كلمات

بقلم
عبدالنّبي العوني
لمحات من جلسة مفتوحة و متمدِّدة!!!
 لمحة أولى: 
تدخل الجبهة في منافسة على منصب النائب الأول لمجلس نواب شعب تونس بالرغم من تأكّدها وعلمها بمخرجات خريطة الكولسة، وهذا ليس بغريب على جبهتنا التّونسيّة بل قل هي قاسم مشترك أكبر لكل الجبهات تقريبا المتشكّلة لإثبات الوجود الفيزيائي....إذ يقودها عقل المجابهة والمواجهة أو « النطيح كما قال الختيار» للمبارزة أو المنافسة أو الصّراع و حتى الاعتصام، للرّكون للمسلك السّهل في الزّمن الخطأ والسّاحة الخطأ والمنافس الخطأ بالرّغم من الأهداف البرّاقة و التوّاقة....و تنمّ هذه السلوكات عن انجذابات عاطفيّة ووجدانيّة وحتى شهوانيّة متأصّلة في فؤاد تجاربنا العربيّة التّاريخيّة بالخصوص لكلّ ماهو موازي و توازي لأغلب بواصل يسارنا الممغنطة في اتّجاه عكسي للجدليّة المادّية الديالكتيكيّة، مثل ما رأيناه في تونسنا في بهو « موازي المرزوق» الذي ترك لنا حكم تقول«الإنتصار بالموازي أفضل ألف مرّة من انتصارات كواليس وهندساته» و«بالنيّات تقام انتصارات الطّوائف». 
لمحة ثانية: 
...... «رفعت الجلسة» قالها الرّئيس الجديد والمنتخب توًّا لمجلس نواب شعبنا، همّ بالنّزول من المنصّة، قامت له النّائبة الموقّرة والمكلومة تطلب نقطة نظام، الجالسة تحت لواء الجبهات...تلومه برفق و تؤنّبه بإصرار و بالأخصّ بعد ان أدخلتها جبهتها في المعركة الرّمزيّة الأولى الخاسرة، ويعيد التّاريخ نفسه مع جبهتنا نفسها اذ يتمّ الاختيار على السّاحة الخطأ والمنافس الخطأ في اللّحظة الخطأ وفي تقدير مقلوب للشّخوص الخطأ وظنّا منها أنّها تعيش لحظات ماضية من مناكفات التّأسيسي واعتقادا منها أنّ الجالس قبالتها ليس إلاّ واحد من ثلاث إمّا «مصطفى» أو «محرزية» أو «العربي»، وتناست الأصل والّسلوك والكولسة ولم تنل من الفارس الجديد القديم!!! غير إلتفاتة من عِلٍّ علَّ الجبهة تستوعب مستقبلا أنّها في مقابلة شخوص تتقن جيِّدا فنون التّدجين والمخاتلة والمناورة والإلحاق والكولسة العميقة مع المسك بنواصي وأقدام الحشرجات الإعلاميّة...وليس كمن خبر كمن سمع....و لكلِّ كتف زمان وشخوص...انتبهي جبهتنا فأنت في موكب النّداء الذي تربّى المُربّى دون أن يترك النَّدى.
دمت سالمة جبهتنا لأنّ السّاحة تحتاجك دائما لتأثيث المعارك الخاطئة في زمنك البيولوجي اللّولبي المعكوس.
-------
-  أستاذ وباحث تونسي.
ouni_a@yahoo.fr