم.
لا يُخشى على الأرض من تلك الأجرام الصغيرة، فالأرض تعوّدت نسفها حرقا بفعل فضاءها الذي يقيها شرّ البلايا. وتتلّقى البسيطة كل يوم عددا من الأجسام الصغيرة نتمتّع برؤيتها شهبا ترجم شياطين البعض ويقرأ آخرون في أثرها طالعهم. رغم يقظة القبّة الفضائيّة بكل مكوناتها وجزئيّاتها إلاّ أنّ قدرتها تبقى محدودة أمام الأجرام الكبيرة الحجم التي إن اختل توازنها وحادت عن مسارها المتعقل تحصل الكارثة.
تحوم حولنا أجسام غريبة تظنّ نفسها كواكب نجوم وما هي إلاّ شهب. وما أبعد المشتبه بالمشبّه. فالنّجم يشعّ ويضيء أمّا الشّهاب أفوله قريب والخوف منه رهيب. والترهيب الذي تسلّطه هذه النيازك الخطرة على كلّ متساكني الأرض لا أحد في مأمن من آثار اصطدامها. 
بعد توفّقهم في تحديد كلّ الأجرام التي تحوم حولنا ومعرفة جيّدا درجة خطورة كل منها، مازال أصحاب القرار  يتنازعون أمرهم بين نسف كل من ظهرت عليه علامات الجنون استباقا لتفادي الكارثة أو محاورته وتعديل انحرافه حتى ينأى عن سلطة الجاذبيّة وينأون به عن جاذبية السّلطة. إلى أن يستقر القرار، لا نملك إلا الرجاء أن لا تتدخّل أشباه كواكب كانت في ما مضى واندثرت وانطفأت وظلّت في الظلّ فتؤثّر في مسارات أجرام منسوبة للاعتدال ومصنفة بعيدة عن الإرهاب.
ما دامت الأرض والسّماء، ستشهد البسيطة وفرة من الشّهب وكمّا من النيازك. 
---------
-  مهندس
chahed@meteo.tn