الأولى

بقلم
فيصل العش
وطن حزين...ودين يعدمه الدّين
 بشارعٍ بوطني الحزينْ...
حبلٌ ومشنقةٌ...
ودينٌ يُعْدِمُهُ الدِّينْ..
وَأَنْتِ يَا حَبِيبَتِي مَازِلْتِ تَحْلُمِينْ...
بِعُرْسِنَا...
مَازِلْتِ ... والصَّحْرَاءُ تَزْحَفُ نَحْوَنَا...
تَحْلُمِين ...
بِزَهْرَةِ القُرُنْفُلِ، بِالزَّيْتُونِ، بِالرُّمَّانِ ، بِالتِّينْ
مَازِلْتِ وَالشَّمْسُ قَدْ غَرُبَتْ ...
وَلَنْ تَشْرُقْ
مَسْبِيَّةٌ قَصَائِدِي ... 
فَلْتَغِرَقْ...
بِبِرْكَةِ دَمْ....
هَمٌّ ... هَمٌّ ...هَمّْ....
هَمٌّ يَحْكُمُكَ يَا وَطَنِي
وَصَرَاصِيرُ الجَنَّةِ التِي انْدَثَرَتْ
تَحْتَلُّ كُلَّ صَوَامِعِنَا...
فَمَنْ سَيُؤَذِّنُ بَعْدَ اليَوْمِ بِآذَانِ أَبِي ذَرّْ؟
مَنْ سَيُؤَذِّنُ بَعْدَ اليَوْمِ بِآذَانِ أَبِي ذَرّْ؟
هذه الأبيات كتبتها ذات يوم من شهر جانفي 1985 والدموع تنهمر من عينيّ بعد أن بلغني تنفيذ حكم الإعدام في الدكتور «محمود محمد طه» المفكّر السّوداني الذي حُوكم باسم الدّين وأُعدم بتهمة الرّدّة في أواخر زمن الطّاغية النّميري عندما كان الدّكتور «حسن الترابي» زعيم الاخوان المسلمين السّودانيين وزيرا للعدل. لقد أشاع النميري وقضاته في ذلك الوقت، أنّ محاكمة الأستاذ تمّت بسبب أفكاره حول تطوير التّشريع فيما عُرف بالرّسالة الثّانية من الإسلام.. ولكنّ الحقيقة خلاف ذلك، فلم تكن للمحاكمة أي علاقة بالإسلام ولا بالأفكار، وإنّما كان النميري يستغلّ الدّين لتصفية من يعارضه جسديّا، من أجل الاستمرار في السّلطة.
نزل عليّ  الخبر في ذلك اليوم كالصّاعقة وكانت صدمته عنيفة اهتزّ لها كياني وبعضٌ من أفكاري وقناعاتي.  فلم أكن لأقبل أن تنتهك حرمة إنسان مسلم باسم الدّين الذي يدين به والعقيدة التي يحملها. أمّا اليوم وبعد ثلاثين سنة، أصبح مثل هذا الخبر عاديّا، فقد اختلط الحابل بالنّابل وغدا القتل باسم الدّين خبزا يوميّا لنشرات الأخبار العربيّة والدّولية، فهذه عصابة شيعيّة تهاجم مسجدا يؤمُّ المصلّين من السنّة فيطلقون عليهم الرّصاص بسخاء ويصطادونهم كما تصطاد الأرانب، صغارا وكبارا، نساءا ورجالا. وهذا انفجار تبنته جماعة سنيّة ونفّذه انتحاريّ بحزامه النّاسف يهزّ أركان مرقد  أحد الأيمّة عندما كان مليئا بالزوّار فيقتل النساء والأطفال وتختلط فيه رائحة اللّحم المشوي من جراء الانفجار مع رائحة البخور، وتسيل الدماء في صحنه فتلتقي بدماء الأضاحي والقربان من أكباش وخرفان كانت قد ذبحها بعض الزوّار تيمّنا وطلبا للبركة.
وهذه «الدولة الإسلاميّة» تذبح الرّهائن من دون حساب وتنفّذ حكم الإعدام في مجموعة من جماعة «النصرة» وهي جماعة دينّية مثلها أو في جنود نظاميين خونة بعد صدور حكم «شرعي» بقتلهم. وذاك النّظام الّسوري يذبح ويدمّر بتعلّة حماية الدّولة والدّين من الصّيادين في الماء العكر. وفي ليبيا واليمن يقتلون بعضهم بعضا وتتساقط أجساد الشّباب كما تتساقط أوراق الخريف عندما تهبّ الرّياح العاتيّة. وتذكّر أيّها القارئ الكريم نظام «السيسي» كيف قتل بدم بارد في «رابعة» رجالا ونساءا عزّلا كانوا مرابطين دفاعا عن حقّهم في العيش بحرّية بعد أن تمّت تزكيته من بعض العمائم من الأزهر ومن غير الأزهر وها هو اليوم يزيد لجرمه جرما جديدا بدعوته للمصريّين أن يثأروا بأنفسهم من الإرهابيّن ويقصد «الإخوان المسلمين»، في دعوة صريحة لجرّ البلاد إلى حرب أهليّة يقتل فيها المصريّون أبناء جلدتهم، ثمّ يلبس عمامة الدّين ويعلن من الأزهر بكلّ وقاحة ضرورة القيام بثورة دينيّة.!!! 
الكلّ أصبح في هذا الوطن الممتد من البحر إلى البحر يقتل باسم الدّين ويدّعي الدفاع عن الدّين، فهل الخلل في الدّين نفسه أمّ في الوعي به؟ وهل هو من صنيعنا نحن المسلمون أم هو من صنيع أعداء هذه الأمّة ؟ وهل هو نتاج لعقود الإستبداد والدكتاتوريّة أم نتاج الحريّة التي جاءت بها الثورات العربيّة الأخيرة؟
الدّين أم  الإيديولوجيا
بعث الله سبحانه وتعالى محمّدا عليه الصّلاة والسّلام مبشّرا ونذيرا ورحمة للعالمين وأمره بالدّعوة إلى الدّين الحقّ بالحكمة لا بالسّيف « ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ »(سورة النحل  الآية 125) «فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ»(سورة الكهف الآية 29) وأخبرنا الله في كتابه العزيز أنه خلقنا لنعمّر الأرض لا لندمّرها وأنه جعلنا شعوبا وقبائل للتّعارف والتّعاون لا للتقاتل والتّنافر. فالإسلام دين هدفه أن يسود السّلام حياة البشر سواء كانوا مسلمين أوغير مسلمين وهذا لا يتمّ عبر التّقاتل والتّناحر وإلحاق الضّرر المادّي والمعنوي بالغير، بل عبر الحوار وتبادل الخبرات للارتقاء بالإنسان وتحقيق سيادته على الأرض وخلافته لله فيها. ولقد ورد في القرآن الكريم «مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا»(المائدة الآية 32). 
وإذا كان السّلام هو منهج الدّين الإسلامي في علاقة المسلمين بغيرهم من البشر فهو أوكد وأولى في العلاقة بين المسلمين أنفسهم، فهم في نظر هذا الدّين كالجدار المرصوص يشدّ بعضه بعضا وهم كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى. 
ولهذا فإنّ الإسلام براء من العنف والإرهاب، لكنّ المسلمين عندما اختلفوا وانقسموا إلى ملل ونحل وفرق ومذاهب من شيعة وخوارج وسنّة ومعتزلة وتخاصموا على الحكم والنفوذ، شرعوا في تأويل نصوص هذا الدّين من قرآن كريم وأحاديث نبويّة بما يتناسب مع ما يقتنع به كل فريق وما يمكن اعتماده لإصدار أحكام وفتاوى التكفير والقتل لعزل وإقصاء المنافسين. وسعوا إلى فرض تأويلاتهم المغرضة على جميع المسلمين، مستعملين في سبيل ذلك كلّ أشكال الإرهاب المادّي والمعنوي. ولنا في التاريخ شواهد عديدة يعلمها القاصي والدّاني. فتمّ بذلك تحويل الدّين الإسلامـي إلى إيديولوجيا تضفي الإطلاقية على المذهب الذي يقدّم نفسه كتعبير لا يجادَل فيه عن «الحقيقة» التي ينبغي على كلِّ أحد أن يخضع لها. ولهذا تحوّل الجهاد في سبيل الله من عمل دؤوب لإرساء مزيد من العدل وتعمير للأرض وخدمة الإنسانيّة ومساعدتها على معرفة الطريق إلى الله، إلى نُصرة فكرة معيّنة دون أيّة مراعاة للآخر، فأصبح الدّفاع عن صحّة الفكرة أهمّ من العلاقة بالآخر وغدا بذلك قتال المخالفين واجبا وممارسة الإرهاب ضدّ كل من يعارض جهادا في سبيل الله. وأصبحت كلّ مجموعة أو فئة تعتقد أنّها وحدها حزب الله المختار وأنّها مطالبة بنصرة دين الله وقتل أعدائه وأنّها منتصرة لا محالة لأنّ الله ناصرها ولو اجتمعت ضدّها الأمم. 
وإذا أضفنا إلى ذلك حالة الخوف من الآخر واعتباره الخطر الدّاهم الذي لا يترك شجرا ولا بشرا وأنّ البقاء مرتبط بإزاحة هذا الخطر، فإمّا أن تكون قاتلا أو مقتولا، فإنّه لا يبقى في هذه الحالة مجال للحوار والتعايش.   
الإرهاب وليد الاستبداد
لقد استفاد الحكّام عبر التاريخ الإسلامي منذ قيام الدّولة الأمويّة من هذه الأرضيّة الفكريّة التي حوّلت الدّين الإسلامي من رحمة للعالمين إلى «إيديولوجيا» صمّاء واستغلوا ذلك أيّما استغلال لترسيخ حكمهم وممارسة قمعهم لكل محاولات تحرّك الشّعوب نحو الحرّية والانعتاق. فمارسوا الإرهاب على نطاق واسع باسم الدّين واختزلوا مؤسّسات الدّولة في أجهزة أمنية وعسكريّة ومخابراتيّة تحمي مصالحهم ومصالح بعض من تابعيهم وتتفنّن في قمع المواطن وتنتهك حقوقه وتسلبه حرّيته وتقضي على المعارضين. وتحول بذلك كل مواطن إلى مشروع «متآمر» يتعيّن مراقبته المستمرة والاستعداد الدّائم للقضاء عليه خوفا من الفتنة رافعين شعار«الفتنة أشدّ من القتل».
لقد احتكرت الأنظمة الاستبداديّة الإرهاب لعقود طويلة فلم تكن تبالي بالرّأي العام، ولم يكن يهمّها مصير الأبرياء، وتعاملت مع مطالب المواطنين في التحرّر والعيش الكريم باستعمال جميع أنواع القمع والعنف من قتل واعتقال وتعذيب وإبادة جماعيّة بالغاز والبراميل المتفجّرة وغيرها، والتهجير الجماعي وتهديم المدن على رؤوس أهلها. كما عملت لعقود طويلة على زرع الفتن بين الرّعايا مع كثير من الجهل وكبح كلّ فكر مستنير. فمن الطبيعي أن يولد من رحم إرهاب الدّولة إرهاب مضاد يجد مبرراته في بعض التأويلات الخاطئة لنصوص دينيّة وفتاوي لشيوخ فرخّتهم حالة الفراغ التي عاشتها ساحة الفكر الإسلامي نتيجة سياسة تجفيف المنابع التي اعتمدها الاستبداد لمحاربة كل نفس تحرّري متعلّق بهويّته العربيّة وبدينه الإسلامي الحنيف. وعندما كان إرهاب الدّولة حاضرا بقوّة كان الإرهاب الوليد ينشط في الظّلام ويترعرع في أقبية السّجون والمعتقلات، فلمّا سقطت الدّولة وضاعت هيبتها جرّاء الثّورة، خرج إلى العلن وأصبحت الجماعات الإرهابيّة تتحرك بحرّية وتمارس قناعاتها «المقدّسة» وتعمل على افتكاك السّلطة بحدّ السّيف.
وللأعداء نصيب
إنّ ما يؤرّق أعداء هذه الأمّة علمهم بعالميّة المشروع الإسلامي وبنقاط القوّة التي تمتلكها هذه الأمّة والتي من شأنها أن تحقّق نهضتها وتجعلها تسود العالم من جديد، لهذا فهم يحيطون بها من كلّ جانب ويعملون ليلا نهارا على محاصرتها وإفشال نهضتها حتّى يتسنّى لهم نهب خيراتها وتعميق تبعيتها لهم. ومن بين أهمّ نقاط قوّتها الرّابطة الدينيّة واللغوّية وتاريخها الحافل بالإنجـــازات، لهذا فقد اجتهد الأعداء في تدمير هذه الخصائص معتمدين على خبثهم ودهائهم ودعم بعض من أبناء هذه الأمّة ممن باعوا ذممهم مقابل المال والجاه من جهة واستغلال انتشار الجهل والأميّة والفقر في صفوف العامّة من جهة أخرى، فقاموا بتشجيع النّعرة الطّائفيّة وساهموا بالمال والسّلاح في بروز الفرق والتنظيمات الدّينيّة المتطرّفة انطلاقا من الحرب الإفغانيّة حيث تلّقت هذه التّنظيمات دعما إعلاميّا ولوجستيا واستخباراتيّا طيلة فترة الصّراع ووصولا إلى ما يحدث اليوم بالعراق والشّام وليبيا وإفريقيا. ويكفي أن نتساءل عن كيفية وصول الأسلحة والذّخائر بصفة مستمرّة لهذه الجماعات والجميع يعلم أن البلاد العربيّة لا تنتج سلاحا ولا ذخيرة.
لقد سارعت قوى الاستكبار العالمي إثر اندلاع الثورات العربيّة انطلاقا من تونس في جانفي 2011 إلى العمل بوتيرة أسرع لتطويق ما حصل بالتنسيق مع بقايا أنظمة الأستبداد وكان من بين انجازات هذا التحالف الفاسد أن تمّ تفريخ العديد من الجماعات الإرهابيّة المتطرّفة من أمثال «داعش» وأخواتها لإرباك الوضع العام وإفشال تجارب الانتقال الديمقراطي ليؤكّدوا للعالم أنّ شعوب المنطقة لا يمكن أن تقود حركتها الى تغيير ديمقراطي مدني وإنّما إلى فوضى مدمّرة وحكم تيوقراطي دمويّ.. 
وبالإضافة إلى محاصرة محاولات نهضة هذه الأمّة، تعمل قوى الاستكبار العالمي جاهدة على تشويه الديّن الاسلامي كعقيدة للحدّ من انتشاره بين مواطنيها وداخل مجالات سيطرتها، لهذا فهي تدعّم بطرق مختلفة ارتكاب أبشع الجرائم باسم هذا الدّين وتغذّي الإرهاب والقتل والدّمار الذي تمارسه التّنظيمات الإرهابيّة التي تتحكّم فيها من وراء ستار وتستثمر ذلك إعلاميّا بشكل محترف فتسوّق صورة سلبية عن الإسلام والمسلمين لهدف خلق جوّ من العداء لهذا الدّين والنفور منه.
فلا شكّ في أنّ الجرائم البشعة التي ترتكبها «داعش» هذه الأيام وبشكل استعراضي من قطع للرّؤوس وحرق لبعض الأسرى وذبح الآخرين واعتداء على المدنيين بالقتل والتهجير وإجبارهم على اعتناق الإسلام وتدمير التّراث العالمي وكنوز تاريخيّة تختزل جزءا كبيرا من تاريخ الإنسانيّة، كلّ هذه الأعمال وغيرها من شأنها أن تنعكس سلبا على صورة الإسلام والمسلمين في العالم وتحدّ من الانتشار الكبير لهذا الدّين في أوروبا وأمريكا وغيرها من أماكن العالم. 
محاربة الارهاب والقضاء عليه
ليس من قضاء الله وقدره أن تعيش الأمّة تحت وطأة الإرهاب، فإمّا إرهاب الدّولة أو إرهاب العصابات المتطرفة. ولا أعتقد أنّ مصيرنا مرهون بيد الغرب وعملائه، فبالرّغم من صعوبة الوضع واختلاط الأوراق وفشل النّخب في توحيد صفوفها والالتحام بشعوبها، فإنّه مازال هناك بصيص من الأمل لمقاومة هذه الآفة والقضاء عليها. ولن يكون ذلك برفع الشّعارات الخشبيّة التي نسمعها هنا وهناك في إطار المزايدات السّياسية والصّراع على المواقع من أمثال «الإجماع الوطني» و«توحيد الصف الوطني ضدّ الإرهاب»، ولا بالاستعانة بقوى الاستكبار العالمي وفتح المجال لها للتدخّل مهما كان نوعه فذلك مثله كمثل المستجير من الرمضاء بالنار. وإنّما بالغوص في أعماق الظاهرة لمعرفة أسباب نشأتها وازدهارها ونقاط قوّتها ومن ثمّ وضع الخطط والاستراتيجيات المناسبة لمقاومتها. 
إنّ مقاومة آفة الإرهاب تمرّ عبر بوابتي الدّين والشّباب لأنّهما الركيزتان الرئيسيّتان للتنظيمات الإرهابيّة. فأمّا الدّين فلا بدّ من تحريره من الإطار الإيديولوجي والمذهبي الذي حُصر فيه  والعمل على إبراز روحه الحقيقيّة المنافية لما تسوّقه الجماعات المتطرّفة من جهة وشيوخ المؤسّسات الدينيّة التقليديّة من جهة أخرى وهذا عمل كبير وصعب يبحث عن من يشتغل به. وأمّا الشّباب فإنّ وطننا العربي يزخر به لكنّه يعيش يأسا وإحباطا ازدادت حدّته بعد الثّورات التي قادها ولم يجن منها شيئا، فإمّا أن نغرس فيه الأمل ونوجّه طاقاته لتغيير حياته وحياة من حوله للأفضل، ونوفّر له احتياجاته الاجتماعية والثقافيّة أو أن نتركه للفراغ والبطالة والأفكار الخبيثة والمنظّمات الإرهابية المتطرفة.
وغراسة الأمل فيه لا تكون إلاّ عبر القضاء على الظّلم والفساد والحيف الاجتماعي وإشاعة الدّيمقراطيّة بمفهومها الاقتصــادي والاجتماعــــي والسياســــي بين المواطنيـــن من جهة وفتح النوافذ على مصراعيها للفكر والإبداع والبحث والحوار المتّزن مع الشّباب من جهة أخرى لأنّ ما نشاهده اليوم من التحاق الشّباب بالجماعات الإرهابيّة أمر مفزع لكن له مبرّراته وعلينا النّبش فيها وقطع الطّريق  أمامها.
أمّا التعاطي الأمني الذي يتحمّس له جزء من النّخبة ووسائل الإعلام والسّياسيين، فإنّه لن تكون له جدوى ما لم يكن مصحوبا بتعاطي ثقافي وفكري مع الإرهاب يكون جدّيا وعميقا لأنّ هذه الظاهرة تقوم على الفكر ومواجهة الفكر لا تكون إلاّ بالفكر، فالتاريخ علّمنا أن العصا والرّصاصة لم تنجح يوما في القضاء على فكرة أو رأي. 
-------
-  مدير مجلّة الإصلاح
faycalelleuch@gmail.com