وجهة نظر

بقلم
يسري بوعوينة
البحث عن النهاية
 حظي كدقيق فوق شوك نثروه...
ثم قالوا لحفاة يوم ريح إجمعوه...
إنّ من أشقاه ربي، كيف أنتم تسعدوه...
 
هذه الأبيات البليغة تلخّص بإيجاز وإعجاز مسيرة حياتي التي تأرجحت بين التّعيسة والتعيسة جدّا...لن أطيل في شرح الأسباب والمسبّبات ولكن الأكيد عندي أنّ الحظّ انتحر يوم ولادتي ولا بأس من التّذكير أنّ عام مولدي ترافق مع الغزو الإسرائيلي للبنان وفرض الحصار على ليبيا ومجزرة «حماة» السّورية وفشل «الإتحاد الكنفدرالي» بين السّنيغال وغامبيا وسقوط طائرة «يابانية» وأخرى «أمريكيّة» وبداية حرب «جزر الفوكلاند» ووفاة الملك السّعودي «خالد بن عبد العزيز آل سعود» واغتيال الرّئيس اللّبناني «بشير جميل» ووفاة 66 مشجع خلال لقاء في كأس الإتّحاد الأوروبي بين «سبارتاك موسكو» و «هارلام» وزلزال «اليمن» المدمّر الذي خلّف أكثر من 1500 قتيل وغير ذلك.. 
كل يوم في ذلك العام يشكّل لوحده مصيبة...بحثت عن خبر مفرح واحد فلم أعثر على شيء...شعرت أنّني ضيف ثقيل على الإنسانيّة.... لم تمنحني هي الحبّ ولا أنا أيضا أكننت لبني البشر ودّا... لقد شغفت حبّا بالمعرّي وبفلسفته المتشائمة وحلمت أن يتوقّف النّسل البشري وينقرض يوما وتعود الأرض جنّة كما كانت قبل أن تطأها أقدامهم...سنوات حياتي مرّت عاديّة ليس فيها شيء خارق...تلميذ كسول ولكن ألمعي في المدرسة...وطالب ناجح ولكن «بـعشرة الحاكم» كما كنا نقول...لا أتحمل المسؤوليّة في تدحرج مستواي التّعليمي ولكن وجّهوا أصابع الإتهام لوزارتيّ التّربية والتّعليم العالي الّلتين جعلتانا فئران تجارب...تخرّجت حاملا شهادة جامعيّة جميلة الشّكل عديمة القيمة وحلمت كغيري بعمل وزوجة وبيت...
زارني ملاك في المنام وقال لي أنّ العنقاء والخلّ الوفيّ والغول قد تصبح واقعا ملموسا، أمّا أحلامي الثلاثة مجتمعة فهذا من أعجب العجب وأخبرني بإستياء الملائكة كافّة من أحلامي غير الواقعية وطالبني بإسقاط بعضها ويا حبّذا كلّها، فأنا في تونس ولست في «دول الخليج» أو «أمريكا»....تنازلت عن البيت فلا حاجة لي فيه وأقنعت نفسي أنّ تونس والعالم كلّه بيتي...تنازلت أيضا عن الزّوجة فالقلب مهجور كبئر جفّ فيها الماء... بقي العمل حيث فتّشت وحصلت على وظيفة توفّر الأجر الأدنى الصّناعي المضمون، أمّا العمل نفسه فلم يكن مضمونا...امتلأت جيوبي بالنّقود المعدنيّة {دون الورقية}..وحينما يمتلأ الجيب يدقّ القلب...من حسن الحظّ هناك الكثير من الفتيات ومن سوء الحظّ لم تعجبني أي واحدة...فقرّرت أن أملأ وقتي بالسّياسة...للأسف في عهد بن علي لم تكن هناك سياسة بل فقط طريقان إمّا الشُعب الدستوريّة وإما السّجون...لم ترق لي هذه المعادلة السّخيفة المخيفة فقرّرت على الفور اعتزال السّياسة لكني وقتها كنت قد وقعت في الفخّ...السّياسة كالقيد لا تستطيع منه فكّاكا..كلّما حاولت الهروب منها عدت إليها راغما حينا ومشتاقا أحيانا أخرى...إستشرت بعض الأصدقاء من كليّة الطّب لعلّهم يهدونني علاجا يفكّ أسري...دلّوني مشكورين على بعض العلاج، فشفيت من شيء ووقعت في شيء أعظم...إنّه الحبّ...رفرف قلبي ودقّ طبول الفرح وغنّى...فقد وجدت التي كانت في البال حلما وفي القلب ملكة... نعم، لقد كانت ملكة لكنّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة وكذلك يفعلون وكذلك فعلت وصار قلبي بعدها خرابا...لا يصلح للسّكنى ولا تنفع معه برامج الإعمار التّابعة للأمم المتحدة...
الفشل لم يجد أنيسا غيري وصار يستطعم رفقتي وأنا أكره صداقته هذه..فشل في الدراسة  والحب والعمل...ماذا بقي؟ إنتقاما من هذه الأوضاع قرّرت أن أنهي حياتي لعلّ المسأة تنتهي معها....وفكّرت في طريقة مناسبة...طريقة توصل صوتي إلى هذا العالم الأصم والأبكم...
هناك عديد الطّرق للتّخلص من الحياة المملّة وهي طرق مجرّبة وناجحة بإذن الله...اخترت الطّريقة «البوعزيزيّة» لعلّني أنا أيضا أصير رمز ثورة أخرى ويأتي المسؤولون في ذكرى وفاتي ليرموا على قبري الزّهور والدّموع والوعود الزّائفة...بقي الآن تحديد المكان...فكّرت في الانتحار أمام قصر قرطاج هناك حيث تجلس هيبة الدّولة...حينما وصلت أخبرني أحد الحرّاس ودموعه على الخدّ تنسكب أن «الباجي قايد السبيسي» قد بكى من أجل إمرأة تونسيّة لم تأكل اللّحم منذ ثلاثة أشهر... أشفقت على هذا الرئيس الرّهيف القلب الذي يبكي من أجل إمرأة لم تأكل اللّحم، فماذا لو سمع بخبر موتي أمام قصره؟...أكيد سينفطر قلبه ويموت قهرا ويحصل فراغ دستوريّ في البلاد وينظّم السّيد «شفيق صرصار» انتخابات أخرى وربّما قد يترشّح «المنصف المرزوقي» ..يا إلاهي يا له من سيناريو مرعب!!!...
عدلت مباشرة عن هذه الفكرة وتوجّهت إلى «القصبة» حيث مقرّ الحكومة التونسيّة...أخبرني الحرّاس هناك أنّ رئيس الحكومة القديم يقوم بتسليم السّلطة لرئيس الحكومة الجديد وأنّه من غير اللاّئق أن يكون من بين الأشياء المتبادلة بين الرجلين جثمان شابّ قرّر الاحتجاج في يوم فرح وابتهاج..سيكون هذا فال شؤم...ولأنّني من التّونسيين المؤمنين بالتّطير وإيمانا منّي بضرورة إعطاء الحكومة فرصتها كاملة قرّرت البحث عن مكان آخر للانتحار فأرض الله واسعة.
توجّهت إلى «وزارة الدّاخلية» في شارع «الحبيب بورقيبة» محطّ أنظار العالم...تراجعت هذه المرّة لحسابات استراتيجية وذلك خوفا من أن يطالب الأمنيّون وقد هالهم ما فعلت بحمل الدّبابات وقاذفات الصّورايخ والطائرات الحربيّة إلى منازلهم إضافة إلى سلاحهم الفردي خوفا من الأعمال الإنتقاميّة.
خطر لي في الأثناء خاطر..لماذا لا أقوم بإنتحار حلال؟ ما هو الإنتحار الحلال؟ الانضمام إلى «داعش» والقيام بعملية تفجيريّة في أحد الأماكن السّياحيّة الرّاقية التي لم نستطع أن ندخلها مستمتعين فلندخلها إذن مهلّلين ومكبّرين ومفجّرين...بحثت عن شيخ من دعاة الفكر الجهادي وعثرت على ضالّتي سريعا لأنّه حسب إحصائيّة أحد المترشّحين في الإنتخابات الرّئاسية الأخيرة، يبلغ عدد الإرهابيّين في تونس مليون شخص!. طلب منّي الشّيخ بعد لقاءات عديدة أن أردّد الشّهادتين وأن أقوم ببيعة أمير المؤمنين...أجبت الشّيخ بجفاء «يا شيخ لا بيعة ولا «شرية»...أنا هنا من أجل الموت...من أجل قضية»...أكيد أنّ الشيخ لم يفهم ما أقصده بالقضيّة التي سأموت من أجلها ولكنّه استبشر وضحك حتّى بدت أسنانه الصفراء وأخبرني أنّ العزّ للإسلام والنّصر للمؤمنين...ثم إنطلق يحدّثني عن الشّجاعة وكيفيّة ترهيب أعداء الله من خلال الذّبح وقطع الرّؤوس والقتل والتّمثيل مستدلّا بالبراهين الشّرعيّة...أيقنت بعد كل ما استمعت إليه أنّ المافيا الإيطاليّة قد تكون أرحم بكثير وأنّ الإنتحار الحلال أمر لا أقدر عليه، فأنا أريد إيذاء نفسي لا إيذاء الناس.
ما هو أفضل مكان يمكن أن يضع فيه الإنسان نهاية لحياته؟ طبعا ليس هناك أفضل من حضن الوطن ولا يمثل الوطن بإختلافاته وتناقضاته وجماله وأيضا مساوئه سوى مجلس النواب وإليه توجهت ركائبي حاملا ألمي وقراري...أحصيت أمام مجلس النواب 25 إعتصام لأسباب مختلفة و أحيانا متخالفة....إنتحلت صفة عون أمن وتسللّت إلى المجلس مكان السّيد عماد الدائمي....فوجئت أنّ عدد أعضاء مجلس النواب الموجودين في برنامج تلفزي قد يفوق عدد الحضور يومها في قبّة البرلمان...هل هانت نفسي إلى هذا الحدّ حتى أموت أمام 30 نائبا فقط وبدون حضور الكاميرا؟ قرّرت الخروج والبحث عن مكان آخر بعيد كل البعد عن السّياسة هذه المرة. توجهت إلى الملعب الأولمبي برادس أين تدور مباراة قمة (عكسها مباراة قاع؟)...هناك حيث الآلاف من الناس والصحافة المحلية والأجنبية وهناك حيث ستتعانق الرياضة والموت، أو لم يعد الإنتحار رياضة التّونسيين الأولى؟ لا يوجد مكان موحش في العالم أكثر من مجلس النّواب التونسي وملاعبنا بعد الثورة..المقابلة ويا لحظّي التّعيس كانت بدون حضور جماهير أي بلا نكهة أي بلا طعم..إنتحار بلا طعم شيء لا أريده البتّة، لذلك قرّرت البحث عن مكان آخر.
هداني تفكيري إلى المسرح البلدي بتونس..إلى كعبة الثقافة التونسية...أليست الثقافة المتنفس الوحيد لإنسان زاده في الحياة مأساة؟ وجدت نفسي أمام أجمل أبنية شارع الحبيب بورقيبة والتي لي معها ذكريات لا تنسى...هنا قررت الموت وهنا ويا للمفارقة لا يموت الإنسان لأنّ الثّقافة هي الخلود والأبدية...كان هناك عرض مسرحي هزلي فوسوست لي نفسي أن أشاهده قبل أن أنتقل إلى الرّفيق الأعلى...لم يدلّلني أحد إذن فلأدلّل نفسي وأمنحها آخر ملذّات الحياة وليس هناك أعظم من المسرح...ثمن التّذكرة كان يكفي لأمتلك قصرا في البحيرة وضيعة في مرناق وأشتري تذكرة سفر إلى روما...واسيت نفسي وقلت كل شيء يهون في سبيل الثقافة وعلى أيّة حال ماذا كنت سأفعل بالمال، فأنا عما قريب مسافر إلى هناك إلى حيث السّلام والحب...وحيث كل شي مجاني...دخلت ويا ليتني ما فعلت...كان في الرّكح مهرّج يرقّع بركاكة نكتا و كلاما أجوفا و فارغا...أحسست بالإحباط لا من تفاهة العرض بل من تفاهة بعض من كان يضحك على أشياء تكاد تبكيني..إنّها جريمة بحقّ المسرح أن يعتلي الرّكح أمثال هؤلاء..شعرت بالإختناق والدّوار والقرف والغثيان...أيّ إنسان يشاهد مثل هكذا عروض أكيد سيندم وسيبكي...تذكّرت ثمن التّذكرة فزادت حسرتي...هل يعقل أن أودّع الدنيا وأنا حزين؟ رفضت ذلك وأصلا فكرة الإنتحار زالت من رأسي، فمشاهدة هذا العرض السّخيف جعلتني أحسّ بالرغبة في شيء واحد الهروب من هذا المكان...أصلا هنا لا يمكنني الموت فالإنسان لا يموت مرتين...ونحن أمة ماتت ثقافيا..
رداءة المسرح جعلتني أفكر في الموت في معرض تونس للكتاب...الكتاب لمن نسيه هو مجموعة من الأوراق تختزل رؤية الكاتب في أحد مناحي الحياة...من الإنجيل إلى رأس المال الكتب هي التي تصنع التغيير كما قيل... ليكن موتي إذن بين أوراق الكتب التي عشقتها دوما...أخبرني أحد حرّاس وزارة الثقافة أنّ معرض الكتب قد ألغي قبل أن يتدارك زميله ليقول أن معرض السّنة الفارطة قد ألغي أمّا معرض هذا العام فسيقام في مارس...مارس؟ هل سأنتظر شهرا آخر وأنا المشتاق إلى الموت شوق الموظّف إلى راتبه؟ ليتهم ألغوا وزارة الثقافة ولم يلغوا معرض الكتاب؟ هل سمعتم يوما عن إلغاء موسم الرّبيع؟ معرض الكتاب هو ربيع الفكر وأحد شعائر الأدباء وملعونة تلك الأمّة التي يشغلها معرض الدّيكور والمفروشات ومستلزمات الزّفاف ولا تعير شأنا لمعرض الكتاب.
لم يبق لي من مكان أقصده سوى بيت الله...المسجد ذلك المكان الذي يفيض سكينة و روحانية... هناك قررت أن أسلّم الأمانة إلى خالقي وهو أعلم بي..و لأنني من التونسيين الفخورين بجامع الزيتونة المعمور فقد أسرعت الخطى إلى هناك...إلى الجامع الأعظم...في هذا العالم الذي تتلاطم أمواجه بالنفاق و الكراهية و الكذب...لن تجد مكانا أكثر أمانا من بيوت الله و خاصة الجامع الأعظم...كنت أمني النفس بالسلام و الطمأنينة إلا أنني وجدت الجامع محاطا بفيالق و تشكيلات من الشرطة و وحدات التدخل...ظننت في البدء أن هناك أحد الإرهابيين سبقني و إحتمى بالجامع إلا أنني إكتشفت أن هناك خصومة بين إمام الجامع و المشيخة و حصل لغط و خصام و عراك فتدخلت وزارة الشؤون الدينية و معها وزارة الداخلية و أصبح الجامع ساحة للحرب الأهلية بين المصلين....قلت على الدنيا و السلام و إنصرفت منكسر الخاطر.... فإذا فقدت السعادة في الجنة يا صديقي فلا داعي للبحث عنها في مكان آخر..
لمعت في ذهني فكرة الذهاب إلى قصر العدالة..هناك حيث من المفترض أن يقتصّ للمظلوم من الظالم و هناك حيث سيكون موتي بدون محاكمة عريضة إتهام ضد هذا العالم...أخذت زادي و دخلت إلى المحكمة و شرعت مباشرة في تنفيذ الخطة حتى لا يعترضني عارض أو يشغلني شاغل...من سوء حظي أن إكتشف أحد الأمنيين أنني مواطن عادي أي أنني لست محاميا....و بقية القصة معروفة...
قررت بعد خروجي من قصر العدالة «ويا ويل أمّة تسكن عدالتها القصور» أن أموت خارج تراب تونس.. هذه الأرض بها طالع نحس فقد باءت كل محاولتي بالفشل...قرّرت أن أموت في مركب صيد معلّقا بين البحر واليابسة...صعدت إلى أحد القوارب وانطلقت نحو الأفق البعيد...نحو العالم الآخر...لسوء حظي مرّت دورية حرس بحري أظنّها كانت مرفوقة بحاملة طائرات وألقت عليّ القبض بتهمة تجاوز الحدود خلسة رغم أنّ المسافة بيني وبين الشاطئ كانت أمتارا معدودات...
إذا لم يكن البحر قبري إذن فلتكن هي الصحراء وإليها حثثت الخطى...إلى جنوبنا العزيز حيث الإباء والكرم وحيث الصحراء...هنا سأموت ولكن لن يسمع أحد صرختي...كم من شهيد راح هنا باركته السماء ولم تسمع له الأرض خبرا...هنا يخيم الصمت والفقر والنسيان...لم أعد أبحث عن الشهرة صار الأمر عنادا بيني وبين الموت الذي يفرّ مني...قرّرت التّوجه مباشرة إلى الصّحراء فكفاني إضاعة للوقت...للأسف كانت دبّابات الجيش وسيارات الشّرطة تغلق كافّة الطّرقات..الجنوب محاصر بسبب الاحتجاجات الاجتماعية والسلطة مازالت إلى الآن تبعث إلى هناك الرّصاص والغاز المسيل للدّموع عوضا عن التّنمية والاستثمارات...ما ضرّهم لو أطلقوا مشروعا عوض أن يطلقوا رصاصة أو جلبوا إستثمارات عوض أن يجلبوا المدرّعات والشّاحنات العسكرية؟ صرختكم يا أهل الجنوب لم تسمع ومنذ متى كان العالم يسمع الضعفاء والفقراء؟ لن أستطيع التوغّل في الصّحراء كما اشتهيت فرجعت من حيث أتيت.
أنا الآن في المحاولة الخامسة بعد المائة للموت...ليس الموت من يفرّ مني...ولكنها الحياة من تمنحني فرصة تلو الفرصة لأعتلي عرشها...من تستحثني للمقاومة ومن تقول لي إنّ من طلب الحسناء لم يغله المهر..من تقول لي لقد بحثت عن الموت في كل مكان..في مقابر الهجرة السريّة وأغوار المخدرات وفي جبل الشعانبي وكهوف جبل سمامة...الموت الذي تسعى إليه ملاقيك عاجلا أم آجلا...المهم هو أن لا تصبح حياتك موتا ثانيا...أن لا تنحني لنوائب الدهر ولا للصوص المال والسلطة...إجعل صوتك منبرا للتحدي ومن يديك آلة للعمل ومن عقلك ثورة ومن حياتك علامة إنتصار...وإنه لقريب
-------
طالب مرحلة ثالثة في العلوم السياسية
yosri.bouaouina@gmail.com