خواطر

بقلم
اسماعيل بوسروال
معركة المصير الواحد في تونس: الدّور الثّاني للرّئاسيات 2014
 (1) معركة المصير الواحد
اصطلاح معركة المصير الواحد استعمله المفكّر«ميشيل عفلق» منظّر حركة البعث وأحد المؤسّسين الرئيسيّين لحزب البعث العربي الاشتراكي حيث اعتبر أنّ معركة الاستقلال التي تخوضها الدّول العربيّة كلّ على حِدة هي معركة مصير مشترك سواء كانت حركــة المقاومة العربيّـــة في الجزائر أو مصر أو فلسطين أو اليمن أو تونس . 
وفي تونس 2014  نعيش مرحلة حسّاسة تتمثّل في الدّور الثاني للانتخابات الرّئاسية وفي وضع إقليمي ودولي معاد للحرّية والاستقلال العربي ويتميز بخطة استعماريّة (موجة جديدة) تتّصف بتنصيب أنظمة حكم ترضى عليها الصّهيونيّة ويرتاح لها الاستعمار لينهب خيرات الأرض العربية.
(2) موجة الاستعمار الجديد ترغب 
في التخلص من الربيع العربي 
شهد العالم العربي سنة 2011 ثورات الربيع العربي فحملت معها نسائم الحرية ومعالم بناء الدّولة العربيّة الوطنيّة ذات القرار المستقل، لكنّ دول الإقليم التي لها علاقات خاصّة منسجمة مع رؤيتها  حيث لا تعترض على توسّع إسرائيل... إنّها حكومات تكتفي أحيانا بمدّ سكّان الأرض المحتلة بالأكفان والضّمائد والأدوية  في حين نراها اليوم تشارك في الحرب على داعش التي أنشأها الاستعمار، مشاركة بالعتاد والمال... مفارقة تلخص مأساة المنطقة العربية
(3) الدور الثاني من  الانتخابات الرئاسية  
واحتمالات فوز مرشح ما ؟
انحصرالتّنافس في الدّورة الثّانية للانتخابات الرّئاسية 2014 بين المترشحيْن «سي الباجي» و«سي المرزوقي» وكان الفارق بينهما لا يتجاوز 6 نقاط بما يوحي بتكافؤ فرص النجاح للطرفيْن في الدور الثاني. فهل سيظلّ فارق النقاط السّت في الدّور الثاّني ؟ الجواب : لا أبدا ... لأنّ احتمال الفوز وارد للمترشّحين كليهما ولنا أمثلة في تغيير المعادلات من بينها ما حدث في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في رومانيا والتي جرت منذ وقت قصير في 16نوفمبر 2014 حيث فاز بالرئاسة كلاوس يوهانيس (رئيس بلدية، اتجاه ليبرالي، 55 عاما، 30 % في الدور الأوّل) محدثا مفاجأة – لا يمكن أن نستبعدها في تونس - بفوزه في الانتخابات متقدما على منافسه فيكتور بونتا (رئيس الحكومة المباشر،  اجتماعي- ديموقراطي، 40 % في الدور الأوّل) رغم أنّ المترشح الخاسر كان قد تقدّم بــ 10 نقاط على منافسه في الدّور الأوّل كما أسلفنا، ورغم أنّ عمليات سبر الآراء قدّمته فائزا في الدّور الثّاني .
فمعركة المصير الواحد في تونس تتمثل أساسا في الاحتكام إلى الانتخابات الحرّة والنّزيهة والشّفافة والقبول بنتائجها سواء صعد الى الرّئاسة المترشح «أ»  أو المترشح « ب».
(4) كيف تكون معركة المصير الواحد
في تونس من خلال الانتخابات الرئاسية ؟
أتصوّر أن التونسيين في منعطف خطير ودقيق وحسّاس، في وضع اقليمي ودولي تآمري واضح... إن الحروب الممتدة من سواحل (اليمن السّعيد ) إلى معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا تهدّد المناخ العام التّونسي وتدفع به الى الانخراط في «الفوضى الخلاّقة» بصيغ مختلفة ... التّونسيون اليوم يخوضون معركة المصير الواحد لتحقيق بناء ديمقراطي يضمن التّداول السّلمي على السّلطة ويكرّس إرادة المواطن الحرّ لاختيار من يحكمه ... 
... التونسيّون اليوم يخوضون معركة المصير الواحد ،  ليست مسألة هيّنة ولا بسيطة لأن الإقليم العربي لا يرغب في أن يرى مواطنا يمسك سلطة القرار في اختيار الرئيس والحكومة والبرلمان. 
التونسيّون اليوم يخوضون معركة المصير الواحد لأن الوضع الدولي لا يرغب في مشاهدة مواطنين يختارون حكّامهم فيصبح القرار الوطني مستقلاّ يسمح بالسّيطرة على الثّروات الوطنيّة ولا يسمح بالتّفريط فيها  للشّركات متعددة الجنسيّات ... قرار وطني مستقلّ يساند ويدعم حركات المقاومة الفلسطينيّة المشروعة ضد الاستعمار الإسرائيلي .
التونسيّون اليوم يخوضون معركة المصير الواحد ... مصير يتحدّد بفرض بيئة انتخابيّة سليمة نزيهة وشفافة ... بيئة انتخابية خالية من العنف... بيئة انتخابيّة خالية من شراء الأصوات ... بيئة انتخابيّة خالية من التّزوير ... بيئة انتخابيّة خالية من التزييف. 
التونسيون اليوم يخوضون معركة المصير الواحد...شعار المعركة شعار سلميّ  : « انتخب فأنت حر» .  
------
-  ناشط في المجتمع المدني
ismail_bsr2004@yahoo.fr