من وراء البحار

بقلم
محمد سراج
أيها العاملون في مجال الإعلام الآلي صحّحوا مفاهيمكم
 هذا النّداء ليس مقتصرا على اختصاصيّ الانترنيت بل هو موجّه لكلّ العاملين في هذا الميدان من اختصاصيّين في مختلف أفرع هذا الميدان الخصب الذي لازال في عذريته وبدائيته والذي يعد بتغيير أوجه الحياة كلّها ومفاهيمها اقتصاديّة وسياسيّة واجتماعيّة بما فيها الكثير من المفاهيم الدينية والمعرفية وكذلك الى كلّ مستهلكي هذه المادّة العلميّة من القابعين ليلا نهارا وراء أجهزة حواسيبهم كبارا وصغارا، رجالا ونساء وأطفالا يلهون بألعابهم وينمون من خلال تلك الألعاب مداركهم وينشطون إحساساتهم. 
وبداية فقد أخطا العاملون في ميدان الإنترنيت خطأ فادحا وغير قابل للتّصديق عندما ترجمواهذا المسمّى فنقلوه الى الجامعات العربيّة وأطلقوا عليه تسمية «الشبكة العنكبوتية» الأمر الذي ترفض قبوله عقول الأطفال، فأيّ عنكبوت يمكن له أن يغطّي أصقاع المعمورة من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها علما أنّ أوسع شبكة يمكن لأكبر عنكبوت نسجها في أقدم غار قد لا يزيد عن دائرة قطرها متر أو أقل.وإنّي لأعجب لحاملي الشّهادات العلميّة العالميّة من القائمين على تسيير هذا الميدان من العرب والمسلمين كيف لهم أن يقزّموا هذا الميدان الواسع والواعد ويحصروا تسميته بالشبكة العنكبوتية ويتغافلوا عن كتاب الله الذي يتلون آياته صباحا ومساء وفي كل صلاة يتّجهون بها الى خالقهم، الكتاب الذي قال فيه ربّ العزة «وما فرّطنا في الكتاب من شئ». وقد جاء ذكره في كتاب الله تحت اسم السّريان أو الإسراء ولنا أن نتساءل مع هؤلاء الذين قاموا بترجمتهم الخاطئة فأسموا الانترنيت بالشبكة العنكبوتيّة. أيمكن لعنكبوتيتهم أن تقوم بنقل قصربلقيس بما فيه من اليمن الى الشّام مقر نبي الله سليمان، ولنا أن نضيف اليهم أن علم الانترنيت لازال علما بدائيّا في بلد مولده في الولايات المتّحدة الأمريكية وفي عصره الحجري نسبة الى علم الإسراء أو السّريان الذي أوحى به ربّ العزّة الى الرّجل الصّالح جليس نبي الله سليمان الذي قام بنقل قصر الملكة بلقيس بما أتاه الله من علم السريان، لأنّ انترنيت الولايات المتّحدة لم يصل بعد الى نقل البضائع والمباني ولا زال يدور في فلك نقل الصّور والكلمات وإن بدا بعض الباحثين كما نقلت إلينا الأخبار العلميّة في النمسا القيام بتجارب لاستنساخ الذّرات في محاولة لمحاكات كتاب الله الذي كان علينا نحن أول من يحاكي آياته الكريمة، لكنّنا أصررنا على تحويل تلك الآيات الكريمة الى حبكات موسيقيّة بين مدّ وقصر، ولم نرتفع الى التفكر فيما تحمله تلك الآيات من معان ورموز تحتاج الى آلاف الجامعات والمخابر العلميّة لفك رموزها. 
أقول قد استطاع هؤلاء الباحثون بعد جهود ثلاث سنوات من نقل مسمار مسافة مترين وقد بدا هؤلاء الباحثون نقلة جديدة بما يسمّونه الانترنيت وما أسمّيه علم الإسراء نقلة جيّدة من الصّور والكلمات الى نقل المادّة 
وختاما أقول أن مجال علم السّريان مجال واعد جدّا سيغيّر الكثير من المفاهيم التي سترثها أجيالنا الصّاعدة عنّا ولا يغيب عنّي أن أتوجّه الى ائمتنا الكرام أن يصحّحوا الكثير من المفاهيم التي ورثوها عن سابقيهم الذين خاطبهم ربّ العزة «وما أوتيتم من العلم الاّ قليلا». فصوّر لهم خيالهم أن انتقال رسول الله كان على ظهر حصان خرافي أسموه البراق وهذا ما تنفيه سورة الاسراء نفسها عندما بدات بكلمة سبحان «سبحان الذي اسرى بعده» وهو ما ينفيه العلم الحديث ايضا بأن كلّ مادّة تتخطّى حدّا معيّنا من السّرعة فإنّها ستحترق، فانتقال رسول الله في ليلة واحدة بين مكّة والقدس وصعوده سدرة المنتهى لم يكن انتقالا على ظهر دابّة ولم يكن طيرانا بل هو سريان ذرات بين المواقع الثّلاث، فمتى يقوم السّادة العاملون في مجال الإعلام الآلي بتصحيح ما أوقعوه من خطا في ميدان عملهم ويصحّحوا ترجمتهم الخاطئة للعامّة، فيقولوا أنه الإسراء وليس الشّبكة العنكبوتيّة ويكشفوا للعالم أجمع أنه علم الإسراء الذي أشارت إليه آيات كتاب الله الكريم في قصصها عن قصر بلقيس وإسراء خاتم الأنبياء منذ آلاف السّنين قد أصبح واقعا تعيشه الأجيال من أبناء آدم وحواء.
 -------
-  صحفي وكاتب سيناريو وشاعر - كندا
sradjmohamed@hotmail.com