في ذكرى ميلاد الإصلاح

بقلم
حسين السنوسي
قراءة غير موضوعيّة في مجلّة الإصلاح مقدمة في القارئ والمقروء وظروف القراءة
 1. يقول المثل العربي ربّ أخ لك لم تلده أمّك ونقول قياسا ربّ مجلّة لم تساهم في تأسيسها ولا شاركت في تسييرها ولا تعرف الذين يكتبون فيها إلّا بأسمائهم ومع ذلك تحسّ أنّها كتبت من أجلك وأنّك لا تختلف معها إلّا بقدر اختلافك مع نفسك.
2. منذ أربعين سنة كتب أستاذنا الدّكتور «عصمت سيف الدّولة» رحمه الله يقول إنّ العدد الأوّل من مجلّة «الشّورى» وصله على رأس  حمار ولعلّه نسي أن يضيف أن ذلك كان فضلا للحمار يشكر عليه. ألا يستحقّ حمار يقطع المسافة بين طرابلس الغرب وقاهرة المعزّ كي يوصل الأمانة إلى صاحبها أن نشيد بصبره ونغفر له بطأ حركته؟ 
3. تذكّرت هذه الحكاية وأنا ألاحظ أنّ العدد الأوّل من «الإصلاح» وصلني يا طويل العمر قبل تاريخ صدوره بيوم كامل. أرسله إليّ «صاحب الفكرة» مشكورا على رأس حمار الكتروني قطع البحر المتوسّط في أقلّ من لمح البصر.  
4. كان العدد الأوّل متواضعا في عدد صفحاته ولكنّ طموح المجلّة لم يكن خافيا فهناك عنوان المجلّة وهناك شعار المجلّة -السّلام عليك يا نبيّ الله يا شعيب- وهناك حديث عن الإنسان-الخليفة وهناك استدعاء لزعماء الإصلاح وهناك أخيرا قضايا عولجت من منظور نحبّ أن نصفه بأنّه إسلامي أوّلا وبأنّه عقلاني لا تشنّج فيه ثانيا.
5. إذا جُمعت هاتان الصّفتان تذكّر أبناء جيلي مشروعا فكريّا وثقافيّا كان يبدو واعدا ثمّ عصفت به رياح الإستبداد والهزيمة، لذلك  تساءلت وأنا أقرأ هذا العدد «هل هذا الذيّ تبشّر به المجلّة دون أن تسمّيه هو الفكر الإسلاميّ التقدّميّ؟» وأجبت «كأنّه هو».
6. لم نكن نتوقّع طبعا أن نجد هذا الفكر على الحالة التي تركناه فيها يوم توقّفت مجلّته (1) عن الصّدور، فقد مرّت عليه وعلينا منذ ذلك الزّمان أحداث جسام أوّلها سقوط الجدار وآخرها ثورات الأمل التي كتب على بابها «ارفع رأسك يا أخي» وبينهما النّكبة الثّالثة وحكم الرّعاع وحملات الإفساد والتّيئيس وبينهما غزو الفضائيّات وتوسّع الشّبكة العنكبوتيّة وبينهما نهاية عالم وولادة عالم.    
7.  رغم تغيّر الأحوال شعرنا  ونحن نقرأ هذه المجلّة كأنّنا نستأنف قراءة انقطعت منذ عشرين سنة. أمّا لماذا انقطعت هذه القراءة ولماذا كان ذلك منذ عشرين سنة، فحكاية تستحقّ أن نقصّها لما لها من علاقة بالتّاريخ الحديث لهذه الأمّة ولهذا القطر. 
8. في نهاية السّبعينيّات، كانت هناك ثلاثة تيّارات  تهيمن على السّاحة الفكريّة العربيّة وتتقاسم المسيّسين من الشّباب في تونس وفي غيرها من الأقطار. التيّار الأوّل هو التّيّار الماركسي وكانت فترة جزره قد بدأت بعد مدّ فرض فيه رموزه ومقاييسه وحكم فيه الجّامعة بيد من حديد وقاد فيه نضالات طلّابيّة وعمّاليّة. التيّار الصّاعد كان إسلاميّا ولم يكن بعد قد خرج من طفولته ولا من طفوليّته وهو ما جعل نظرته إلى الأشياء تتميّز  بسذاجة واستعلاء كبيرين.  ثالث  هذه التيّارات كان قوميّا عربيّا وكان يعيش مرحلة غريبة لا هي بالمدّ ولا هي بالجزر: قيمه ومواقفه يتبنّاها الكثيرون  في أوساط النّخبة كما في صفوف العامّة ورموزه تحظى بتقدير كبير ولكنّه ضلّ تيّارا أقلّيا بعيدا عن الجّماهيريّة التي كان يحلم بها.  
9. بالمقاييس الغربيّة التي تقسّم التيّارات السّياسيّة الى يسار ويمين ووسط كان الماركسيون يساريين بل يسراويين  وكان الإسلاميوّن يمينيين معتزّين بيمينيّتهم، أمّا القوميّون فكانوا يتطرّفون يسارا في المسائل الإقتصاديّة والإجتماعيّة ويميلون إلى اليمين  في ما عداها من المسائل.  
10. كانت التيّارات الثّلاثة تختلف في كلّ شيء تقريبا ولم يكن اختلافها رحمة بل كان مصدرا لإضافات لا بأس بها إلى قاموس الشّتائم العربيّة إذ بفضله صار النّاس يتراشقون بتهم الرجعيّة والشوفينية والميوعة والتستّر بالدين والعمالة والخيانة والظلاميّة والقروسطيّة .
11. هذا الإختلاف لم يمنع تيّاراتنا الثّلاث من أن تتشابه في بعض الأشياء  بل قل إنّها كانت تختلف في كلّ شيء مضمونا و تلتقي في شيئين أساسيّين  شكلا. أمّا الشّيئان فهي أنّها كانت ثوريّة أو هكذا تصف نفسها وغير ديمقراطيّة وإن ادّعت عكس ذلك.
12. كان للثّورة مفهوم بسيط إلى حدّ السّذاجة. هي المساء الأكبر كما يقول الفرنسيّون وهي التي ستملأ الدّنيا عدلا بعد أن ملئت جورا وهي التي ستنقلنا من الإستغلال إلى الإ شتراكيّة ومن التّجزئة إلى الوحدة ومن الإستبداد إلى الديمقراطيّة وهي انتصار المستضعفين على المستكبرين والبروليتاريا على رأس المال والشّعب على أعداء الشّعب.
13. الثورة كانت مفهوما مانويّا بإمتياز فهناك الخير المطلق والشرّ المطلق وهناك الماء والنّار وهناك الشّيطان والرّحمان وهناك الشعب وما أدراك ما الشعب : كائن مجرّد يعبده الثّوريّون ويحتكمون إليه ولا يعصون له أمرا وهناك النّاس: كائنات من لحم ودم تأكل الطّعام وتمشي في الأسواق ينزعج منها الثّوريّون ولا يحبّونها إلّا بشروط. 
14. الثّورة كما كان يقال في تلك الأيّام هي «التغيير الجذري» ولا شيء غير «التغيير الجذري». لذلك لم تكن نقيضا لبقاء دار لقمان على حالها فحسب بل كانت أيضا نقيضا لكلّ تغيير يرضى بالممكن في انتظار الأفضل. بتعبير آخر، كانت الثّورة نقيضا للإصلاح الذّي أصبح شتيمة يتراشق بها الثّورويّون ويرجمون بها كلّ من تسوّل له نفسه الخروج من منطق الكلّ أو اللاّ شيء. 
15. هذه أوّل المفارقات التّي نودّ التّأكيد عليها: أمّة يحتاج كلّ شبر فيها إلى إصلاح  ويتمنّى الفقراء فيها وهم السّواد الأعظم أن يمنّ الله عليهم بإصلاح ولو بسيط لأساليب الحكم أو لنظام جمع الزبالة وتنظيف المراحيض ومع ذلك ينظر شبابها ومثقّفوها بكثير من الإزدراء لكل من يقبل في خطابه بغير التّغيير الجذري. 
16. الوجه الثّاني لذات المفارقة هو أنّ هذا الشّباب لم يكن يقرأ لزعماء الإصلاح بل لمن هم دونهم وأقلّ منهم شأنا.  للتّذكير زعماء الإصلاح  كانوا أوّل من أدرك مواطن الدّاء في هذه الأمّة وسعى إلى تحرير العقول وتنويرها ولكن خلف من بعدهم خلف نسوا أعمالهم أو تناسوها وتجاهلوا فكرهم حتّى جهلته أجيال كانت في أشدّ الحاجة إليه. 
17. قلنا إنّ تيّاراتنا الثّلاثة لم تكن ديمقراطيّة ونضيف إنّها اتّفقت في لا ديمقراطيّتها واختلفت في البديل الذي به تزعم تجاوز الديمقراطيّة والتّفوق عليها. فالماركسيّون مثلا كانوا يسخرون من أوهام الذين يقولون بالتّغيير السّلمي ويذكّرونهم بأنّ الدّولة هي دائما أداة هيمنة تستعملها طبقة ضدّ طبقة أخرى وأنّ المطلوب تبعا لذلك هو الإنتقال من هيمنة البرجوازيّة إلى دكتاتوريّة البروليتاريا وأنّ هذه الأخيرة هي الوسيلة الوحيدة للوصول إلى مجتمع بدون طبقات  تفقد فيه الدّولة مبرّر وجودها، فتزول ويحصل النّاس على حقوقهم الفعليّة بعد أن كان أسلافهم في الجّمهورياّت الديمقراطيّة يكتفون بحقوق صوريّة (2) .
18. القوميّون اصطدموا بمشكلة الدّيمقراطيّة في الواقع قبل أن يتطرّقوا إليها في تنظيراتهم. كان ذلك لمّا حكم أكبر قطر عربّي رجل قيل إنّ الأمّة لم تنجب مثله منذ صلاح الدّين وحمل حلم الكرامة والوحدة، لكنّ حكمه انتهى إلى هزيمة فاقت بشاعتها ما كان يسعى إليه الأعداء بل ما كانوا يتمنّونه في أحلامهم الأكثر تفاؤلا. 
19. تساءل القوميّون بعد نكبة الأيّام الستّة عمّا جعل الأمّة تنهار بهذا الشّكل المهين وأجاب بعضهم «لقد خسرنا الحرب مرّتين لأنّ نصف شعبنا ليس له لسان»(3) وأدرك هذا البعض أن جماهيريّة القائد ما كان يجب أن تغني عن محاسبة نظامه وأنّ «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» كلمة حقّ لم يرد بها حقّ وأنّه من العبث أن نريد حريّة الوطن بدون حرّيّة المواطن.   
20. عندما تصدّى الدّكتور «عصمت سيف الدّولة» لمهمّة التّنظير للثّورة العربيّة أفرد للدّيمقراطيّة فصولا عديدة وجعلها صفة لازمة لدولة الوحدة، لكنّه اشترط تطهيرها من الليبراليّة نظاما وأحزابا (4) وقد يكون بذلك فتح للدكتاتوريّة بابا سبقه إلى فتحه منظّرو الماركسيّة وكان مدخلا لنظم قمعت الشّعب باسم الشّعب وألبست طغيانها لباس الصراع مع أعدائه.
21. لم يكن حظ الإسلاميين من القناعات الدّيمقراطيّة أفضل من حظ التّيّارين الآخرين فقد كانوا يعتقدون اعتقادا جازما أنّهم وجدوا في الإسلام حلّا شاملا ووحيدا لكلّ مشاكل الإنسانيّة وأنّ هذا الحلّ الإلهي يختلف عن النّظم البشريّة جميعها لأنّه يقوم على أساس أنّ الحاكميّة لله وحده وهي تقوم على أنّ الحاكميّة للإنسان (5). 
22. نضيف قبل إغلاق هذا القـــوس أنّ هذه التّيّارات كانت تواجه نظما شرسة وأنّها قدّمت في هذه المواجهة قوافل من الضّحايا. لابدّ أن نضيف أيضا أنّهــا كانت غير ديمقراطيّة في مجتمع غير ديمقراطيّ فلم تختلف عن مجتمعها في هذا ولكنّها اختلفت عنه في أنّ جلّ أبناءه آثروا حبّ السّلامة وحملت هي أمانة المقاومة، فدفعت في سبيل ذلك ثمنا باهضا.
23. في الثّمانينيّات تغيّر المشهد قليلا اذ اضطرّت النّظم الشّرسة إلى أن تكون أقلّ شراسة واتّسع صدرها الضّيق لهامش بسيط من الحرّيّـــة فكان أن وجدت صحافة تفتح صفحاتها لمختلف التيّارات الفكريّة والسّياسيّة وكان أن طرحت للنّقاش مجدّدا  كلّ المسائل التي طرحها زعماء الإصلاح وأهمّها نظام الحكم وحقوق المرأة والعلاقة بالغرب. 
24. في تلك السّنوات بالذّات، ولد في تونس يسار ديمقراطيّ يؤمن بالتعدّدية وينبذ العنف ودخلت الديمقراطيّة السّاحة الإسلاميّة من بابين أوّلهما باب الممارسة التي لم يسبقها تأسيس فكري وكان ذلك على يد حركة الإتّجاه الإسلامي وثانيهما باب التّأسيس الفكري الذي تدعمه ممارسة نخبويّة وكان ذلك على يد الإسلاميّين التّقدّميّين.    
25. لم تدم سعة الصّدر الضيّق إلّا قليلا فمع حلول التسعينيّات  أغلق القوس وأحكم الرّعاع قبضتهم على البلاد مدعومين في ذلك كالعادة وأكثر من العادة بصحافة التّطبيل والتّزمير التّي لم تكن جديدة في هذه الرّبوع وبصحافة المستنقعات التّى كانت من ابداعات النّظام الجديد وجزءا من هويّته. غنيّ عن البيان أنّ صحافة الحوار لم يكن لها مكان في هذا المشهد القديم-الجّديد فجزء من المتحاورين غصّت به السّجون وجزء من الجّزء الآخر آثر الإنحياز إلى السّجّان. 
26. تزامن هذا مع أحداث شكّلت باجتماعها ما نسمّيه النّكبة الثالثة. في العراق جاء الأمريكان وحلفاؤهم فألقوا من القنابل ما يكفي لإعادة نصف الكرة الأرضيّة إلى العصر الحجري ثمّ انسحبوا بعد أن انتزعوا من هذا القطر العربيّ سيادته وقدرته على العيش الكريم. في الجزائر قرّر العسكر أن يجهض أوّل انتخابات حرّة فكان ذلك بداية لحرب أهليّة ارتكبت فيها باسم دين الله فضاعات تكاد تقسم أنّ المسؤولين عنها يتلقّون أوامرهم من الشّيطان شخصيّا.  في فلسطين عاد «أبو عمّار» إلى الفردوس المحتلّ بعد أن التزم بكلّ ماأرادوا منه أن يلتزم به.   
27. باختفاء صحافة الحوار في تونس وانحسار الصحافة الجادّة في الوطن العربي، انقطعت علاقة كاتب هذه السّطور بالصّحافة العربيّة وكانت قبل ذلك تسمح له بلعب  دور«المشاهد المعنيّ بالأمر» وهو أضعف الإيمان عند من يدّعي الإهتمام بشؤون الأمّة. كان يعلم يقينا أنّ حكم الرّعاع أضعف الحوار ولم يقتله وأنّ أسئلة النّهضة لا تزال تجهد الكثير من العقول لكنّ حالة الإحباط التي تفشّت في تلك السنين جعلته لا يرى إلّا الأبواب المغلقة وأوراق الخريف المتساقطة.
28. بعد ذلك بعشرين سنة تقريبا عندما بدأت في تونس الأحداث التي أدّت إلى سقوط نظامين عربيّين في أقلّ من شهر كان صاحبنا يعتقد أنّ أقصى ما يمكن أن تؤدّي إليه هو إعادة سيناريو الثّمانينيّات: صحافة نصف حرّة وعفو تشريعيّ غير عامّ ولا تغيير يذكر في الأسماء ولا في الوجوه ولا في السّياسات.
29. كان في تلك الفترة يلتقي يوميّا في ضاحيته الباريسيّة  بمجموعة من المغتربين العرب وكان الحديث يدور بينهم حول الأحداث الجارية في تونس وما يمكن أن تؤدّي إليه. لم تكن الرؤية واضحة بالنّسبة إليهم رغم أنّ بعضهم كان مدمنا على مشاهدة الفضائيّات وقراءة الصّحافة الإلكترونيّة لكنّ تواصل الأحداث وتصاعدها جعلهم يصلون إلى الإعتقاد أنّ شيئا ما يحدث في الجهة الأخرى من المتوسّط. في الثاني عشر من جانفي قال قائل منهم «هذه المرّة قد يسقط النّظام.» وبدا أنّ الآخرين يشاطرونه الرّأي.
30. بعد سقوط النّظام أقبل صاحبنا على قراءة الجّرائد الإلكترونيّة منها والورقيّة بنهم شديد. عندما اكتشف جريدة «المحرّر» أحسّ أنّه يواصل قراءة انقطعت منذ عشرين سنة خاصّة وأنّ أحد المسؤولين على هذه الجريدة ليس إلّا الأستاذ «صلاح الدين الجورشي» الذي كان في سنوات شبابه يقرأ له باهتمام كبير.  لكنّ هذه الجّريدة الجيّدة لم تعمّر طويلا فقد وافاها الأجل المحتوم بعد أشهر قليلة من ولادتها وكان ذلك دليلا على أنّ الجّودة لا تكفي وأنّ القانون الذي يحدّد قدرة وسائل الإعلام على الإستمرار هو قانون السّوق.   
31. قانون السّوق هذا نقول تفاؤلا إنّه ليس له سلطان على مجلّة الإصلاح لأنّ الذين يكتبون فيها ليسوا صحافيّين محترفين بل «مشاريع مواطنين» ولأنّها مجلّة إلكترونيّة لا تحتاج إلى ورق مكلف ولا إلى مطابع باهضة الثّمن ولا إلى وسائل نقل وموزّعين. كذلك نقول تفاؤلا إنّ الإصلاح الذي جعلته المجلّة هدفا لها وعنوانا أصبح اليوم ممكنا لأنّ كتابة المواطنة لم تعد من الممنوعات ولأنّ ألسنة النّاس استعادت الدّور الذي خلقها الله من أجله ولأنّ أيديهم لم تعد مكبّلة.
32. من هنا نبدأ القراءة.  سنتحدّث عن الإصلاح اليوم. عن منطلقاته وغاياته وأسلوبه  كما يراها كتّاب المجلّة وكما نستلهمها من أعمال أساتذتنا الذين لا يخلو عدد من أعداد المجلّة من ذكرهم. سنلتقي ونحن نتقدّم في هذه الطريق بواقع الأمّة وأحلامها وبأشياء تدعو إلى التّفاؤل وأخرى لا تترك لغير اليأس مجالا ولكنّنا سننحاز في كلّ مرّة إلى الأمل وإلى الغد الأفضل لأنّ للإصلاح شروط أقلّها أن تقتنع بأنّ من غيّر ما بنفسه غيّر الله ما به.
 
الهوامش
(1) مجلّة 15-21 : مجلّة الفكر الإسلامي المستقبلي
(2) يراجع في هذا الموضوع على سبيل المثال لا الحصر كتاب لينين «الدّولة و الثّورة».
(3) يقول نزار قبّاني في «هوامش على دفتر النّكسة» مخاطبا السّلطان «لقد خسرت الحرب مرّتين لأنّ نصف شعبنا ليس له لسان».
(4) يراجع على سبيل المثال كتابا «الغايات» (الفصل الرّابع من نظريّة الثّورة العربيّة) و «الأحزاب و مشكلة الدّيمقراطيّة في مصر».
(5) تراجع في هذا الموضوع جلّ كتابات سيّد قطب رحمه الله و بصفة خاصّة فصل «سياسة الحكم في الإسلام» من كتابه «العدالة الإجتماعيّة في الإسلام».
-----------
-  أستاذ جامعي تونسي مقيم بفرنسا.
houcine.senoussi@gmail.com